أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُهَيْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسٍ الْغُورِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قُبَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَّمَدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ إِلَى كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ مَلِكِ فَارِسٍ ، وَكَتَبَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسٍ ، سَلامُ اللَّهِ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، وَآَمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنِّي أنا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، لأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيِحِقُّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَأَسْلِم تَسْلَمْ ، فَإِنْ أَبَيْتَ ، فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيْكَ " . فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَقَّقَهُ ، وَقَالَ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهَذَا الْكِتَابِ وَهُوَ عَبْدِي . فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مُزِّقَ مُلْكُهُ ، حِينَ بَلَغَهُ أَنَّهُ شَقَّقَ كِتَابَهُ . ثُمَّ كَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ ، وَهُوَ عَلَى الْيَمَنِ أَنِ ابْعَثْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ رَجُلَيْنِ مِنْ عِنْدِكَ جَلْدَيْنِ ، فَلْيَأْتِيَانِي بِهِ ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ وَهُوَ ابْنُ بَابَوَيْهِ ، وَكَانَ كَاتِبًا حَاسِبًا ، وَبَعَثَ بِرَجُلٍ مِنَ الْفُرْسِ يُقَالَ لَهُ : خَرَخْسَرَه ، وَكَتَبَ مَعُهَما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمَا إِلَى كِسْرَى ، وَقَالَ لِبَابَوَيْهِ : وَيْلَكَ انْظُرْ مَا الرَّجُلُ ؟ وَكَلِّمْهُ وَاتِنِي بِخَبَرِهِ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الطَّائِفَ ، فَسَأَلا عَنْهُ ، فَقَالُوا : هُوَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاسْتَبْشَرُوا ، وَقَالُوا : قَدْ نَصَبَ لَهُ كِسْرَى مَلِكُ الْمُلُوكِ ، كَفَيْتُمُ الرَّجُلَ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَلَّمَهُ بَابَوَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ : إِنَّ شَاهَانْشَاهَ مَلِكَ الْمُلُوكِ كِسْرَى قَدْ كَتَبَ إِلَى الْمَلِكِ بَاذَانَ ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ بِأَمْرِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ بِكَ ، وَقَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتَنْطَلِقَ مَعِي ، فَإِنْ فَعَلْتَ كُتِبَ فِيكَ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ بِِكِتَابٍ يَنْفَعُكَ ، وَيُكُفُّ عَنْكَ بِهِ ، وَإِنْ أَبَيْتَ ، فَهُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ ، فَهُوَ مُهْلِكُكَ وَمُهْلِكُ قَوْمِكَ ، وَمُخْرِبُ دِيَارِكَ . وَكَانَا قَدْ دَخَلا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَلَقَا لِحَاهُمَا ، وَأَعْفَيَا شَوَارِبَهُمَا ، فَكَرِهَ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا ، وَقَالَ : " وَيْلَكُمَا مَنْ أَمَرَكُمَا بِهَذَا " ، قَالا : أَمَرَنَا بِهَذَا رَبُّنَا ، يَعْنِيَانِ كِسْرَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحْيَتِي وَقَصِّ شَارِبِي " ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا : " ارْجِعَا حَتَّى تَأْتِيَانِي غَدًا " . وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ ، أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَ عَلَى كِسْرَى ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ ، فَقَتَلَهُ فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا ، مِنْ لَيْلَةِ كَذَا وَكَذَا مِنَ اللَّيْلِ . فَلَمَّا أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُمَا : " إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكُمَا لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا ، مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا ، بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ، سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ " . فَقَالا : هَلْ تَدْرِي مَا تَقُوِلُ ؟ إِنَّا قَدْ نَقَمْنَا مِنْكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ هَذَا ، أَفَنَكْتُبُ بِهَا عَنْكَ ، وَنُخْبِرُ الْمَلِكَ . قَالَ : " نَعَمْ أَخْبِرَاهُ ذَلِكَ عَنِّي ، وَقُولا لَهُ : إِنَّ دِينِي وَسُلْطَانِي سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ كِسْرَى ، وَيَنْتَهِي إِلَى مُنْتَهَى الْخُفِّ وَالْحَافِرِ ، قُولا لَهُ : إِنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ أَعْطَيْتُكَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ ، وَمَلَّكْتُكَ عَلَى قَوْمِكَ مِنَ الأَبْنَاءِ ، ثُمَّ أَعْطَى خَرَخْسَرَه مِنْطَقَةً فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ، كَانَ أَهْدَاهَا لَهُ بَعْضُ الْمُلُوكِ " . فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى بَاذَانَ ، فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا هَذَا بِكَلامِ مَلِكٍ ، وَإِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ ، وَلْتَنْظُرَنَّ مَا قَدْ قَالَ ، وَلَئِنْ كَانَ مَا قَدْ قَالَ حَقًّا مَا فِيهِ كَلامٌ إِنَّهُ لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ، فَسَنَرَى فِيهِ رَأْيَنَا ، فَلَمْ يَلْبَثْ بَاذَانُ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ كِتَابُ شِيرَوَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ أَبِي كِسْرَى ، وَلَمْ أَقْتُلْهُ إِلا غَضَبًا لًفاَرسً لِمَا كَانَ اسْتَحَلَّ مِنْ قَتْلِ أَشْرَافِهِمْ ، وَتَجْمِيرِهِمْ فِي ثُغُورِهِمْ ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَخُذْ لِي الطَّاعَةَ مِمَّنْ قِبَلَكَ ، وَانْظُرِ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ كِسْرَى كَتَبَ إِلَيْكَ فِيهِ ، فَلا تَهْجُهُ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي فِيهِ . فَمَا انْتَهَى كِتَابُ شِيرَوَيْهِ إِلَى بَاذَانَ ، قَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ الأَبْنَاءُ مِنْ فَارِسٍ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ بِالْيَمَنِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَّمَدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ | إبراهيم بن سعد الزهري | ثقة حجة |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ | أحمد بن محمد البغدادي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ | ابن أبي الدنيا القرشي / ولد في :209 / توفي في :282 | صدوق حسن الحديث |
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قُبَيْسٍ | علي بن أحمد الرفاء / توفي في :352 | ضعيف الحديث |
أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسٍ | محمد بن فارس الغوري / ولد في :320 / توفي في :409 | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُهَيْرٍ | عبد الواحد بن محمد بن علي العلاف / توفي في :486 | ثقة مأمون |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ | عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي / ولد في :462 / توفي في :538 | ثقة حافظ |