فمن الحوادث فيها خروج اهل مصر ومن وافقهم على عثمان رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 620

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامِلا عَلَى حِمْصٍ ، فَمَكَثَ حَوْلا لا يَأْتِيهِ خَبَرُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ لِكَاتِبِهِ : اكْتُبْ إِلَى عُمَيْرٍ ، فَوَاللَّهِ مَا أَرَاهُ إِلا قَدْ خَانَنَا : إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَقْبِلْ وَأَقْبِلْ بِمَا جَبَيْتَ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حِينَ تَنْظُرُ فِي كِتَابِي هَذَا . قَالَ : فَأَخَذَ عُمَيْرٌ جِرَابَهُ ، فَجَعَلَ فِيهِ زَادَهُ وَقَصْعَتَهُ ، وَعَلَّقَ أَدَوَاتِهِ ، فَأَخَذَ عَنْزَتَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي مِنْ حِمْصَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ شَحَبَ لَوْنُهُ ، وَأَغْبَرَ وَجْهُهُ ، وَطَالَ شَعْرُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : " السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ " ، قَالَ عُمَرُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ عُمَيْرٌ : " مَا تَرَى مِنْ شَأْنِي ؟ أَلَيْسَ تَرَانِي صَحِيحَ الْبَدَنِ ، ظَاهِرَ الدَّمِ ، مَعِي الدُّنْيَا أُجُرُّهَا بِقَرْنِهَا ؟ " قَالَ : وَمَا مَعَكَ ؟ فَظَنَّ عُمَرُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ بِمَالٍ ، فَقَالَ : " مَعِي جِرَابِي أَجْعَلُ فِيهِ زَادِي ، وَقَصْعَتِي آكَلُ فِيهَا وَأَغْسِلُ فِيهَا ، رَأْسِي وَثِيَابِي وَإِدَاوَتِي أَحْمِلُ فِيهَا وَضُوئِي وَشَرَابِي ، وَعَنْزَتِي أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ، وَأُجَاهِدُ بِهَا عَدُوًّا إِنْ عَرَضَ لِي ، فَوَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا إِلا نَفْعٌ لِمَتَاعِي " ، قَالَ عُمَرُ : فَجِئْتَ تَمْشِي ؟ قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : أَمَا كَانَ أَحَدٌ يَتَبَرَّعُ لَكَ بِدَابَّةٍ تَرْكَبُهَا ؟ قَالَ : " مَا فَعَلُوهُ وَمَا سَأَلْتُهُمْ ذَلِكَ " ، فَقَالَ عُمَرُ : بِئْسَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ ، فَقَالَ عُمَيْرٌ : " اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ عَنِ الْغَيْبَةِ ، وَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يُصَلُّونَ صَلاةَ الْغَدَاةِ " ، قَالَ عُمَرُ : بَعَثْتُكَ وَأَيُّ شَيْءٍ صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : " وَمَا سُؤَالُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ ؟ " فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَقَالَ عُمَيْرٌ : " أَمَا أَنِّي لَوْلا أَنِّي أَخْشَى أَنْ أعَمْلَ مَا أَخْبَرْتُكَ ، بَعَثْتَنِي حَتَّى أَتَيْتُ الْبَلَدَ ، فَجَمَعْتُ صُلَحَاءِ أَهْلِهَا ، فَوَلَّيْتُهُمْ جِبَايَةَ فَيْئِهِمْ ، حَتَّى إِذَا جَمَعُوهُ وَضَعْتُهُ مَوَاضِعَهُ ، وَلَوْ نَالَكَ فِيهِ شَيْءٌ لأَتَيْتُكَ بِهِ " ، قَالَ : فَمَا جِئْتَنَا بِشَيْءٍ ، قَالَ : " لا " ، قَالَ : جَدِّدُوا لِعُمَيْرٍ عَهْدًا ، قَالَ : " إِنَّ ذَلِكَ لِشَيْءٍ لا عَمِلْتُهُ لَكَ وَلا لأَحَدٍ بَعْدَكَ ، وَاللَّهِ مَا سَلِمْتُ ، بَل لَمْ أَسْلَمْ " ، قُلْتُ : لِنَصْرَانِيٍّ ؟ أَخْزَاكَ اللَّهُ ، مَا عَرَّضْتَنِي لَهُ ، وَإِنْ أَشْقَى أَيَّامِي يَوْمَ خَلَّفْتُ مَعَكَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَرَجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَبَيْنَهَ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَمْيَالٌ ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ انْصَرَفَ عُمَيْرٌ : مَا أَرَاهُ إِلا قَدْ خَانَنَا فَبَعَثَ رَجُلا يُقَالُ لَهُ : الْحَارِثُ ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ دِينَارٍ ، وَقَالَ : انْطَلِقْ إِلَى عُمَيْرٍ حَتَّى تَنْزِلَ بِهِ كَأَنَّكَ ضَيْفٌ ، فَإِن رَأَيْتَ أَثَرَ شَيْءٍ فَأَقْبِلْ ، وَإِنْ رَأَيْتَ حَالا شَدِيدًا فَادْفَعْ إِلَيْهِ هَذِهِ الْمِائَةِ دِينَارٍ . فَانْطَلَقَ الْحَارِثُ ، فَإِذَا هُوَ بِعُمَيْرٍ جَالِسٌ يُفْلِي قَمِيصًا إِلَى جَنْبِ الْحَائِطِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ : " انْزِلْ رَحِمَكَ اللَّهُ " ، فَنَزَلَ ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَقَالَ : " مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ " فَقَالَ : مِنَ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : " فَكَيْفَ تَرَكْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ ؟ " قَالَ : صَالِحًا ، قَالَ : " فَكَيْفَ تَرَكْتَ الْمُسْلِمِينَ ؟ " قَالَ : صَالِحِينَ ، قَالَ : " أَلَيْسَ يُقِيمُ الْحُدُودَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، ضَرَبَ ابْنًا لَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ ، فَمَاتَ مِنْ ضَرْبِهِ ، قَالَ عُمَيْرٌ : " اللَّهُمَّ أَعِنْ عُمَرَ ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُهُ إِلا شَدِيدًا حُبُّهُ لَكَ " ، قَالَ : فَنَزَلَ بِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، وَلَيْسَ لَهُمْ إِلا قُرْصٌ مِنْ شَعِيرٍ كَانُوا يَخُصُّونَهُ بِهِ ، وَيَطْوُونَ حَتَّى أَتَاهُمُ الْجَهْدُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ : " إِنَّكَ قَدْ أَجَعْتَنَا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَتَحَوَّلَ عَنَّا فَافْعَلْ " ، قَالَ : فَأَخْرَجَ الدَّنَانِيرَ ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ : بَعَثَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ فَاسْتَعِنْ بِهَا ، قَالَ : " فَصَاحَ ، وَقَالَ : لا حَاجَةَ لِي فِيهَا ، رُدَّهَا " ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهَا وَإِلا فَضَعْهَا فِي مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَيْرٌ : " وَاللَّهِ مَا لِي شَيْءٌ " أَجْعَلُهَا فِيهِ فَشَقَّتِ الْمَرْأَةُ أَسْفَلَ دِرْعِهَا ، فَأَعْطَتْهُ خِرْقَةً فَجَعَلَهَا فِيهَا ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ أَبْنَاءِ الشُّهَدَاءِ وَالْفُقَرَاءِ ، ثُمَّ رَجَعَ وَالرَّسُولُ يَظُنُّ أَنَّهُ يُعْطِيهِ مِنْهَا شَيْئًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ : " أَقْرِئْ مِنِّي أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ السَّلامَ " . فَرَجَعَ الْحَارِثُ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : رَأَيْتُ حَالا شَدِيدًا ، قَالَ : فَمَا صَنَعَ بِالدَّنَانِيرِ ؟ قَالَ : لا أَدْرِي ، قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَلا تَضَعْهُ مِنْ يَدِكَ حَتَّى تُقْبِلَ . فَأَقْبَلَ إِلَى عُمَرَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا صَنَعْتَ بِالدَّنَانِيرِ ؟ فَقَالَ : " صَنَعْتُ مَا صَنَعْتُ ، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْهَا " ، قَالَ : أُنْشِدُكَ اللَّهَ إِلا مَا أَخْبَرْتَنِي مَا صَنَعْتَ بِهَا ، قَالَ : " قَدَّمْتُهَا لِنَفْسِي " ، قَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَأَمَرَ لَهُ بِوَسَقٍ مِنْ طَعَامٍ وَثَوْبَيْنِ ، فَقَالَ : " أَمَّا الطَّعَامُ فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ قَدْ تَرَكْتُ فِي الْمَنْزِلِ صَاعَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ ، إِلَى أَنْ آكُلَ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالرِّزْقِ . وَلَمْ يَأْخُذِ الطَّعَامَ ، وَأَمَّا الثَّوْبَانِ فَإِنَّ أُمَّ فُلانٍ عَارِيَةٌ ، فَأَخَذَهُمَا وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ هَلَكَ رَحِمَهُ اللَّهُ " ، فَبَلَغَ عُمَرَ ، فَشُقَّ عَلَيْهِ ، وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ ، وَخَرَجَ يَمْشِي مَعَهُ وَمَعَهُ الْمَشَّاءُونَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ لَيَتَمَنَ كُلٌّ مِنْكُمْ أُمْنِيَةً ، فَقَالَ رَجُلٌ : وَدِدْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ أَنَّ عِنْدِي مَالا ، فَأَعْتِقُ لِوَجْهِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا ، وَقَالَ آخَرُ : وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي مَالا فَأُنْفِقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقَالَ آخَرُ : وَدِدْتُ أَنَّ لِي قُوَّةً فَأَنْضَحُ بِدَلْوٍ مِنْ زَمْزَمَ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَدِدْتُ أَنَّ لِي رَجُلا مِثْلَ عُمَيْرٍ أَسْتَعِينُ بِهِ فِي أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.