أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالا : أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّورِ ، أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ , قَالا : " لَمَّا وُلِّيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، أَقَرَّ أَبَا مُوسَى عَلَى الْبَصْرَةِ ثَلاثَ سِنِينَ ، وَعَزَلَهُ فِي الرَّابِعَةِ ، وَأَمَّرَ عَلَى خُرَاسَانَ عُمَيْرَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَلَى سِجِسْتَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ ، فَأَثْخَنَ فِيهَا إِلَى كَابُلَ ، وَأَثْخَنَ عُمَيْرٌ فِي خُرَاسَانَ حَتَّى بَلَغَ فَرْغَانَةَ ، فَلَمْ يَدَعْ دُونَهَا كُورَةً إِلا أَصْلَحَهَا ، وَبَعَثَ إِلَى مَكْرَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ التَّيْمِيَّ ، فَأَثْخَنَ فِيهَا ، حَتَّى بَلَغَ النَّهْرَ . وَبَعَثَ إِلَى كِرْمَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غُبَيْسٍ ، وَبَعَثَ إِلَى فَارِسَ وَالأَهْوَازَ نَفَرًا ، وَضَمَّ سَوَادَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ ، ثُمَّ عَزَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ ، وَاسْتَعَمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ فَأَقَرَّهُ عَلَيْهَا سَنَةً ثُمَّ عَزَلَهُ ، وَاسْتَعْمَلَ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو ، وَعَزَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غُبَيْسٍ ، وَأَعَادَ عَدِيَّ بْنَ سُهَيْلِ بْنِ عَدِيٍّ . فَلَمَّا كَانَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ ، كَفَرَ أَهْلُ إِيذجَ وَالأَكْرَادَ ، فَنَادَى أَبُو مُوسَى فِي النَّاسِ ، وَحَضَّهُمْ وَنَدَبَهُمْ ، وَذكر مِنْ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي الرُّجْلَةِ ، حَتَّى حَمَلَ رِجَالٌ عَلَى دَوَابِّهِمْ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا رِجَالا . وقَالَ آخَرُونَ : لا ، وَاللَّهِ لا نُعَجِّلُ بِشَيْءٍ حَتَّى نَنْظُرَ مَا صَنِيعُهُ ؟ فَإِنْ أَشْبَهَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَعَلْنَا كَمَا فَعَلَ أَصْحَابُنَا . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَرَجَ أَخْرَجَ ثَقْلَةً مِنْ قَصْرِهِ عَلَى أَرْبَعِينَ بَغْلا ، فَتَعَلَّقُوا بِعَنَانِهِ ، وَقَالُوا : احْمِلْنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الْفُضُولِ ، وَارْغَبْ مِنَ الرُّجْلَةِ فِيمَا رَغَّبْتَنَا فِيهِ ، فَقَنِعَ الْقَوْمَ حَتَّى تَرَكُوا دَابَّتَهُ وَمَضَوْا ، فَأَتَوْا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَاسْتَعْفَوْهُ مِنْهُ ، وَقَالُوا : مَا كُلُّ مَا نَعْلَمُ نُحِبُّ أَنْ نَقُولَهُ فَأَبْدِلْنَا بِهِ ، فَقَالَ : مَنْ تُحِبُّونَ ؟ فقَالَ : غَيْلانُ بْنُ خَرَشَةَ : فِي كُلِّ أَحَدٍ عِوَضٌ مِنْ هَذَا الْعَبْدِ الَّذِي قَدْ أَكَلَ أَرْضَنَا ، وَأَحْيَا أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ فِينَا ، فَلا نَنْفَكُّ مِنْ أَشْعَرِيٍّ كَانَ يُعَظِّمُ مُلْكَهُ عَنِ الأَشْعَرِيِّينَ ، وَيَسْتَصْغِرُ مُلْكَ الْبَصْرَةِ ، وَإِذَا أَمَّرْتَ عَلَيْنَا صَغِيرًا كَانَ فِيهِ عِوَضٌ مِنْهُ ، أَوْ مُهْتَرًا كَانَ فِيهِ عِوَضٌ مِنْهُ ، وَمِنْ بَيْنِ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ خَيْرٌ مِنْهُ . فَدَعَا عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَامِرٍ ، فَأَمَّرَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ ، وَصَرَفَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ إِلَى فَارِسَ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى عَمَلِهِ عُمَيْرَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، فَجَاشَتْ فَارِسُ ، وَانْتَقَضَتْ بِعُبَيْدِ اللَّهِ ، فَاجْتَمَعُوا لَهُ بِإِصْطَخِرَ فَالْتَقَوْا عَلَى بَابِ إِصْطَخِرَ ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ ، وَهُزِمَ جُنْدُهُ ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَامِرٍ ، فَاسْتَنَفَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ بِالنَّاسِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ ، فَالْتَقَى هُوَ وَهُمْ بِإِصْطَخِرَ ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً لَمْ يَزَالُوا مِنْهَا فِي ذُلٍّ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْمُخَلِّصُ | محمد بن عبد الرحمن الذهبي / ولد في :305 / توفي في :393 | ثقة |