أَنْبَأَنَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ، قِيلَ : أَنْبَأَكُمْ أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ الْمَوْتُ بَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : أَبْكِي لأَنَّهُ لا بُدَّ أَنَّ لِي بِنَعْشِكَ ، وَلَيْسَ لِي ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِي يَسَعُكَ كَفَنًا ، وَلَيْسَ لَكَ ثَوْبٌ يَسَعُكَ ، قَالَ : لا تَبْكِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ : " لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنيِنَ " . وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ رَجُلٌ إِلا قَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلاةٍ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبَ وَلا كَذَبْتُ ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ ، فَقَالَتْ : أَنَّى وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ ، وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ . وَكَانَتْ تَشْتَدُّ إِلَى كَثِيبٍ تَقُومُ عَلَيْهِ تَنْظُرُ ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ فَتُمَرِّضُهُ ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْكَثِيبِ ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِنَفَرٍ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمْ الرَّخَمُ ، فَلاحَتْ بِثَوْبِهَا ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا ، قَالُوا : مَا لَكِ ؟ قَالَتِ : امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ فَتُكَفِّنُوهُ ، أَوْ قَالَ : امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ فَتُكَفِّنُونَهُ ، وَهُوَ الأَصَحُّ ، قَالُوا : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَتْ : أَبُو ذَرٍّ . فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ ، وَوَضَعُوا السِّيَاطَ فِي نُحُورِهَا يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءُوا ، فَقَالَ : أَبْشِرُوا ، فَحَدَّثَهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ فَيَحْتَسِبَانِ وَيَصْبِرَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ " ، أَتَسْمَعُونَ لَوْ كَانَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لَمْ أُكَفَّنْ بِهِ إِلا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أوْ لامْرَأَتِي أَوْ ثَوْبٍ يَسَعُنِي كَفَنًا إِلا فِي ثَوْبِهَا ، فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالإِسْلامَ أَنْ لا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ نَقِيبًا أَوْ بَرِيدًا ، فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ كَانَ قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلا فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : أَنَا أُكَفِّنُكَ ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا الَّذِي عَلَيَّ وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لِي . قَالَ : أَنْتَ فَكَفِّنِّي ، قَالَ : فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ وَالنَّفَرُ الَّذِينَ شَهِدُوهُ ، فِيهِمْ : جَحْشُ بْنُ الأَدْبَرِ ، وَمَالِكُ بْنُ الأَشْتَرِ ، فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا ذَرٍّ | أبو ذر الغفاري | صحابي |