أخبرنا أخبرنا محمد بن الحسين ، وإسماعيل ، قالا : أخبرنا ابن النقور ، قال : أخبرنا المخلص ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَالْمُهَلَّبِ ، وَعَمْرٍو ، قَالُوا : لَمْ يَزَلْ يَزْدَجِرْدَ يُثِيرُ أَهْلَ فَارِسَ أَسَفًا عَلَى مَا خَرَجَ مِنْهُمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ وَهُوَ بِمَرْوَ ، وَيُذَكِّرُهُمُ الأَحْفَادَ ، وَيُؤَنِّبُهُمْ أَنْ قَدْ رَضِيتُمْ يَا أَهْلَ فَارِسَ أَنْ قَدْ غَلَبَتْكُمُ الْعَرَبُ عَلَى السَّوَادِ وَمَا وَالاهُ وَالأَهْوَازِ ، ثُمَّ لَمْ يَرْضَوْا بِذَلِكَ حَتَّى يُورِدُوكُمْ فِي بِلادِكُمْ وَعُقْرِ دَارِكُمْ ، فَتَحَرَّكُوا ، وَتَكَاتَبَ أَهْلُ فَارِسَ وَأَهْلُ الأَهْوَازِ ، وَتَعَاهَدُوا وَتَوَاثَقُوا عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَكُتِبَ إِلَى عُمَرَ بِذَلِكَ ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ : " أَنِ ابْعَثْ إِلَى الأَهْوَازِ بَعْثًا كَثِيفًا ، مَعَ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، وَعَجِّلْ وَابْعَثْ مَعَهُ سُوَيْدَ بْنَ مُقَرِّنٍ ، وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَلْيَنْزِلُوا بِإِزَاءِ الْهُرْمُزَانِ حَتَّى يَتَبَيَّنُوا أَمْرَهُ . وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنِ ابْعَثْ إِلَى الأَهْوَازِ جُنْدًا كَثِيفًا ، وَأَمِّرْ عَلَيْهِمْ سَهْلَ بْنَ عَدِيٍّ ، وَابْعَثْ مَعَهُ الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ فِي جَمَاعَةٍ سَمَّاهُمْ ، وَعَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ جَمِيعًا أَبَا سَبْرَةَ بْنَ أَبِي رُهْمٍ ، فَكُلُّ مَنْ أَتَاهُ فَمَدِّدْ لَهُ " . وَخَرَجَ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَأَخَذَ وَاسِطَ السَّوَادِ حَتَّى قَطَعَ دِجْلَةَ بِحِيَالِ مَيْسَانَ ، ثُمَّ أَخَذَ الْبَرَّ إِلَى الأَهْوَازِ ، فَانْتَهَى إِلَى نَهْرَتِيرَى فَجَازَهَا ، ثُمَّ جَازَ مَنَاذِرَ ، ثُمَّ جَازَ سُوقَ الأَهْوَازِ ، ثُمَّ سَارَ نَحْوَ الْهُرْمُزَانِ ، وَالْهُرْمُزَانُ يَوْمَئِذٍ بِرَامَهُرْمُزَ ، وَلَمَّا سَمِعَ الْهُرْمُزَانُ بِمَسِيرِ النُّعْمَانِ إِلَيْهِ بَادَرَهُ ، قُفَالَ تَقْيًا فَاقْتَتَلا قِتَالا شَدِيدًا ، ثُمَّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هَزَمَ الْهُرْمُزَانَ ، فَلَحِقَ بِتُسْتَرَ ، وَسَارَ النُّعْمَانُ حَتَّى نَزَلَ بِرَامَهُرْمُزَ ، وَكَانَ الْهُرْمُزَانُ قَدْ صَالَحَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ نَكَثَ ، فَحَاصَرَهُ الْمُسْلِمُونَ ، فَأَكْثَرُوا فِيهِمُ الْقَتْلَ ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ الْحِصَارِ إِلَى أَنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِائَةَ مُبَارَزَةٍ ، وَزَاحَفَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي أَيَّامِ تُسْتَرَ ثَمَانِينَ مَرَّةً فِي حِصَارِهِمْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ زَحْفٍ مِنْهَا وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ : يَا بَرَاءُ ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ لَيَهْزِمَنَّهُمْ لَنَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ لَنَا وَاسْتَشْهِدْنِي ، فَهَزَمُوهُمْ حَتَّى أَدْخَلُوهُمْ فِي خَنَادِقِهِمْ ، ثُمَّ اقْتَحَمُوهَا عَلَيْهِمْ ، وَأَرَزُوا إِلَى مَدِينَتِهِمْ ، وَأَحَاَطُوا بِهَا ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى النُّعْمَانِ رَجُلٌ فَاسْتَأْمَنَهُ عَلَى أَنْ يَدُلَّهُ عَلَى مَدْخَلٍ يُؤْتُونَ مِنْهُ ، فَآمَنَهُ فَدَلَّهُمْ ، فَأَقْبَلَوُا إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ ، فَأَنَامُوا كُلَّ مُقَاتِلٍ ، وَأَرْزَءُوا الْهُرْمُزَانَ إِلَى الْقَلْعَةِ ، وَأَطَافُوا بِهِ ، فَقَالَ : مَعِي مِائَةُ نُشَّابَةٍ ، وَاللَّهِ لا تَصِلُونَ إِلَيَّ مَا دَامَتْ مَعِي مِنْهَا وَاحِدَةٌ . قَالُوا : تُرِيدُ مَاذَا ؟ قَالَ : أَنْ أَضَعَ يَدِي فِي أَيْدِيكُمْ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ يَصْنَعُ بِي مَا يَشَاءُ ، قَالُوا : فَلَكَ ذَلِكَ ، فَرَمَى قَوْسَهُ ، فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، فَشَدُّوهُ وَثَاقًا وَاقْتَسَمُوا مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ سَهْمُ الْفَارِسِ فِيهَا ثَلاثَةَ آلافٍ ، وَالرَّاجِلُ أَلْفًا . وَخَرَجَ مِنْ تُسْتَرَ فَلٌّ فَقَصَدُوا السُّوسَ ، فَاتَّبَعَهُمْ أَبُو سَبْرَةَ ، وَخَرَجَ مَعَهُ بِالنُّعْمَانِ وَأَبِي مُوسَى وَالْهُرْمُزَانِ ، فَلَمَّا أَحَاطُوا بِهِ كَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ، وَوَفَّدَ أَبُو سَبْرَةَ وَفْدًا إِلَى عُمَرَ فِيهِمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَالأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، وَأَرْسَلَ الْهُرْمُزَانَ مَعَهُمْ ، فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَدِينَةَ هَيَّئُوا الْهُرْمُزَانَ فِي هَيْئَتِهِ ، فَأَلْبَسُوهُ كُسْوَتَهُ ، وَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ التَّاجَ ، فَوَجَدُوا عُمَرَ نَائِمًا فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ : أَيْنَ عُمَرُ ؟ قَالُوا : هَا هُوَ ذَا ، قَالَ : أَيْنَ حُرَّاسُهُ وَحُجَّابُهُ ؟ قَالُوا : لَيْسَ لَهُ حَارِسٌ وَلا حَاجِبٌ ، قَالَ : فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا ، قَالُوا : بَلْ يَعْمَلُ عَمَلَ الأَنْبِيَاءِ . وَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ ، فَقَالَ : الْهُرْمُزَانُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، هَذَا مَلِكُ الأَهْوَازِ فَكَلِّمْهُ ، فَقَالَ : لا حَتَّى لا يَبْقَى مِنْ حُلِيِّهِ شَيْءٌ ، فَرَمَوْا مَا عَلَيْهِ ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبًا صَفِيقًا ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا هُرْمُزَانُ كَيْفَ رَأَيْتَ وَبَالَ الْغَدْرِ ؟ فَقَالَ : يَا عُمَرُ إِنَّا وَإِيَّاكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ اللَّهُ قَدْ خَلَّى بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ، فَغَلَبْنَاكُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَنَا وَلا مَعَكُمْ ، فَلَمَّا كَانَ مَعَكُمْ غَلَبْتُمُونَا ، فَقَالَ عُمَرُ : " مَا عُذْرُكَ وَمَا حُجَّتُكَ فِي انْتِقَاضِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ؟ " فَقَالَ : أَخَافُ أَنْ تَقْتُلَنِي قَبْلَ أَنْ أُخْبِرَكَ ، قَالَ : " لا تَخَفْ ذَلِكَ ، وَاسْتَسْقَى مَاءً ، فَأُتِيَ بِهِ فِي قَدَحٍ غَلِيظٍ " ، فَقَالَ : لَوْ مِتُّ عَطَشًا لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَشْرَبَ فِي هَذَا ، فَأُتِيَ بِهِ فِي إِنَاءٍ يَرْضَاهُ ، فَجَعَلَتْ يَدُهُ تَرْعَدُ ، وَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُقْتَلَ وَأَنَا أَشْرَبُ الْمَاءَ ، فَقَالَ عُمَرُ : " لا بَأْسَ عَلَيْكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ ، فَأَكْفَأَهُ " ، فَقَالَ عُمَرُ : " أَعِيدُوا عَلَيْهِ ، وَلا تَجْمَعُوا عَلَيْهِ الْقَتْلَ وَالْعَطَشَ " ، فَقَالَ : لا حَاجَةَ لِي فِي الْمَاءِ ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُسْتَأْمَنَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : " إِنِّي قَاتِلُكَ " ، قَالَ : قَدْ آمَنْتَنِي ، قَالَ : " كَذَبْتَ " ، قَالَ أَنَسٌ : صَدَقَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ آمَنْتَهُ ، قَالَ : وَيْحَكَ يَا أَنَسُ ، أَنَا أُؤْمِنُ قَاتِلَ مَجْزَأَةَ بْنِ ثَوْرٍ ، وَالْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ ، وَاللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ بِمَخْرَجٍ أَوْ لأُعَاقِبَنَّكَ ، قَالَ : قُلْتَ لَهُ : لا بَأْسَ عَلَيْكَ حَتَّى تُخْبِرَنِي ، وَقُلْتَ : لا بَأْسَ عَلَيْكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ ، وَقَالَ لَهُ مَنْ حَوْلَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْهُرْمُزَانِ ، وَقَالَ : تَخْدَعُنِي ، وَاللَّهِ لا أَنْخَدِعُ إِلا أَنْ تُسْلِمَ فَأَسْلَمَ ، فَفَرَضَ لَهُ عَلَى ألْفَيْنِ ، وَأَنْزَلَهُ الْمَدِينَةَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَهْلَ فَارِسَ | العباس بن الوليد الأموي | متروك الحديث |
أَهْلَ فَارِسَ | العباس بن الوليد الأموي | متروك الحديث |
لَمْ | لم يذكر المصنف اسمه |