باب خلافة المهتدي بالله


تفسير

رقم الحديث : 1037

أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الباقي البزاز , قَالَ : أَنْبَأَنَا علي بن المحسن عن أبيه , قَالَ : حدثني مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عثمان الزيات , قَالَ : حدثني أبو بكر بن حوري , وكان يصحب أبا عَبْد اللَّهِ بن أبي عوف , قَالَ : " كنت ألزم ابن أبي عوف سنين لجوار بيننا ومودة وكان رسمي أن أجيء كل ليلة بعد العتمة , فحين يراني يمد رجله في حجري فأغمزها وأحادثه , ويسألني عن الحوادث ببغداد , فكنت أستقرئها له , فإذا أراد أن ينام قبض رجله , فقمت إلى بيتي وقد مضى ثلث الليل أو نصفه أو أقل أو أكثر , على هذا سنين , فلما كان ذات يوم جاءني رجل كان يعاملني , فقال : قد دفعت إلى أمر إن تم على افتقرت . قلت : ما هو ؟ قَالَ : رجل كنت أعامله فاجتمع لي عليه ألف دينار , فطالبته , فوهبني عقد جوهر قوم بألف دينار إلى أن يفتكه بعد الشهور أو أبيعه , فأذن لي في ذلك , فلما كان أمس وجه مؤنس صاحب الشرطة من كبس دكاني , وفتح صندوقي , وأخذ العقد , فقلت : أنا أخاطب ابن أبي عوف , فيلزمه برده , قَالَ : وأنا مدل بابن أبي عوف لمكاني منه , ومكانه من المعتضد , فلما كان تلك الليلة جئت وحادثته على رسمي , وذكرت له في جملة حديثي العقد , فلما سمع نحي رجله من حجري , وَقَالَ : ما أنا وهذا ؟ أعادي صاحب شرطة خليفة فورد على أمر عظيم , فخرجت من بيته بنية أن لا أعود , فلما صليت العتمة من الليلة المقبلة جاءني خادم لابن أبي عوف , وَقَالَ : لم تأخرت الليلة ؟ إن كنت متشكيا جئناك . فاستحييت وقلت : أمضي الليلة , فلما رآني مد رجله , وأقبلت أحدثه بحديث متكلف , فصبر على ذلك ساعة , ثم قبض رجله , فقمت , فقال : يا أبا بكر انظر إيش تحت المصلى فخذه , فرفعت المصلى , فإذا برقعة , فأخذتها وتقدمت إلى الشمعة , فإذا فيها يا مؤنس جسرت على قصد دكان رجل تاجر , وفتحت صندوقه , وأخذت منه عقد جواهر , وأنا في الدنيا والله لولا أنها أول غلطة غلطتها ما جرى في ذلك مناظرة , اركب بنفسك إلى دكان الرجل حتى ترد العقد بيدك في الصندوق ظاهرا . فقلت لأبي عَبْد اللَّهِ : ما هذا . فقال : هذا خط المعتضد , مثلت بين وجدك وبين مؤنس , فاخترتك عليه , فأخذت خط أمير المؤمنين بما تراه , فامض وأوصله إليه فقبلت رأسه , وجئت إلى الرجل , فأخذت بيده ومضينا إلى مؤنس , فسلمت التوقيع إليه , فلما رآه اسود وجهه , وارتعد حتى سقطت الرقعة من يده , ثم قَالَ : يا هذا الله بيني وبينك هذا شيء ما علمت به فالا تظلمته إلي وإن لم أنصفكم فإلي الوزير , بلغتم الأمر إلى أمير المؤمنين من أول وهلة . قَالَ : فقلت : بعلمك جرى والعقد معك فأحضره , فقال : خذ الألف دينار التي عليه الساعة , واكتبوا على الرجل ببطلان ما ادعاه فقلت : لا نفعل , فقال : ألف وخمس مائة , قلت : والله لا نرضى حتى تركب بنفسك إلى الدكان , فترد العقد , فركب ورد العقد إلى مكانه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.