وحَدَّثَنَا وحَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : " كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ إِلَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ ، وَبَنُو أُمَيَّةَ ، ثُمَّ قَدِمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ وَمَعُه سِتُّ مِائَةِ بَعِيرٍ وَسِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ ، فَأَنَاخَ بِالأَبْطَحِ مُعَسْكِرًا ، وَقَدِمَ عَلَيْهِمْ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، فَلَقِيَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا وَرَاءَكُمَا ؟ فَقَالا : إِنَّا تَحَمَّلْنَا هُرَّابًا مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ غَوْغَاءَ وَأَعْرَابٍ ، وَفَارَقْنَا قَوْمًا حَيَارَى لا يَعْرِفُونَ حَقًّا وَلا يُنْكِرُونَ بَاطِلا ، فَائْتَمَرَ الْقَوْمُ بِالشَّامِ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ : قَدْ كَفَاكُمُ الشَّامُ مَنْ يَسْتَمِرُّ فِي حَوْزَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ : فَأَيْنَ ؟ قَالَ : الْبَصْرَةُ ، فَإِنَّ لِي بِهَا صَنَائِعَ ، وَلَهُمْ فِي طَلْحَةَ هَوًى ، فَقَالُوا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ دَعِي الْمَدِينَةَ ، وَاشْخَصِي مَعَنَا إِلَى الْبَصْرَةِ فَتُنْهِضِيهِمْ كَمَا أَنْهَضْتِ أَهْلَ مَكَّةَ ، فَإِنْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمْرَ كَانَ الَّذِي تُرِيدِينَ ، وَإِلا احْتَسَبْنَا وَدَفَعْنَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ بِجَهْدِنَا ، قَالَتْ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى حَفْصَةَ ، فَقَالَتْ : رَأْيٌ تَبَعٌ لِرَأْيِ عَائِشَةَ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا الْخُرُوجُ قَالُوا : كَيْفَ نَسْتَقِلُّ وَلَيْسَ مَعَنَا مَالٌ نُجَهِّزُ بِهِ النَّاسَ ؟ فَقَالَ يَعْلَي بْنُ أُمَيَّةَ : مَعِي سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَسِتُّ مِائَةِ بَعِيرٍ : فَارْكَبُوهَا ، فَقَالَ ابْنُ عَامِرٍ : مَعِي كَذَا وَكَذَا فَتَجَهَّزُوا بِهَا ، فَنَادَى الْمُنَادِي : إِنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ شَاخِصُونَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ إِعْزَازَ الإِسْلامِ ، وَقِتَالَ الْمُحِلِّينَ ، وَالطَّلَبَ بِثَأْرِ عُثْمَانَ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَرْكَبٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ جِهَازٌ فَهَذَا جِهَازٌ ، وَهَذِهِ نَفَقَةٌ ، فَحَمَلُوا سِتَّ مِائَةِ رَجُلٍ عَلَى سِتِّ مِائَةِ نَاقَةٍ ، سِوَى مَنْ كَانَ لَهُ مَرْكَبٌ ، وَكَانُوا جَمِيعًا أَلْفًا ، وَتَجَهَّزُوا بِالْمَالِ ، وَنَادَوْا بِالرَّحِيلِ وَاسْتَقَلُّوا ذَاهِبِينَ ، وَأَرَادَتْ حَفْصَةُ الْخُرُوجَ فَأَتَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَطَلَبَ إِلَيْهَا أَنْ تَقْعُدَ فَقَعَدَتْ ، وَبَعَثَتْ إِلَى عَائِشَةَ تَقُولُ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْخُرُوجِ ، فَقَالَتْ : يَغْفِرُ اللَّهُ لِعَبْدِ اللَّهِ . وَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ مَعَهُمْ مُرَحَّلَةٌ مِنْ مَكَّةَ ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِلْمُغِيرَةِ : مَا الرَّأْيُ ؟ قَالَ : الرَأْيُ وَاللَّهِ الاعْتِزَالُ ، فَإِنَّهُمْ مَا يَفْلَحُ أَمْرُهُمْ ، فَإِنْ أَظْفَرَهُ اللَّهُ أَتَيْنَاهُ ، فَقُلْنَا : كَانَ صَغْوُنَا مَعَكَ فَجَلَسَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |