تفسير

رقم الحديث : 229

رَوَى أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ صَلاهَا بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ ، وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَهْدِيهِ ، وَأُومِنُ بِهِ وَلا أَكْفُرُهُ ، وَأُعَادِي مَنْ يَكْفُرُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَالنُّورِ وَالْمَوْعِظَةِ عَلَى فِتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَقِلَّةٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَضَلالَةٍ مِنَ النَّاسِ ، وَانْقِطَاعٍ عَنِ الزَّمَانِ ، وَدُنُوٍّ مِنَ السَّاعَةِ ، وَقُرْبٍ مِنَ الأَجَلِ ، مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَىُ وَفَرَّطَ وَضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا ، وَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهُ خَيْرُ مَا أَوْصَى بِهِ الْمُسْلِمُ أَنْ يَحُضَّهُ عَلَى الآَخِرَةِ ، وَأَنْ يَأْمُرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَلا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ نَصِيحَةٌ ، وَلا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرًا ، وَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ لِمَنْ عَمِلَ بِهِ عَلَى وَجَلٍ وَمَخَافَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، عَوْنُ صِدْقٍ عَلَى مَا تَبْغُونَ مِنْ أَمْرِ الآَخِرَةِ ، وَمَنْ يُصْلِحِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَمَرَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، لا يَنْوِي بِذَلِكَ إِلا وَجْهَ اللَّهِ يَكُنْ لَهُ ذِكْرًا فِي عَاجِلِ أَمْرِهِ ، وَذُخْرًا فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ حِينَ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى مَا قَدَّمَ ، وَمَا كَانَ مِنْ سِوَى ذَلِكَ يَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ، وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ، وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ، وَالَّذِي صَدَّقَ قَوْلُهُ وَعْدَهُ ، لا خُلْفَ لِذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَقُولُ : مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ سورة ق آية 29 ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي عَاجِلِ أَمْرِكُمْ وَآَجلِهِ ، فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ، وَيُعَظِّمْ لَهُ أَجْرًا ، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ، وَإِنَّ تقْوَى اللَّهِ يُوقِي مَقْتَهُ وَعُقُوبَتَهُ وَسَخَطَهُ وَيُبَيِّضُ الْوُجُوهَ ، وَيُرْضِي الرَّبَّ ، وَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ . خُذُوا بِحَظِّكُمْ ، وَلا تُفَرِّطُوا فِي جَنَبِ اللَّهِ ، قَدْ عَلَّمَكُمُ اللَّهُ كِتَابَهُ وَنَهَجَ لَكُمْ سَبِيلَهُ ، لِيَعْلَمَ الَّذِينَ صَدَقُوا ، وَلِيَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ، فَأَحْسِنُوا كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ، وَعَادُوا أَعْدَاءَهُ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَسَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بيِّنَةٍ ، وَيَحْيَاَ مَنْ حَيِ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، فَأَكْثِرُوا ذكر اللَّهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ خَيْرُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، اعْمَلُوا لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَإِنَّهُ مَنْ يُصْلِحْ مَا بَيْنَهُ وَبْيَنَ اللَّهِ يكْفِهِ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقْضِي الْحَقَّ عَلَى النَّاسِ ، وَلا يَقْضُونَ ، وَيَمْلِكُ مِنَ النَّاسِ ، وَلا يَمْلِكُونَ مِنْهُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَهُ ، أَرْخَى الزِّمَامَ ، فَجَعَلَتْ لا تَمُرُّ بِدَارٍ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ إِلا دَعَاهُ أَهْلُهَا إِلَى النُّزُولِ عِنْدَهُمْ ، وَقَالُوا لَهُ هَلُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْمَنْعَةِ . فَيَقُولُ لَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَلُّوا زِمَامَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِهِ الْيَوْمَ ، فَبَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مِرْبَدٌ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فِي حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا سَهْلٌ ، وَالآَخَرُ سُهَيْلُ ابْنَا عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ ، فَلَمْ يَنْزِلْ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَثَبَتْ فَسَارَتْ غَيْرَ بَعِيدٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لا يُثْنِيهَا بِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ خَلْفَهَا ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَبَرَكَتْ فِيهِ ، وَوَضَعَتْ جِرَانَهاَ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا ، فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيُّوبَ رَحْلَهُ ، فَوَضَعَهُ فِي بَيْتِهِ ، فَدَعَتْهُ الأَنْصَارُ إِلَى النُّزُولِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَرْءُ مَعَ رَحْلِهِ . فَنَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ وَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِرْبَدِ : لِمَنْ هُوَ ؟ فَأَخْبَرَهُ مُعَاذٌ وَقَالَ : هُوَ لِيَتِيمَيْنِ لِي وَسَأُرْضِيهِمَا . فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى مَسْجِدًا ، وَأَقَامَ عِنْدَ أَبِي أَيُّوبَ حَتَّى بَنَى مَسْجِدَهُ وَمَسَاكِنَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ

ثقة

ابْنِ وَهْبٍ

ثقة حافظ

يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى

ثقة

أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.