أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : عَرَجَ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، سَلِّطْنِي عَلَى أَيُّوبَ ، قَالَ : سَلَّطْتُكَ عَلَى مَالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَلَمْ أُسَلِّطْكَ عَلَى جَسَدِهِ ، قَالَ : فَنَزَلَ فَجَمَعَ جُنُودَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي سُلِّطْتُ عَلَى أَيُّوبَ ، فَأَرُونِي سُلْطَانَكُمْ ، قَالَ : فَصَارُوا نِيرَانًا ، ثُمَّ صَارُوا مَاءً . قَالَ : وَبَيْنَا هُمْ بِالْمَغْرِبِ إِذَا هُمْ بِالْمَشْرِقِ ، فَأَرْسَلَ طَائِفَةً إِلَى زَرْعِهِ ، وَطَائِفَةً إِلَى إِبِلِهِ ، وَطَائِفَةً إِلَى غَنَمِهِ ، وَقَالُوا : اعْلَمُوا أَنَّهُ لا يَعْتَصِمُ مِنْكُمْ إِلا بِمَعْرِفَةٍ ، فَأْتُوهُ بِالْمَصَائِبِ بَعْضِهَا عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ . قَالَ : فَجَاءَ صَاحِبُ الزَّرْعِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ أَرْسَلَ عَلَى زَرْعِكَ نَارًا فَأَحْرَقَهُ . وَجَاءَ رَاعِي الإِبِلِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّك أَرْسَلَ إِلَى إِبِلِكَ عَدُوًّا فَذَهَبَ بِهَا ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْبَقَرِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ أَرْسَلَ إِلَى بَقَرِكَ عَدُوًّا فَذَهَبَ بِهَا ، ثُمَّ جَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ . فَقَالَ : وَجَاءَ لِبَنِيهِ فَجَمَعَهُمْ فِي بَيْتِ أَكْبَرِهِمْ ، فَبَيْنَا هُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ، فَجَمَعَ أَرْكَانَ الْبَيْتِ ، فَهَدَمَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ ، قَالَ : فَجَاءَ إِلَى أَيُّوبَ فِي هَيْئَةِ الْغُلامِ ، وَفِي أُذُنَيْهِ قُرْطَانِ فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى بَنِيكَ اجْتَمَعُوا فِي بَيْتِ أَكْبَرِهِمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْ رِيحٌ ، فَأَخَذَتْ بِأَرْكَانِ الْبَيْتِ ، فَأَلْقَتْهُ عَلَيْهِمْ ، فَلَوْ رَأَيْتَهُمْ حِينَ اخْتَلَطَتْ دِمَاؤُهُمْ وَلُحُومُهُمْ وَطَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ ، فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ : أَيْنَ كُنْتَ أَنْتَ ؟ قَالَ : كُنْتُ مَعَهُمْ . قَالَ : فَكَيْفَ أَفْلَتَّ ؟ قَالَ : أَفْلَتُّ . قَالَ : أَنْتَ الشَّيْطَانُ ، قَالَ : أَنَا الآنَ مِثْلِي يَوْمَ خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي ، فَقَامَ فَحَلَقَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَأَرَنَّ الشَّيْطَانُ رَنَّةً سَمِعَهَا أَهْلُ السَّمَوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، ثُمَّ عَرَجَ فَقَالَ : أَيْ رَبُّ ، قَدِ اعْتَصَمَ ، وَإِنِّي لا أَسْتَطِيعُهُ إِلا بِتَسْلِيطِكَ ، فَسَلِّطْنِي عَلَيْهِ ، قَالَ : قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى جَسَدِهِ ، وَلَمْ أُسَلِّطْكَ عَلَى قَلْبِهِ ، قَالَ : فَنَفَخَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ نَفْخَةً ، فَصَرَخَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ حَتَّى بَدَا حِجَابُ بَطْنِهِ ، وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ الرُّقَادُ . قَالَ : فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ : يَا أَيُّوبُ ، قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِي مِنَ الْجُهْدِ وَالْفَاقَةِ ، فَابْعَثْ قَرْنًا مِنْ قُرُونِي بِرَغِيفٍ فَأُطْعِمَكَ ، فَادْعُ رَبَّكَ فَلْيَشْفِيَكَ ، قَالَ : وَيْحَكِ كُنَّا فِي النَّعْمَاءِ سَبْعِينَ عَامًا ، فَاصْبِرِي حَتَّى نَكُونَ فِي الضَّرَّاءِ سَبْعِينَ عَامًا . قَالَ : فَكَانَ فِي ذَلِكَ الْبَلاءِ سَبْعِينَ ، قَالَ : فَقَعَدَ الشَّيْطَانُ فِي الطَّرِيقِ ، فَأَخَذَ تَابُوتًا يَتَطَيَّبُ ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةُ أَيُّوبَ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّ هَاهُنَا إِنْسَانًا مُبْتَلًى ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُدَاوِيَهُ ؟ قَالَ : إِنْ شَاءَ فَعَلْتُ عَلَى أَنْ يَقُولَ لِي كَلِمَةً وَاحِدَةً إِذَا بَرَأَ ، يَقُولُ : أَنْتَ شَفَيْتَنِي . قَالَ : فَأَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَيُّوبُ ، إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُدَاوِيكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ لَهُ كَلِمَةً وَاحِدَةً : أَنْتَ شَفَيْتَنِي . قَالَ : وَيْلَكِ ، ذَلِكَ الشَّيْطَانُ ، لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ شَفَانِي اللَّهُ أَنْ أَجْلِدَكِ مِائَةَ جَلْدَةٍ . فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : قُمْ ، فَقَامَ ، فَقَالَ : ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ، فَرَكَضَ ، فَنَبَعَتْ عَيْنٌ فَقَالَ : اشْرَبْ فَشَرِبَ . قَالَ : ثُمَّ أَلْبَسَهُ حُلَّةً مِنَ الْجَنَّةِ ، وَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَيْنَ الْمُبْتَلَى الَّذِي كَانَ هَاهُنَا لَعَلَّ الذِّئَابَ ذَهَبَتْ بِهِ أَوِ الْكِلابُ ؟ قَالَ : فَقَالَ : وَيْحَكِ لأَنَا أَيُّوبُ قَدْ رَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ نَفْسِي ، قَالَ : فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لا تَسْخَرْ بِي . قَالَ : وَيْحَكِ أَنَا أَيُّوبُ ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ مَالَهُ وَوَلَدَهُ بِأَعْيَانِهِمْ ، وِمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ، وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ جَرَادًا مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ : فَجَعَلَ يَأْخُذُ الْجَرَادَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ ، فَيَأْخُذُ فَيَجْعَلُ فِيهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا أَيُّوبُ ، أَمَا شَبِعْتَ ؟ قَالَ أَيُّوبُ : مَنْ ذَا الَّذِي يَشْبَعُ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ . قَالَ : فَأَخَذَ ضِغْثًا بِيَدِهِ فَجَلَدَهَا بِهِ . قَالَ : وَكَانَ الضِّغْثُ مِائَةَ شِمْرَاخٍ ، فَجَلَدَهَا بِهِ جَلْدَةً وَاحِدَةً .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ | يوسف بن مهران البصري | صدوق حسن الحديث |
عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ | علي بن زيد القرشي / توفي في :131 | ضعيف الحديث |
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
بْنُ هِشَامٍ | هشام بن عبد الملك الباهلي / ولد في :133 / توفي في :227 | ثقة ثبت |
جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ | جعفر بن أحمد البغدادي | ثقة |