معاذ بن عفراء امه نسب اليها وابوه الحارث بن رفاعة


تفسير

رقم الحديث : 720

وحَدَّثَنَا وحَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : " اسْتَأْذَنَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ عَلِيًّا فِي الْعُمْرَةِ ، فَأَذِنَ لَهُمَا ، فَلَحِقَا بِمَكَّةَ ، وَأَحَبَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْلَمُوا مَا رَأْيُ عَلِيٍّ فِي مُعَاوِيَةَ لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ رَأْيَهُ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، أَيَجْسُرُ عَلَيْهِ أَوْ يَنْكِلُ عَنْهُ ، وَقَدْ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَخَلَ عَلَيْهِ وَدَعَاهُ إِلَى الْقُعُودِ وَتَرْكِ النَّاسِ ، فَدَسُّوا إِلَيْهِ زِيَادَ بْنَ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيَّ ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَلِيٍّ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَجَلَسَ إِلَيْهِ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا زِيَادُ ، تَيَسَّرْ ، فَقَالَ : لأَيِّ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ : لِغَزْوِ الشَّامِ ، فَقَالَ زِيَادٌ : الأَنَاةُ وَالرِّفْقُ أَمْثَلُ ، وَقَالَ هَذَا الْبَيْتَ : وَمَنْ لا يُصَانِعُ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ يُضْرَّسُ بِأَنْيَابٍ وَيُوطَأُ بِمَنْسِمِ فَتَمَثَّلَ عَلِيٌّ ، وَكَأَنَّهُ لا يُرِيدُهُ ، يَقُولُ : مَنْ تَجَمَعِ الْقَلْبَ الذَّكِيَّ وَصَارِمًا وَأَنْفًا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكُ الْمَظَالِمُ فَخَرَجَ زِيَادٌ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ فَقَالَ : السَّيْفُ يَا قَوْمُ ، فَعَرَفُوا مَا هُوَ فَاعِلٌ ، وَدَعَا عَلِيٌّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَيْمَنَةً ، وَعَمْرَو بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أَوْ عَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ ، وَلاهُ مَيْسَرَتَهُ ، وَدَعَا أَبَا لَيْلَى بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَرَّاحِ ابْنَ أَخِي أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، فَجَعَلَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قُثَمَ بْنَ عَبَّاسٍ ، وَكَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنْ يَنْدُبَ النَّاسَ إِلَى الشَّامِ ، وَإِلَى عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ ، وَإِلَى أَبِي مُوسَى مِثْلَ ذَلِكَ ، وَأَصَرَّ عَلَى التَّهَيُّؤِ وَالتَّجَهُّزِ ، وَخَطَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَدَعَاهُمْ إِلَى النُّهُوضِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْفُرْقَةِ ، وَقَالَ : انْهَضُوا إِلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ تَفْرِيقَ جَمَاعَتِكُمْ ، لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بِكُمْ مَا أَفْسَدَ أَهْلُ الآفَاقِ أَوْ تَقْضُوا الَّذِي عَلَيْكُمْ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِنَحْوٍ آخَرَ ، فَقَامَ فِيهِمْ ، فَقَالَ : أَلا وَإِنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَمَالَئُوا عَلَى سَخَطِ إِمَارَتِي ، وَسَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلَى جَمَاعَتِكُمْ ، ثُمَّ أَتَاهُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْبَصْرَةَ لِمُشَاهَدَةِ النَّاسِ وَالإِصْلاحِ ، فَتَعَبَّى لِلْخُرُوجِ نَحْوَهُمْ ، فَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ الأَمْرُ ، فَتَثَاقَلُوا ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كُمَيْلا النَّخَعِيَّ ، فَجَاءَ بِهِ ، فقَالَ : انْهَضْ مَعِي ، فَقَالَ : أَنَا مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَإِنْ يَخْرُجُوا أَخْرُجْ ، وَإِنْ يَقْعُدُوا أَقْعُدْ ، فَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَهُمْ يَقُولُونَ : لا وَاللَّهِ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ ، فَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمُشْتَبَهٌ عَلَيْنَا ، وَنَحْنُ مُقِيمُونَ حَتَّى يُضِيءَ لَنَا وَيُسْفِرَ ، فَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِ ، وَأَخْبَرَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ بِالَّذِي سَمِعَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَأَنَّهُ يَخْرُجُ مُعْتَمِرًا مُقِيمًا عَلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ مَا خَلا النُّهُوضَ ، وَكَانَ صَدُوقًا فَاسْتَقَرَّ ذَلِكَ عِنْدَهَا ، وَأَصْبَحَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقِيلَ لَهُ : الْبَارِحَةَ حَدَثَ وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَمُعَاوِيَةَ ، قَالَ : وَمَا ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ فَأَتَى عَلَى السُّوقِ ، وَدَعَا بِالظَّهْرِ فَحَمَلَ وَأَعَدَّ لِكُلِّ طَرِيقٍ طُلابًا ، وَمَاجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، وَسَمِعُتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِالَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَأَتَتْ عَلِيًّا ، فَقَالَتْ : مَا لَكَ لا تُزْنِدُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ؟ وَحَدَّثَتْهُ حَدِيثَهُ ، وَقَالَتْ : أَنَا ضَامِنَةٌ لَهُ ، فَطَابَتْ نَفْسُهُ ، وَقَالَ : انْصَرِفُوا ، إِنَّهُ عِنْدِي ثِقَةٌ ، فَانْصَرَفُوا ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ مُقِيمَةً بِالْمَدِينَةِ تُرِيدُ عُمْرَةَ الْمُحَرَّمِ ، فَلَمَّا قَضَتْ عُمْرَتَهَا وَخَرَجَتْ سَمِعَتْ بِمَا جَرَى إِلَى مَكَّةَ وَهِيَ لا تَقُولُ شَيْئًا ، فَنَزَلَتْ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَقَصَدَتِ الْحِجْرَ فَسُتِرَتْ فِيهِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ الْغَوْغَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَمْصَارِ وَأَهْلِ الْمِيَاهِ وَعَبِيدِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ اجْتَمَعُوا عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الْمَقْتُولِ بِالأَمْسِ ، فَبَادِرُوا بِالْعُدْوَانِ فَسَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ ، وَاسْتَحَلُّوا الْبَلَدَ الْحَرَامَ ، وَأَخَذُوا الْمَالَ الْحَرَامَ ، فَاجْتِمَاعُكُمْ عَلَيْهِمْ يُنَكِّلُ بِهِمْ غَيْرَهُمْ ، وَيُشِرِّدُ بِهِمْ مَنْ بَعْدَهُمْ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ : هَا أَنَا لَهَا أَوَّلُ طَالِبٍ ، فَكَانَ أَوَّلَ مُنْتَدَبٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.