سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو ابو داود الازدي السجستاني


تفسير

رقم الحديث : 1039

قال المحسن : وحدثني أبو الحسين مُحَمَّد بن عبد الواحد الهاشمي , قَالَ : حدثني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل بن إسحاق وكان ينادم المعتضد بالله , قَالَ : بينا المعتضد في مجلس سرور , إذ دخل بدر . فقال : يا مولاي قد أحضرنا القطان الذي من بركة زلزل , فنهض من مجلسه ولبس قباء , وأخذ بيده حربة , وقعد في مجلس قريب منا , وقد مدت بيننا وبينه ستارة , نشاهد من ورائها , فأدخل عليه شيخ ضعيف , فقال له بصوت شديد ووجه مقطب ونظر مغضب : أنت القطان الذي قلت أمس ما قلت ؟ فأغمي عليه لما تداخله من الخوف والروع ونحي عنه ساعة حتى سكن , ثم أعيد إلى حضرته , فقال له : ويلك تقول في سوقك ليس للمسلمين من ينظر في أمورهم فأين أَنَا ؟ وما شغلي غير ذلك , قَالَ : يا أمير المؤمنين أنا رجل عامي , ومعيشتي من القطن الذي أعامل فيه النساء وأهل الجهل ولا تمييز عند مثلي فيما يلفظ به , وإنما اجتاز بي رجل ابتعت منه , وكان ميزانه ووزنه تطفيفا , فقلت ما قلت وإنما أعني به المحتسب علينا . فقال له المعتضد بالله : إنك أردت به المحتسب . قَالَ : أي والله وأنا تائب من أن أقول مثل ما قلته أبدا , فأمر بأن يحضر المحتسب وينكر عليه في ترك النظر في هذه الأمور , ورسم له اعتبار الصنج , والموازين على السوقة والطوافين , ومراعاتهم حتى لا يبخسوا , ثم قَالَ للشيخ : انصرف فلا بأس عليك , وعاد إلينا فضحك وانبسط , ورجع إلى ما كان عليه من قبل . فقلت له : يا مولاي أنت تعرف فضولي فتأذن لي أن أورد ما في نفسي ؟ فقال : قل . قلت مولانا كان على أكمل مسرة , فترك ذاك وتشاغل بخطاب كلب من السوقة , قد كان يكفيه أن يصيح عليه رجل من رجال المعونة , ثم لم تقنع بإيصاله إلى مجلسه , حتى غير لباسه , وأخذت سلاحه , واستقبحت مناظرته بنفسه لأجل كلمة تقولها العامة دائما ولا يميزون ما فيها , فقال : يا حسن , أنت تعلم ما يجره هذا القول إذا تداولته الألسن , ووعته الأسماع , وحصل في القلوب , لأنه متى ألف ولقنه هذا عن هذا لم يؤمن أن يولد لهم في نفوسهم امتعاضا للدين أو السياسة , يخرجون فيه إلى إثارة الفتن وإفساد النظام , وليس شيء أبلغ في هذا من قطع هذه الأسباب وحسم موادها من إزالة دواعيها وموجباتها , وقد طارت روح هذا القطان بما شاهد وسمعه , وسيحدث به , ويزيد فيه ويعظم الأمر ويفخمه , وسمع ما تقدمنا به في أمر المحتسب , وما نحن عليه من مراعاة الكبير والصغير , وينشر بين العامة بما يكف ألسنتها , ويقيم الهيبة في نفوسها , وليكون ما تكلفت من هذا التعب القليل قد كفاني التعب الكثير , فأقبلنا ندعو له .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.