فَأْنَبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْجَوْهِرُّي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْفَهِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ,. وَبِهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ : " لَمَّا سَارَتِ الأَحْزَابُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرْتُ مَعَ قَوْمِي وَأَنَا عَلَى دِينِي ، فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِي الإِسْلامَ ، فَكَتَمْتُ ذَلِكَ قَوْمِي ، وَأَخْرُجُ حَتَّى آتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ، فَأَجِدُهُ يُصَلِّي ، فَلَمَّا رَآنِي جَلَسَ ، وَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا نُعَيْمٌ ؟ وَكَانَ بِي عَارِفًا ، قُلْتُ : إِنِّي جِئْتُ أُصَدِّقُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : مَا اسَتَطَعْتُ أَنْ تَخْذِلَ عَنَّا النَّاسَ فَخَذِّلْ . قُلْتُ : أَفْعَلْ وَلَكِنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ مَا بَدَا لَكَ ، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ . قَالَ : فَذَهَبْتُ إِلَى قُرَيْظَةَ ، فَقُلْتُ : اكْتُمُوا عَلَيَّ ، قَالُوا : نَفْعَلُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ قُرَيْشًا وَغَطَفَانَ عَلَى الانْصِرَافِ عَنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ أَصَابُوا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا ، وَإِلا انْصَرَفُوا إِلَى بِلادِهِمْ ، فَلا تُقَاتِلُوا مَعَهُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُمْ رُهَنَاءً ، قَالُوا : أَشَرْتَ عَلَيْنَا وَالنُّصْحُ لَنَا ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، فَقُلْتُ : قَدْ جِئْتُكَ بِنَصِيحَةٍ فَاكْتُمْ عَلَيَّ ، قَالَ : أَفْعَلُ قُلْتُ : تَعْلَمْ أَنَّ قُرَيظَةَ قَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا فَعَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَرَادُوا إِصْلاحَهُ وَمُرَاجَعَتَهُ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ وَأَنَا عِنْدَهُمْ إِنَّا سَنَأْخُذُ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ أَشْرَافِهِمْ نُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكَ تَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ ، وَنَكُونُ مَعَكَ عَلَى قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ حَتَّى نَرُدَّهُمْ عَنْكَ ، وَتَرُدَّ جَنَاحَنَا الَّذِي كَسَرْتَ إِلَى دِيَارِهِمْ ، يَعْنِي بَنِي النَّضِيرِ ، فَإِنْ بَعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ رَهْنًا ، فَلا تَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَحَدًا ، وَاحْذَرُوهُمْ ، ثُمَّ أَتَى غَطَفَانَ ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَكَانَ رَجُلا مِنْهُمْ فَصَدَّقُوهُ ، وَأَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى قُرَيْشٍ إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَخْرُجُ ، فَنُقَاتِلُ مُحَمَّدًا حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا مِنْكُمْ يَكُونُونَ عِنْدَنَا ، فَإِنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَنْكَشِفُوا وَتَدَعُونَا وَمُحَمَّدًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : صَدَقَ نُعَيْمٌ ، وَأَرْسَلُوا إِلَى غَطَفَانَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُوا إِلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالُوا جَمِيعًا : إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُعْطِيكُمْ رَهْنًا ، وَلَكِنِ اخْرُجُوا فَقَاتِلُوا مَعَنَا ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ : نَحْلِفُ بِالتَّوْرَاةِ أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي قَالَ نُعَيْمٌ لَحَقٌّ ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ يَقُولُونَ : الْخَبَرُ مَا قَالَ نُعَيْمٌ . وَيَئِسَ هَؤُلاءِ مَنْ نَصْرِ هَؤُلاءِ ، وَهَؤُلاءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلاءِ ، وَاخْتَلَفَ أَمْرُهُمْ وَتَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ ، وَكَانَ نُعَيْمٌ يَقُولُ : أَنَا خَذَلْتُ بَيْنَ الأَحْزَابِ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ ، وَأَنَا أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سِرِّهِ " ، قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ : فَلَمَّا اسْتَوْحَشَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْ صَاحِبِهِ اعْتَلَّتْ قُرَيْظَةُ بِالسَّبْتِ ، فَقَالُوا : لا نُقَاتِلُ وَهَبَّتْ لَيْلَةَ السَّبْتِ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ وَاللَّهِ لَسْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ ، لَقَدْ هَلَكَ الْخَفُّ وَالْحَافِرُ ، وَأَجْدَبَ الْجُنَابُ وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ ، وَلَقَدْ لَقِينَا مِنَ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ ، فَارْتَحِلُوا ، فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَسَاكِرِ ، قَدِ انْقَشَعُوا ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُذَيْفَةَ لِيَنْظُرَ مَا فَعَلَ الْقَوْمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ | نعيم بن مسعود الأشجعي / توفي في :36 | صحابي |
أَبِيهِ | عاصم بن عبد العزيز الأشجعي | صدوق يهم |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الأَشْجَعِيُّ | عبد الله بن عاصم الأشجعي | مجهول الحال |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ | محمد بن سعد الهاشمي / ولد في :168 / توفي في :230 | صدوق حسن الحديث |
الْحَسَنُ بْنُ الْفَهِمِ | الحسين بن فهم البغدادي | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ | أحمد بن معروف الخشاب | ثقة |
ابْنُ حَيَّوَيْهِ | أبو عمر بن حيويه / ولد في :295 / توفي في :381 | ثقة مأمون |
الْجَوْهِرُّي | الحسن بن علي الجوهري | ثقة محدث |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي | محمد بن عبد الباقي الأنصاري / ولد في :443 / توفي في :535 | ثقة |