قال المحسن : وبه وحدثنا أبو أَحْمَد الحسين بن مُحَمَّد المدلجي , قَالَ : بلغني عن خفيف السمرقندي , قَالَ : كنت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته , وقد انقطع عن العسكر , وليس معه أحد غيري , فخرج علينا أسد , فقصدنا , فقال لي المعتضد : يا خفيف أفيك خير ؟ قلت : لا يا مولاي . فقال : ولا حتى تمسك فرسي وأنزل أنا إلى الأسد ؟ فقلت : بلى , فنزل وأعطاني فرسه , وشد أطراف ثيابه في منطقته , واستل سيفه , ورمى القراب إلى فأخذته , وأقبل يمشي إلى الأسد , فطلبه الأسد , فحين قرب منه وثب الأسد عليه , فتلقاه المعتضد بضربة , فإذا يده قد طارت , فتشاغل الأسد بالضربة , فثناه بأخرى , ففلق هامته فخر صريعا , ودنا منه وقد تلف , فمسح السيف في صوفة ورجع إلى , وغمد السيف , وركب , ثم عدنا إلى العسكر وصحبته إلى أن مات ما سمعته يحدث بحديث الأسد , ولا علمت أنه لفظ فيه بلفظة , فلم أدر من أي شيء أعجب من شجاعته وشدته , أم قلة احتفاله بما صنع حتى كتمه , أو من عفوه عني , فما عاتبني على ضني بنفسي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |