المغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك ابو عبد الله


تفسير

رقم الحديث : 836

أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ يزك ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " ذَكَرُوا أَنُّه لَمَّا أَسْلَمَ جَبَلَةُ بْنُ الأَيْهَمِ الْغَسَّانِيُّ ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ جَفْنَةَ وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بِإِسْلامِهِ ، وَيَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ ، فَسُرَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وَأَذِنَ لَهُ فِي الْقُدُومِ ، فَخَرَجَ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّى إِذَا قَارَبَ الْمَدِينَةَ عَمَدَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَحَمَلَهُمْ عَلَى الْخَيْلِ وَقَلَّدَهَا قَلائِدَ الْفِضَّةِ ، وَأَلْبَسَهُمُ الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ ، وَلَبِسَ تَاجَهُ وَفِيهِ قُرْطُ مَارِيَةَ جَدِّتِهِ ، وَبَلَغَ عُمَرَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالنُّزُلِ هُنَالِكَ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةِ فِي هَيْئَتِهِ ، فَلَمْ تَبْقَ بِكْرٌ وَلا عَانِسٌ إِلا خَرَجَتْ تَنْظُرُ ، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ أَقَامَ أَيَّامًا ، وَأَرَادَ عُمَرُ الْحَجَّ ، فَخَرَجَ مَعَهُ ، وَكَانَ النَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ هَيْئَتِهِ ، فَبَيْنَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَطِئَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِزَارَهُ مِنْ خَلْفِهِ فَانْحَلَّ ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَهَشَّمَ أَنْفَ الْفَزَارِيِّ ، فَمَضَى يَسْتَعْدِي عُمَرَ عَلَيْهِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَتَى ، فَقَالَ : هَشَّمْتَ أَنْفَ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، اعْتَمَدَ حَلَّ إِزَارِي ، وَلَوْلا حُرْمَةُ الْكَعْبَةِ لَضَرَبْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَقْرَرْتَ ، فَإِمَّا أَنْ تُرْضِيَ الرَّجُلَ وَإِلا أَقَدْتُهُ مِنْكَ ، قَالَ : أَوَ خَطَر هُوَ لِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : كَيْفَ وَأَنَا مَلِكٌ وَهُوَ سُوقَةٌ ؟ قَالَ عُمَرُ : الإِسْلامُ جَمَعَكُمَا ، قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَكُون فِي الإِسْلامِ أَعَزَّ مِنِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : هُوَ مَا تَرَى ، فَقَالَ : إِذِنْ أَتَنَصَّرُ ، قَالَ : إِنْ فَعَلْتَ قَتَلْتُكَ ، وَاجْتَمَعَ مِنْ حَيِّ الْفَزَارِيِّ وَحَيِّ جَبَلَةَ عَلَى بَابِ عُمَرَ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، فَقَالَ : أنا أَنْظُرُ فِي هَذَا الأَمْرِ لَيْلَتِي هَذِهِ ، فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمَّا ادْلَهَمَّ اللَّيْلُ تَحَمَّلَ بِأَصْحَابِهِ إِلَى الشَّامِ فِي خَمْسِ مِائَةٍ حَتَّى دَخَلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فِي زَمَنِ هِرْقِلَ ، فَتَنَصَّرَ وَقَوْمُهُ فَأَقْطَعَهُ هِرْقِلُ مَا شَاءَ ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ مَا شَاءَ وَجَعَلَهُ مِنْ سُمَّارِهِ . فَمَكَثَ دَهْرًا ، ثُمَّ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى هِرْقِلَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَأَجَابَ هِرْقِلُ بِمَا أَرَادَ عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ للرَّجُلِ : هَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَمِّكَ جَبَلَةَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فَالْقِهِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ فَمَا أَخَالَنِي رَأَيْتُ ثِيَابَ هِرْقِلَ مِنَ السُّرُورِ وَالْبَهْجَةِ مَا رَأَيْتُ مِنْ ثِيَابِ جَبَلَةَ ، فَاسْتَأْذَنْتُ ، فَأَذِنَ وَقَامَ وَرَحَّبَ بِي عَانَقَنِي وَعَاتَبَنِي فِي تَرْكِ النُّزُولِ عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي بَهْوٍ عَظِيمٍ مِنَ التَّمَاثِيلِ وَالْهَوْلِ مَا لا أُحْسِنُ أَصِفُهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ ، لَهُ أَرْبَعُ قَوَائِمَ ، رَأْسُهُ مِنْ ذَهَبٍ ، وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ أَصْهَبُ ذُو سِبَالٍ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أَمَرَ بِالذَّهَبِ الأَحْمَرِ فَسُحِلَ فَذُرَّ فِي لِحْيَتِهِ ، وَاسْتَقْبَلَ عَيْنَ الشَّمْسِ ثُمَّ أَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُهُ انْحَدَرْتُ عَنْهُ ، وَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا ، وَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ ، وَأَلْحَفَ فِي السُّؤَالِ عَنْ عُمَرَ ، ثُمَّ عَرَفْتُ الْحُزْنَ فِيهِ ، فَقُلْتُ : مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الرُّجُوعِ إِلَى قَوْمِكَ وَالإِسْلامِ ؟ قَالَ : بَعْدَ الَّذِي كَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَدْ كَانَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ارْتَدَّ وَضَرَبَهُمْ بِالسُّيُوفِ وَمَنَعَهُمُ الزَّكَاةَ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الإِسْلامِ ، وَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أُخْتَهُ ، فَقَالَ : دَعْ هَذَا عَنْكَ ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى وَصِيفٍ قَائِمٍ عَلَى رَأْسِهِ فَوَلَّى ، فَمَا شَعَرْنَا إِلا بِالصَّنَادِيقِ يَحْمِلُهَا الرِّجَالُ ، فَوُضِعَتْ أَمَامَنَا مَائِدَةً مِنْ ذَهَبٍ فَاسْتَعْفَيْتُ مِنْهَا ، فَأَتَى بِمَائِدَةِ خَلَنْجَ ، فَوُضِعَتْ أَمَامِي وَسعي عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ حَارٍّ وَبَارِدٍ فِي صِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ، وَدَارَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ فَاسْتَعْفَيْتُ مِنْهَا ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَبْرِيقٍ مِنْ ذَهَبٍ ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى وَصِيفٍ لَهُ ، فَمَا كَانَ إِلا هُنَيْهَةً حَتَّى أَقْبَلَتْ عَشْرُ جَوَارٍ ، فَقَعَدَ خَمْسٌ عَنْ يَمِينِهِ وَخَمْسٌ عَنْ يَسَارِهِ عَلَى كَرَاسِيِّ الْعَاجِ ، وَإِذَا عَشْرٌ أُخَرُ أَحْسَنُ مِنَ الأُوَّلِ ، فَقَعَدَ خَمْسٌ عَنْ يَمِينِهِ وَخَمْسٌ عَنْ يَسَارِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ جَارِيَةٌ مِنْ أَحْسَن مَا تَكُونُ مِنَ الْجَوَارِي بِطَائِرٍ أَبْيَضَ ، وَفِي يَدِهَا الْيُمْنَى جَامٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مِسْكٌ وَعَنْبَرٌ سَحِيقَانِ ، وَفِي يَدِهَا الْيُسْرَى جَامٌ مِنْ فِضَّةٍ فِيهِ مَاءُ وَرْدٍ مَا لَمْ أَشُمَّ مِثْلَهُ ، فَنَقَرَتِ الطَّائِرَ فَوَقَعَ فِي الْجَامِ فَتَقَلَّبَ فِيهِ ثُمَّ فِي الْجَامِ الآخَرِ فَتَقَلَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ سَقَطَ عَلَى صَلِيبٍ فِي تَاجِ جَبَلَةَ ، ثُمَّ حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ فَنَثَرَ ذَلِكَ عَلَى رَأْسِ جَبَلَةَ وَلِحْيَتِهِ ، ثُمَّ شَرِبَ جَبَلَةُ خَمْرًا ثُمَّ اسْتَهَلَّ وَاسْتَبْشَرَ ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَوَارِي : أَطْرِبْنَنِي ، فَخَفَقْنَ بِعِيدَانِهِنَّ ، فَانْدَفَعْنَ يُغَنِّينَ : للَّهِ دَرُّ عِصَابَةٍ نَادَمْتُهُمْ يَوْمًا بِجِلقٍ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ أَوْلادُ جَفْنَةَ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِمْ قَبْرِ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفَضَّلِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ شَمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلابُهُمْ لا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ الْمُقْبِلِ فَطَرِبَ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُ لِمَنْ هَذَا الشِّعْرُ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : قَالَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، قَالَ : هُوَ حَيٌّ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، أَمَا إِنَّهُ ضَرِيرٌ كَبِيرٌ . ثُمَّ قَالَ : أَطْرِبْنَنِي ، فَغَنَّيْنَ : لِمَنِ الدَّارُ أَقْفَرَتْ بمغَانِ بَيْنَ قَرْعِ الْيَرْمُوكِ وَالصَّمَّانِ ذَاكَ مُغْنٍ لآلِ جَفْنَة فِي الدَّهْرِ مَحَاهُ تَعَاقُبُ الأَزْمَانِ فقَالَ : أَتَعْرِفُ قَائِلَ هَذَا ؟ ذَاكَ حَسَّانُ ، ثُمَّ سَكَتَ طَوِيلا ، ثُمَّ قَالَ : ابْكينَنِي ، فَوَضَعْنَ عِيدَانَهُنَّ وَنَكَّسْنَ رُءُوسَهُنَّ ، وَقُلْنَ : تَنَصَّرَتِ الأَشْرَافُ مِنْ عَارِ لَطْمَةٍ وَمَا كَانَ فِيهَا لَوْ صَبَرَتْ عَلَى ضَرَرْ تَكَنَّفَنِي فِيهَا لجَاجٌ وَنَخْوَةٌ وَبِعْتُ بِهَا الْعَيْنَ الصَّحِيحَةَ بِالْعورْ فَيَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي وَلَيْتَنِي رَجَعْتُ إِلَى الْقَوْلِ الَّذِي قَالَهُ عُمَرْ وَيَا لَيْتَنِي أَرْعَى الْمَخَاضَ بِقَفْرَةٍ وَكُنْتُ أَسِيرًا فِي رَبِيعَةَ أَوْ مُضَرْ وَيَا لَيْتَ لِي بِالشَّامِ أَدْنَى مَعِيشَةٍ أُجَالِسُ قَوْمِي ذَاهِب السَّمْعِ وَالْبَصَرْ أدِينُ بِمَا دَانَوْا بِهِ مِنْ شَرِيعَةٍ وَقَدْ يَصْبِرُ الْعَودُ الْكَبِيرُ عَلَى الدّبرْ ثُمَّ انْصَرَفَ الْجَوَارِي ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَبْكِي حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى دُمُوعِهِ تَجُولُ كَأَنَّهَا اللُّؤْلُؤُ ، وَبَكَيْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ نَشَّفَ دُمُوعَهُ بِكُمِّهِ ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ ، وَقَالَ : يَا جَارِيَةُ ، هَاتِي ، فَأَتَتْهُ بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ هِرْقِلِيَّةٍ ، فَقَالَ : ادْفَعْ هَذِهِ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ ، وَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، ثُمَّ قَالَ : هَاتِي بِمِثْلِهَا ، فَأَتَتْهُ ، فَقَالَ : خُذْهَا صِلَّةً لَكَ ، فَأَبَيْتُ وَقُلْتُ : لا أَقْبَلُ صِلَّةَ رَجُلٍ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ ، فَقَالَ : أَقْرِئْ عَلَى عُمَرَ وَالْمُسْلِمِينَ السَّلامَ . فَجِئْتُ إِلَى عُمَرَ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : وَرَأَيْتَهُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَبْعَدَهُ اللَّهُ ، تَعَجَّلَ فَانِيَهُ بِبَاقِيهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِيهِ

متهم بالكذب

هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ

متهم بالكذب

أَحْمَد بْنُ يزك

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّد بْنُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ

مجهول الحال

الْعَبَّاسُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ

ثقة

أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوِيَةَ

ثقة مأمون

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ

ثقة محدث

عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ

ثقة

مُحَمَّد بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.