ذكر خبر غزو بخت نصر للعرب


تفسير

رقم الحديث : 119

أَخْبَرَنَا هِبَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَافِيَةُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْمَهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ : " لَمَّا سَأَلَ الْحَوَارِيُّونَ عِيسَى أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ الْمَائِدَةَ قَامَ عِيسَى فَأَلْقَى الصُّوفَ عَنْهُ ، وَلَبِسَ الشَّعْرَ وَالْتَحَفَهُ ، وَوَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ وَوَضَعَهُمَا عَلَى صَدْرِهِ ، وَصَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ وَأَلْصَقَ الْكَعْبَ بِالْكَعْبِ ، وَالإِبْهَامَ بِالإِبْهَامِ ، وَخَفَضَ رَأْسَهُ خَاشِعًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَهُ بِالْبُكَاءِ حَتَّى سَالَتِ الدُّمُوعُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، وَجَعَلَتْ تَقْطُرُ عَلَى صَدْرِهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا سورة المائدة آية 114 فَيَكُونُ عَطِيَّةً مِنْكَ لَنَا عَلامَةً مِنْكَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ، وَارْزُقْنَا عَلَيْهَا طَعَامًا نَأْكُلُهُ ، قَالَ : فَنَزَلَتْ سُفْرَةٌ حَمْرَاءٌ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ غَمَامَةٌ مِنْ فَوْقِهَا ، وَغَمَامَةٌ مِنْ تَحْتِهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ تَهْوِي مُنْقَضَّةٌ فِي الْهَوَاءِ وَعِيسَى يَبْكِي وَيَقُولُ : إِلَهِي اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا . حَتَّى اسْتَقَرَّتْ بَيْنَ يَدَيْ عِيسَى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ يَجِدُونَ رِيحًا طَيِّبَةً لَمْ يَجِدُوا مِثْلَهَا قَطُّ ، فَخَرَّ عِيسَى سَاجِدًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَرَّ الْحَوَارِيُّونَ مَعَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودُ فَأَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ ، فَرَأَوْا أَمْرًا عَجِيبًا ، وَإِذَا مِنْدِيلٌ مُغَطًّى عَلَى السُّفْرَةِ ، فَجَاءَ عِيسَى فَجَلَسَ ، فَقَالَ : مَنْ أَجْرَأَنَا ، وَأَوْثَقَنَا بِنَفْسِهِ ، وَأَحْسَنُنَا بَلاءً ، وَأَوْثَقُنَا عِنْدَ رَبِّهِ فَلْيَكْشِفْ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى نَنْظُرَ وَنَأْكُلَ ، فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ : أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ يَا رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، قَالَ : فَتَوَضَّأَ عِيسَى وُضُوءًا جَدِيدًا ، وَدَعَا رَبَّهُ دُعَاءً كَثِيرًا ، وَبَكَى بُكَاءً طَوِيلا ، ثُمَّ قَامَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَ السُّفْرَةِ ، فَإِذَا سَمَكَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَوْكٌ وَقَدْ رُصَّتْ حَوْلَهَا مِنَ الْبُقُولِ ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهَا خَلٌّ وَعِنْدَ ذَنَبِهَا مِلْحٌ وَخَمْسَةُ أَرْغِفَةِ ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا زَيْتُونٌ وَخَمْسُ رُمَّانَاتٍ ، فَقَالَ شَمْعُونُ رَأْسُ الْحَوَارِيِّينَ : يَا رُوحَ اللَّهِ ، أَمِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا هَذَا أَمْ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ عِيسَى : سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا تَنْتَهُونَ ؟ مَا أَخْوَفَنِي عَلَيْكُمْ أَنْ تُعَاقَبُوا ، فَقَالَ شَمْعُونُ : لا وَاللَّهِ إِلَهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا بِهَذَا سُوءٌ ، قَالَ عِيسَى : لَيْسَ مَا تَرَوْنَ مِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا وَلا مِنْ طَعَامِ الآخِرَةِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ ابْتَدَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْقُدْرَةِ ، فَقَالَ لَهُ : كُنْ فَكَانَ ، فَكُلُوا مَا سَأَلْتُمْ وَاحْمَدُوا عَلَيْهِ رَبَّكُمْ ، فَقَالُوا : يَا رُوحُ اللَّهِ ، إِنْ أَرَيْتَنَا الْيَوْمَ آيَةً مِنْ هَذِهِ السَّمَكَةِ ، فَقَالَ : يَا سَمَكَةُ احْيِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَاضْطَرَبَتِ السَّمَكَةُ طَرِيَّةً ، تَدُورُ عَيْنَاهَا تُبَصْبِصُ ، تَلَمَّظُ بِفِيهَا كَمَا يَتَلَمَّظُ السَّبُعُ ثُمَّ قَالَ : عُودِي كَمَا كُنْتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَعَادَتْ مَشْوِيَّةً فِي حَالِهَا ، فَقَالُوا : يَا رُوحُ اللَّهِ ، كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا ، فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ آكُلَ مِنْهَا ، وَلَكِنْ يَأْكُلُ مِنْهَا مَنْ سَأَلَهَا ، فَعَرَفَ الْحَوَارِيُّونَ أَنْ تَكُونَ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ سُخْطَةً ، فَلَمْ يَأْكُلُوا ، فَدَعَا لَهَا عِيسَى أَهْلَ الْفَاقَةِ ، وَالزَّمَانَةِ وَالْعِمْيَانَ ، وَالْمَجْذُومِينَ ، وَالْبُرْصَ ، وَالْمُقْعَدِينَ ، وَأَصْحَابَ الْمَاءِ الأَصْفَرِ ، وَالْمَجَانِينَ وَالْمُخَتَلِّينَ ، فَقَالَ : كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ ، وَدَعْوَةِ نَبِيِّكُمْ لِيَكُونَ الْمَهْنَأُ لَكُمْ وَالْبَلاءُ وَالْعُقُوبَةُ لِغَيْرِكُمْ ، فَصَدَرَ عَنْهَا أَلْفٌ وَثَلاثُ مِائَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ كُلُّهُمْ شَبْعَانٌ يَتَجَشَّأُ ، وَإِذَا مَا عَلَيْهَا كَهَيْئَتِهِ حِينَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَرُفِعَتِ السُّفْرَةُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا ، فَاسْتَغْنَى كُلُّ فَقِيرٍ أَكَلَ مِنْهَا يَوْمَئِذٍ ، وَبَرِئَ كُلُّ زَمِنٍ مِنْ زَمَانَتِهِ ، وَنَدِمَ الْحَوَارِيُّونَ وَسَائِرُ مَنْ أَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، فَكَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَقْبَلُوا إِلَيْهَا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، الأَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، وَالْمَرْضَى وَالأَصِحَّاءُ ، فَلَمَّا رَأَى عِيسَى ذَلِكَ جَعَلَهَا نُوَبًا بَيْنَهُمْ ، وَكَانَتْ تَنْزِلُ يَوْمًا وَلا تَنْزِلُ يَوْمًا فَلَبِثَتْ كَذَلِكَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا تَغِيبُ يَوْمًا وَتَنْزِلُ يَوْمًا يُؤْكَلُ مِنْهَا ، حَتَّى إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ ارْتَفَعَتْ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى ظِلِّهَا حَتَّى تَوَارَى عَنْهُمْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : أَنِ اجْعَلْ مَائِدَتِي رِزْقًا لِلْيَتَامَى وَالزَّمْنَى دُونَ الأَغْنِيَاءِ مِنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ عَظُمَ عَلَى الأَغْنِيَاءِ ، وَأَذَاعُوا الْقَبِيحَ حَتَّى شَكُّوا وَشَكَّكُوا النَّاسَ ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ : يَا رُوحَ اللَّهِ بِحَقٍّ أَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ عِيسَى : وَيْحَكُمْ هَلَكْتُمْ ، سَتَرَوْنَ الْعَذَابَ إِنْ لَمْ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنِّي آخِذٌ بِشَرْطِي مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ اشْتَرَطْتُ عَلَيْهِمْ أَنِّي مُعَذِّبُ مَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَمَسَخَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ خَنَازِيرَ مِنْ لَيْلَتِهِمْ ، فَأَصْبَحُوا يَأْكُلُونَ مَا فِي الْحُشُوشِ ، وَيَأْتُونَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَأَعْيُنُهُمْ تَسِيلُ دَمْعًا ، فَيَقُولُ عِيسَى : يَا فُلانُ يَا فُلانُ ، قَدْ كُنْتُ أُخَوِّفُكُمْ عَذَابَ اللَّهِ وَعُقُوبَتَهُ ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُمِيتَهُمْ فَأَمَاتَهُمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ

صحابي

عَافِيَةُ بْنُ أَيُّوبَ

مقبول

بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.