محمد بن علي بن ابي طالب وهو ابن الحنفية


تفسير

رقم الحديث : 920

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : دَخَلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ ، فَلَمَّا وَقَفَ سَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : إِيهِ يَا أَنَسُ ، يَوْمٌ لَكَ مَعَ عَلِيٍّ ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ ، وَاللَّهِ لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الشَّأْفَةُ وَلأدَمْغَنَّكَ كَمَا تُدْمَغُ الصَّمْغَةُ ، فَقَالَ أَنَسٌ : " إِيَّايَ يَعْنِي الأَمِيرَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ ؟ " قَالَ : إِيَّاكَ صَكَّ اللَّهُ سَمْعَكَ ، قَالَ أَنَسٌ : " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَاللَّهِ لَوْلا الصِّبْيَةُ الصِّغَارُ مَا بَالَيْتُ أَيَّ قَتْلَةٍ قُتِلْتُ وَلا أَيَّ مِيتَةٍ مِتُّ " ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ ، فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ اسْتَشَاطَ غَضَبًا ، وَصَفَّقَ عَجَبًا ، وَتَعَاظَمَ ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ . وَكَانَ كِتَابُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِي هُجْرًا ، وَأَسْمَعَنِي نُكْرًا ، وَلَمْ أَكُنْ لَهُ مِنْكَ وَمِنْهُ أَهْلا ، فَخَذِّلْنِي عَلَى يَدَيْهِ وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ، فَإِنِّي أَمُتُّ إِلَيْكَ بِخِدْمَتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " ، فَبَعَثَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ ، وَكَانَ مُصَافِيًا لِلْحَجَّاجِ ، فَقَالَ : دُونَكَ كِتَابَيَّ هَذَيْنِ فَخُذْهُمَا وَارْكَبِ الْبَرِيدَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَابْدَأْ بِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَادْفَعْ إِلَيْهِ كِتَابَهُ وَأَبْلِغْهُ مِنِّيَ السَّلامَ ، وَقُلْ لَهُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، قَدْ كَتَبْتُ إِلَى الْمَلْعُونِ الْحَجَّاجِ كِتَابًا إِذَا قَرَأَهُ كَانَ أَطْوَعَ لَكَ مِنْ أَمَتِكَ ، وَكَانَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى أَنَسٍ ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ وَفَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِنْ شِكَايَتِكَ الْحَجَّاجَ ، وَمَا سَلَّطْتُهُ عَلَيْكَ ، وَلا أَمَرْتُهُ بِالإِسَاءَةِ إِلَيْكَ ، فَإِنْ عَادَ لِمِثْلِهَا فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِذَلِكَ أُنْزِلْ بِهِ عُقُوبَتِي ، وَتَحْسُنْ لَكَ مَعُونَتِي ، وَالسَّلامُ فَلَمَّا قَرَأَ أَنَسٌ كِتَابَهُ ، قَالَ : " جَزَى اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِّي خَيْرًا وَعَافَاهُ ، فَهَذَا كَانَ ظَنِّي بِه وَالرَّجَاءَ مِنْهَ " . فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، الْحَجَّاجُ عَامِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ بِكَ عَنْهُ غِنًى ، وَلا بِأَهْلِ بَيْتِكَ ، وَلَوْ جَعَلَ لَكَ فِي جَامِعَةٍ ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْكَ قَدْرَ أَنْ يَضُرَّ وَيَنْفَعَ ، فَقَارِبْهُ وَدَارَهُ ، قَالَ : أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . ثُمَّ خَرَجَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَرْحَبًا بِرَجُلٍ أُحِبُّهُ وَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءَهُ ، قَالَ : فَأَنَا وَاللَّهِ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءَكَ فِي غَيْرِ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ ، قَالَ : وَمَا أَتَيْتَنِي بِهِ ؟ ، قَالَ : فَارَقْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَيْكَ غَضَبًا وَمِنْكَ بُعْدًا ، فَاسْتَوَى جَالِسًا مَرْعُوبًا ، فَرَمَى إِلَيْهِ بِالطُّومَارِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِيهِ مَرَّةً وَيَعْرَقُ ، وَيَنْظُرُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ أُخْرَى ، فَلَمَّا فَهِمَهُ قَالَ : مُرْ بِنَا إِلَى أَبِي حَمْزَةَ نَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَنَتَرَضَّاهُ ، قَالَ : لا تَعْجَلْ ، قَالَ : كَيْفَ لا أَعْجَلُ وَقَدْ أَتَيْتَنِي بِآبِدَةٍ ، ثُمَّ رَمَى الطُّومَار إِلَيْهِ فَإِذَا فِيهِ . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ عِبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ . أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكَ عَبْدٌ طَمَتْ بِكَ الأُمُورُ ، فَسَمَوْتَ فِيهَا ، وَعَدَوْتَ طَوْرَكَ ، وَجَاوَزْتَ قَدْرَكَ ، وَأَرَدْتَ أَنْ تَرُوزَنِي فَإِنْ سَوَّغْتُكَهَا مَضَيْتَ قُدُمًا ، وَإِنْ لَمْ رَجَعْتَ الْقَهْقَرَى فَلَعَنَكَ اللَّهُ عَبْدًا أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ ، مَنْقُوصَ الْجَاعِرَتَيْنِ ، أَنَسِيتَ مَكَاسِبَ آبَائِكَ بِالطَّائِفِ ، وَحَفْرَهُمُ الآبَارَ بِأَيْدِيهِمْ ، وَنَقْلَهُمُ الصُّخُورَ عَلَى ظُهُورِهِمْ فِي الْمَنَاهِلِ ، يَا ابْنَ الْمُسْتَفْرِمَةِ بِعُجْمِ الزَّبِيبِ ، وَاللَّهِ لأَغْمِزَنَّكَ غَمْزَةَ اللَّيْثِ الثَّعْلَبَ ، وَالصَّقْرِ الأَرْنَبَ ، وَثِبْتَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلَمْ تَقْبَلْ لَهُ إِحْسَانَهُ ، وَاسْتِخْفَافًا مِنْكَ بِالْعَهْدِ ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى رَأَتْ رَجُلا خَدَمَ ابْنَ عُزَيْرِ بْنَ عُزْرَةَ وَعِيسَى بْنَ مَرْيَمَ لَعَظَّمَتْهُ وَشَرَّفَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ ، فَكَيْفَ وَهَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدَمَهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ يُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّهِ ، وَيُشَاوِرُهُ فِي أَمْرِهِ ، ثُمَّ هُوَ مَعَ هَذَا بِقَيَّةٌ مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَكُنْ أَطْوَعَ لَهُ مِنْ خُفِّهِ وَنَعْلِهِ ، وَإِلا أَتَاكَ مِنِّي سَهْمٌ مُثْكَلٌ بِحَتْفٍ قَاضٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ سورة الأنعام آية 67 ، فَأَتَاهُ فَتَرَضَّاهُ . وَمَا عُرِفَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ مَنْقَبَةٌ أَكْرَمُ مِنْهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.