وحَدَّثَنَا وحَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : " أَمَرَ عَلِيٌّ نَفَرًا بِحَمْلِ الْهَوْدَجِ مِنْ بَيْنَ الْقَتْلَى ، وَقَدْ كَانَ الْقَعْقَاعُ ، وَزُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْزَلاهُ عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ ، فَوَضَعَاهُ إِلَى جَنْبِ الْبَعِيرِ ، فَأَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ إِلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكِ الْبَرُّ ، قَالَتْ : عَقَقْتَ ، فَأَبَزُّوهَا بِهَوْدَجِهَا مِنَ الْقَتْلَى ، فَوَضَعُوهَا لَيْسَ قُرْبَهَا أَحَدٌ ، وَكَأَنَّ هَوْدَجَهَا فَرْخٌ مُقَصَّبٌ مِمَّا فِيهِ النَّبْلُ ، وَجَاءَ أَعْيَنُ بْنُ ضُبَيْعَةَ الْمُجَاشِعِيُّ حَتَّى اطَّلَعَ فِي الْهَوْدَجِ ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ لَعَنَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَى إِلا حُمَيْرَاءَ ، قَالَتْ : هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَكَ ، وَقَطَعَ يَدَكَ ، وَأَبْدَى عَوْرَتَكَ ، فَقُتِلَ بِالْبَصْرَةِ ، وَسُلِبَ ، وَقُطِعَتْ يَدُهُ ، وَرُمِيَ بِهِ عُرْيَانًا فِي خَرِبَةٍ مِنْ خِرَابِ الأَزْدِ ، فَارْتَقَى إِلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقَالَ : أَيْ أُمَّاهُ ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ ، قَالَتْ : غَفَرَ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ " .