تامير ابن عباس على البصرة وتولية زياد الخراج


تفسير

رقم الحديث : 729

وَحَدَّثَنَا وَحَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : " لَمَّا كَانَ النَّاسُ بِفِنَاءِ الْبَصْرَةِ لَقِيَهُمْ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْشُدُكِ اللَّهَ أَنْ تَقْدَمِي الْيَوْمَ عَلَى قَوْمٍ لَمْ تُرَاسِلِي مِنْهُمْ أَحَدًا ، فَأَرْسَلَتِ ابْنَ عَامِرٍ ، وَكَتَبَتْ إِلَى رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَإِلَى الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، فَدَعَا عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ ، وَأَلَزَّهُ بِأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ ، فَقَالَ : انْطَلِقَا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ فَاعْلَمَا عِلْمَهَا وَعِلْمَ مَنْ مَعَهَا ، فَخَرَجَا فَانْتَهَيَا إِلَيْهَا فَاسْتَأْذَنَا ، فَأُذِنَ لَهُمَا فَقَالا : إِنَّ أَمِيرَنَا بَعَثَنَا إِلَيْكِ يَسْأَلُكِ عَنْ مَسِيرَكِ ، فَهْل أَنْتِ مُخْبِرَتُنَا ؟ فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا مِثْلِي يَسِيرُ بِالأَمْرِ الْمَكْتُومِ ، إِنَّ الْغَوْغَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَمْصَارِ ، وَنُزَّاعَ الْقِبَائِلِ غَزَوْا حَرَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَحْدَثُوا فِيهِ الأَحْدَاثَ ، وَآوَوْا فِيهِ الْمُحْدِثِينَ ، فَاسْتَحَلُّوا الدَّمَ الْحَرَامَ فَسَفَكُوهُ وَانْتَهَبُوا ، فَخَرَجْتُ فِي الْمُسْلِمِينَ أُعْلِمُهُمْ مَا أَتَى هَؤُلاءِ الْقَوْمُ ، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتُوا فِي إِصْلاحِ هَذَا ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهَا فَأَتَيَا طَلْحَةَ ، فَقَالا : مَا أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ : الطَّلَبُ بِدَمِ عُثْمَانَ ، قَالا : أَلَمْ تُبَايِعْ عَلِيًّا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَاللُّجُّ عَلَى عُنُقِي ، وَمَا أَسْتَقِيلُ عَلِيًّا إِنْ هُوَ لَمْ يَحُلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَتَلَةِ عُثْمَانَ ، ثُمَّ أَتَيَا الزُّبَيْرَ ، فَقَالا لَهُ مِثْلَ مَا قَالا لِطَلْحَة ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَنَادَى عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فِي النَّاسِ ، وَأَمَرَهُمْ بِلُبْسِ السِّلاحِ ، وَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ إِنْ جَاءُوا خَائِفِينَ فَقَدْ جَاءُوا مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يَأْمَنُ بِهِ الطَّيْرُ ، وَإِنْ كَانُوا جَاءُوا يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ فَمَا نَحْنُ بِقَتَلَةِ عُثْمَانَ ، أَطِيعُونِي وَرُدُّوهُمْ ، فَقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ : إِنَّمَا فَزِعُوا إِلَيْنَا لِيَسْتَعِينُوا بِنَا عَلَى قَتَلَةِ عُثْمَانَ ، فَحَصِبَهُ النَّاسُ ، فَتَكَلَّمَ طَلْحَةُ فَدَعَا إِلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ ، فَتَحَاصَبَ النَّاسُ ، فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ وَقَالَتْ : يَنْبَغِي أَخْذُ قَتَلَةِ عُثْمَانَ ، فَتَحَاصَبَ الْقَوْمُ ، وَأَقْبَلَ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ فَأَنْشَبَ الْقِتَالَ ، وَأَصْحَابُ عَائِشَةَ كَافُّونَ إِلا مَا دَافَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ فَغَدَا حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ يُبَرْبِرُ وفَِي يَدِهِ الرُّمْحُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ : مَنِ الَّذِي تَسُبُّ ؟ قَالَ : عَائِشَةَ ، قَالَ : يَابْنَ الْخَبِيثَةِ ، أَلأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ هَذَا ، فَوَضَعَ حَكِيمٌ السِّنَانَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ اقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا ، وَمُنَادِي عَائِشَةَ يُنَاشِدُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْكَفِّ فَيَأْبَوْنُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لا تَقْتُلُوا إِلا مَنْ قَاتَلَكُمْ ، وَنَادَوْا : مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَلْيَكْفُفْ عَنَّا ، فَإِنَّا لا نُرِيدُ إِلا قَتَلَةَ عُثْمَانَ ، فَأَنْشَبَ حَكِيمٌ الْقِتَالَ ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.