زواج علي بن ابي طالب بفاطمة رضي الله عنهما


تفسير

رقم الحديث : 267

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الَّلِه هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : " خَرَجْتُ أَنَا وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، قَالَ : فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلا أَخْرَجَ أُمَيَّةُ سِفْرًا يَقْرَأُهُ عَلَيْنَا ، فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَرَأَوْهُ وَعَرِفُوهُ ، وَأَهْدُوا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ ، ثُمَّ رَجِعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَاسْتَخْرَجَ ثَوْبَيْنِ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ النَّصَارَى ، إِلَيْهِ تَنَاهَى عِلْمُ الْكُتُبِ ، تَسْأَلُهُ عَمَّا بَدَا لَكَ ؟ قُلْتُ : لا ، فَمَضَى هُوَ وَجَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَأَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا مَا يُكَلِّمُنَا ، وَلا نُكَلِّمُهُ ، فَسِرْنَا لَيْلَتَيْنِ عَلَى مَا بِهِ مِنَ الْهَمِّ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا رَأَيْتَ مِثْلَ الَّذِي رَجِعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ ؟ قَالَ : لِمُنْقَلَبِي ، قُلْتُ : هَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : أَيْ وَاللَّهِ لأَمُوتَنَّ وَلأُحَاسَبَنَّ ، قُلْتُ : فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ أَمَانِي عَلَى مَا قُلْتَ عَلَى أَنَّكَ لا تُبْعَثُ وَلا تُحَاسَبُ ، فَضَحِكَ وَقَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ لَتُبْعَثُنَّ وَلَتُحَاسَبُنَّ ، وَلَيَدْخُلَنَّ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَفَرِيقٌ فِي النَّارِ ، قُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِيَّ وَلا فِي نَفْسِهِ ، فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَنَا يَعْجَبُ مِنَّا وَنَضْحَكُ مِنْهُ حَتَّى قَدِمْنَا غُوطَةَ دِمْشَقَ . فَبِعْنَا مَتَاعَنَا ، وَأَقَمْنَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَّمَا رَأَوْهُ جَاءُوهُ ، وَأَهْدُوا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ حَتَّى جَاءَنَا مَعَ نِصْفِ اللَّيْلِ ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ الأَسْوَدَيْنِ ، فَذَهَبَ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَهُ ، ثُمَّ رَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ ، فوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ ، فَأَصْبَحَ مَبْثُوثًا حَزِينًا لا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ . فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا صَخْرُ ، حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، أَيَجْتَنِبُ الْمَحَارِمَ وَالْمَظَالِمَ ؟ قُلْتُ : إِيْ وَاللَّهِ ، قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : إِيْ وَاللَّهِ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلُمُ قُرَيْشًا أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : أَوُ مُحْوَجٌ هُوَ ؟ قُلْتُ : لا ، بَلْ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ ، قَالَ : كَمْ أَتَى عَلَيْهِ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : هُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً قَدْ قَارَبَهَا . قَالَ : وَالسِّنُّ وَالشَّرَفُ أَزْرَيَا بِهِ ؟ قُلْتُ : لا وَاللَّهِ ، بَلْ زَادَهُ خَيْرًا . قَالَ : هُوَ ذَاكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ بِي الْبَارِحَةَ ، إِنِّي جِئْتُ هَذَا الْعَالِمَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الَّذِي نَنْتَظِرُ ، فَقَالَ : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ ، وَمِنْ جِيرَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَأَصَابَنِي شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلُهُ ، إِذْ خَرَجَ مِنْ يَدِي فَوْزُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَقُلْتُ : فَصِفْهُ لِي ، فَقَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ حِينَ دَخَلَ فِي الْكُهُولَةِ بَدَوَ أَمْرُهُ ، إِنَّهُ يَجْتَنِبُ الْمَحَارِمَ وَالْمَظَالِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرِ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مُحْوَجٌ كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، وَأَكْثَرُ جُنْدِهِ مِنَ الْمَلائِكَةِ . قُلْتُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ثَمَانِينَ رَجْفَةً ، كُلُّهَا فِيهَا مُصِيبَةٌ ، وَبَقِيَتْ رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مُصِيبَةٌ ، يَخْرُجُ عَلَى أَثَرِهَا ، فَقُلْتُ : هَذَا هُوَ الْبَاطِلُ ، لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا لا يَأْخُذُهُ إِلا مِنَّا شَرِيفًا . قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ إِنَّهُ لَهَكَذَا ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ ، أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتِ الشَّامُ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دَمَّرَتْ أَهْلَهَا فِيهَا ، وَأَصَابَهُمْ مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، فَقَالَ أُمَيَّةُ : كَيْفَ تَرَى يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ صَاحِبَكَ إِلا صَادِقًا . وَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ أَرْضَ الْحَبَشَةِ تَاجِرًا ، فَمَكَثْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَجَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ ، وَفِي آخِرِهِمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِنْدً تُلاعِبُ صِبْيَانَهَا ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، وَرَحَّبَ بِي ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقْدِمِي ، ثُمَّ انْطَلَقَ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْفَتَى لَعَجَبٌ ، مَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلا سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا بَلَغْتُ ، وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ مَعِي بِضَاعَةً ، مَا هُوَ أَغْنَاهُمْ عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهَا ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : مَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ، فَقُلْتُ وَقَدْ فَزِعْتُ : وَمَا شَأْنُهُ ؟ قَالَتْ : يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيُّ ، وَوَجِمْتُ ، فَخَرَجْتُ ، فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا وَكَذَا ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، فَلَسْتُ آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِكَ ، فَأَبَى وَأَرْسَلَ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ ، فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عُثْمَانَ ، هَلْ تَذكر حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَقَدْ كَانَ مَا قَالَ . قَالَ : وَمَنْ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَتَصَبَّبَ عَرَقًا ، قَالَ : وَقَالَ : إِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لأَطْلُبَنَّ مِنَ اللَّهِ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا ، فَعُدْتُ مِنَ الْيَمَنِ ، فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا بَلَغَكَ ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لأُومِنَ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا ، فَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُقْهَرُونَ . فَقُلْتُ : فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، وَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسَ مِنَ النَّفَاسَةِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ

صحابي

مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

صحابي

مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ

صدوق حسن الحديث

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبٍ

ثقة

أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.