أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ، وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ حَبَابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اْبُن أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ جَاءَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا لا أَدْرِي مَا عِدْلٌ بِهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا يُصِيبُ أَحَدًا مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَقُولُ : عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي ، اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِيهَا خَيْرًا مِنْهَا ، إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمَّا أُصِبْتُ بِأَبِي سَلَمَةَ قُلْتُ : اللَّهُمُّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي هَذِهِ ، وَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَقُولَ : اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِيهَا خَيْرًا مِنْهَا . ثُمَّ قَالَتْ : مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَتْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا فَأَبَتْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ يَخْطُبُهَا فَأَبَتْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُهَا ، فَقَالَتْ : مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ فِيَّ خِلالا ثَلاثًا ، أَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَ لِي هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي يُزَوِّجُنِي ، فَغَضِبَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ حِينَ رَدَّتْهُ ، فَأَتَاهَا عُمَرُ ، فَقَالَ : أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا تَرُدِّينَهُ ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فِيَّ كَذَا وَكَذَا ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ ، فَأَنَا أَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُذْهِبُهَا عَنْكِ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ صِبْيَتَكِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَكْفِيكِهِمْ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ ، فَلَيْسَ مَنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلا غَائِبٌ يَكْرَهُنِي . وَقَالَ لابْنِهَا : زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَزَوَّجَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ ، أَمَا أَنِّي لا أَنْقُصُكَ مِمَّا أَعْطَيْتَ فُلانَةً ، قَالَ ثَابِتٌ : قُلْتُ لابْنِ أُمِّ سَلَمَةَ : مَا أَعْطَى فُلانَةً ؟ قَالَ : أَعْطَاهَا جَرَّتَيْنِ تَضَعُ فِيهِمَا حَاجَتَهَا ، وَرَحَاءَ ، وَوِسَادَةٌ مِنْ أُدْمٌ حَشْوُهَا لِيفٌ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ وَضَعَتْ زَيْنَبُ أَصْغَرَ وَلَدِهَا فِي حِجْرِهَا ، فَلَمَّا رَآهَا انْصَرَفَ ، وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ مُسْرِعًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْتَزَعَهَا مِنْ حِجْرِهَا ، وَقَالَ : هَاتِي هَذِهِ الْمَشُومَةَ الَّتِي قَدْ مَنَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا لَمْ يَرَهَا فِي حِجْرِهَا قَالَ : أَيْنَ زَنَابُ ؟ قَالَتْ : أَخَذَهَا عَمَّارٌ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : وَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ فِيهِنَّ ، لا تَجِدُ مَا تَجِدْنَ مِنَ الْغَيْرَةِ " ، قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ : وَقَدْ رَوَيْنَا أَنَّهُ لَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَقَلَهَا إِلَى بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ بَعْدَ مَوْتِهَا ، فَدَخَلَتْ فَرَأَتْ جَرَّةً فِيهَا شَعِيرٌ وَرَحَاءُ وَبُرْمَةٌ ، فَطَحَنَتْهُ ، ثُمَّ عَقَدَتْهُ فِي الْبُرْمَةِ ، وَأَدْمَتْهُ بِإِهَالَةٍ ، فَكَانَ ذَلِكَ طَعَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَعَامَ أَهْلِهِ لَيْلَةَ عُرْسِهِ ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدُورَ ، فَأَخَذَتْ بِثَوْبِهِ ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتِ أَنْ أَزِيدَكِ ، ثُمَّ قَاصَصْتُكِ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا سَلَمَةَ | عبد الله بن عبد الأسد المخزومي / توفي في :3 | صحابي |
اْبُن أُمِّ سَلَمَةَ | اسم مبهم | |
ثَابِتٍ | ثابت بن أسلم البناني | ثقة |
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ | سليمان بن المغيرة القيسي | ثقة ثقة |
هُدْبَةُ | هدبة بن خالد القيسي / توفي في :235 | ثقة |
الْبَغَوِيُّ | عبد الله بن سابور البغوي / ولد في :214 / توفي في :317 | ثقة إمام ثبت حافظ |
ابْنُ حَبَابَةَ | أحمد بن حبابة المتوثي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ | أحمد بن محمد البغدادي | صدوق حسن الحديث |
وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ | يحيى بن علي المدبر / ولد في :459 / توفي في :536 | صدوق حسن الحديث |
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي | عبد الله بن محمد القاضي | صدوق حسن الحديث |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِيُّ | إسماعيل بن أحمد السمرقندي | ثقة |