عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى


تفسير

رقم الحديث : 797

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيْوَيَةَ ، قالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَهْمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : كُنْتُ للإسْلامِ مُجَانِبًا مُعَانِدًا ، حَضَرْتُ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَنَجَوْتُ ، ثُمَّ حَضَرْتُ أُحُدًا فَنَجَوْتُ ، ثُمَّ حَضَرْتُ الْخَنْدَقَ فَنَجَوْتُ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : كَمْ أُوضَعُ ؟ وَاللَّهِ لَيَظْهَرَنَّ مُحَمَّدٌ عَلَى قُرَيْشٍ ، فَلَمْ أَحْضُرِ الْحُدَيْبِيَةَ وَلَا صُلْحَهَا ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصُّلْحِ ، وَرَجَعَتْ قُرَيْشٌ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ يَدْخُلُ مُحَمَّدٌ إِلَى مَكَّةَ بِأَصْحَابِهِ ، مَا مَكَّةُ لَنَا بِمَنْزِلٍ وَلَا الطَّائِفُ ، وَمَا شَيْءٌ خَيْرٌ مِنَ الْخُرُوجِ ، وَأَنَا بَعْدُ نَأْيٌ عَنِ الإِسْلامِ ، أَرَى لَوْ أَسْلَمَتْ قُرَيْشٌ كُلُّهَا لَمْ أُسْلِمْ ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَجَمَعْتُ رِجَالا مِنْ قَوْمِي كَانُوا يَرَوْنَ رَأْيِي ، وَيَسْمَعُونَ مِنِّي وَيُقَدِّمُونِي فِيمَا نَابَهُمْ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : كَيْفَ أَنَا فِيكُمْ ؟ قَالُوا : ذُو رَأْيِنَا ، وَمَدَدُ وَهْنِنَا ، مَعَ يُمْنِ نَقِيبَةٍ وَبَرَكَةِ أَمْرٍ ، قُلْتُ : تَعْلَمُنَّ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الأُمُورَ ع لُوًّا مُنْكَرًا ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا ، قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قُلْتُ : نَلْحَقُ بِالنَّجَاشِيِّ فَنَكُونُ عِنْدَهُ ، فَإِنْ يَظْهَرْ مُحَمَّدٌ كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ تَحْتَ يَدَيْهِ أَحَبَّ إِلَيْنَا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ ، وَإِنْ تَظَهَرْ قُرَيْشٌ فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا ، قَالُوا : هَذَا الرَّأْيُ ، قُلْتُ : فَاجْمَعُوا مَا تُهْدُونَ لَهُ ، وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الأدَمُ ، فَجَمَعْنَا أَدَمًا كَثِيرًا ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَقَدِمْنَا عَلَى النَّجَاشِيِّ ، فَوَاللَّهِ إِنَّا عِنْد هُ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَيْهِ يُزَوِّجُهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَقُلْتُ لأَصْحَابِي : هَذَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ، وَلَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ سَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ سَرَرَتْ قُرَيْشًا ، وَكُنْتُ قَدْ أَجْزَأْتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ . فَدَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ ، فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِصَدِيقِي ، أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلادِكَ شَيْئًا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، أَيُّهَا الْمَلِكُ ، أَهْدَيْتُ لَكَ أَدَم كَثِيرًا ، ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَ يْهِ فَأَعْجَبَهُ ، وَفَرَّ قَ مِنْهُ أَشْيَاءَ بَيْنَ بَطَارِقَتِهِ ، وَأَمَرَ بِسَائِرِهِ ، فَأُدْخِلَ فِي مَوْضِعٍ ، فَلَ مَّا رَأَيْتُ طِيبَةَ نَفْسِهِ ، قُلْتُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ ، وَهُوَ رَسُولُ رَجُلٍ هُوَ عَدُوُّنَا ، وَقَدْ وَتَرَنَا وَقَتَلَ أَشْرَافَنَا وَخِيَارَنَا ، فَأَعْطِنِيهِ فَأَقْتُلُهُ ، فَغَضِبَ وَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفِي ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَسَرَهُ ، وَابْتَدَرَ مِنْخَرَايَ وَجَعَلْتُ أَتَلَقَّى الدَّمَ بِثِيَابِي ، وَأَصَابَنِي مِنَ الذُّلِّ مَا لَوْ شُقَّتِ الأَرْضُ دَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ مَا قُلْتُ مَا سَأَلْتُكَ إِيَّاهُ ، قَالَ : فَاسْتَحْيَا ، وَقَالَ : يَا عَمْرُو ، تَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَسُو لِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَنْ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى ، وَالَّذِي كَانَ يَأْتِي عِيسَى ، أُعْطِيكَهُ لِتَقْتُلَهُ ؟ قَالَ عَمْرٌو : وَغَيَّرَ اللَّهُ قَلْبِي عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي : عَرَفَ هَذَا الْحَقَّ الْعَرَبُ وَالْعَجَمُ ، وَتُخَالِفُ أَنْتَ ، قُلْتُ : وَتَشْهَدُ أَيُّهَا الْمَلِكُ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَم ، أَشْهَدُ بِهِ عِنْدَ اللَّهِ يَا عَمْرُو ، فَأَطِعْهُ وَاتَّبِعْهُ ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَلَى الْحَقِّ ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى كُلِّ مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ ، قُلْتُ : أَفَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الإِسْلَامِ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسْلامِ ، وَدَعَى لِي بِطِسْتٍ فَغَسَلَ عَنِّي الدَّمَ وَكَسَانِي ثِيَابًا ، وَكَانَتْ ثِيَابِي قَدِ امْتَلَأَتْ مِنَ الدَّمِ فَأَلْقَيْتُهَا ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي ، فَلَمّ ا رَأَوْا كِسْوَةَ الْمَلِكِ سُرُّوا بِذَلِكَ وَقَالُوا : هَلْ أَدْرَكْتَ مِنْ صَاحِبِكَ مَا أَرَدْتَ ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ : كَرِهْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ ، وَقُلْتُ : أَعُودُ إِلَيْهِ ، قَالُوا : الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ ، وَفَارَقْتُهُمْ وَكَأَنِّي أَعْمَدُ لِحَاجَةٍ ، فَعَمَدْتُ إِلَى مَوْضِعِ السُّفُنِ ، فَوَجَدْتُ سَفِينَةً قَدْ شُحِنَتَ تَدْفَعُ ، فَرَكِبْتُ مَعَهُمْ وَدَفَعُوهَا مِنْ سَاعَتِهِمْ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الشَّعْبِيَّةِ ، فَخَرَجْتُ بِهَا وَمَعِي نَفَقَةٌ وَابْتَعْتُ بَعِيرًا ، وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَدِينَةَ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ، ثُمَّ مَضَيْتُ إِذَا كُنْتُ بِالْهَدَّةَ إِذَا رَجُلانِ قَدْ سَبَقَا فِي بَعِيرٍ كَبِيرٍ يُرِيدَانِ مَنْزِلا ، وَأَحَدُهُمَا دَاخِلٌ فِي خَيْمَةٍ ، وَالآخَرُ قَائِمٌ يَمْسِكُ الرَّاحِلَتَيْنِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقُلْتُ : أَبَا سُلَيْمَانَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : مُحَمَّدًا ، دَخَلَ النَّاسُ فِي الإِسْلامِ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بِهِ طُعْمٌ ، وَاللَّهِ لَوْ أَقَمْنَا لأَخَذَ بِرِقَابِنَا كَمَا يُؤْخَذُ بِرَقَبَةِ الضَّبُعِ فِي مَغَارَتِهَا ، قُلْتُ : وَاللَّهِ وَأَنَا قَدْ أَرَدْتُ مُحَمَّدًا ، وَأَرَدْتُ الإِسْلامَ . وَخَرَجَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ ، فَرَحَّبَ بِي ، فَنَزَلْنَا جَمِيعًا فِي الْمَنْزِلِ ، ثُمَّ تَرَافَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَجُلٍ لَقِيَنَا بِبِئْرِ أَبِي عُتْبَةَ يَصِيحُ : يَا رَبَاحُ يَا رَبَاحُ ، فَتَفَاءَلْنَا بِقَوْلِهِ وَسُرِرْنَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَدْ أُعْطِيَتْ مَكَّةُ الْمُقَادَةَ بَعْدَ هَذَيْنِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي وَيَعْنِي خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا إِلَى الْمَسْجِدِ سَرِيعًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُبَشِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدُومِنَا ، وَكَانَ كَمَا ظَنَنْتُ وَأَنَخْنَا بِالْحَرَّةِ ، فَلَبِسْنَا مِنْ صَالِحِ ثِيَابِنَا ، وَنُودِيَ بِالْعَصْرِ ، فَانْطَلَقْنَا جَمِيعًا حَتَّى طَلَعْنَا عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لِوَجْهِهِ تَهَلُّلا وَالْمُسْلِمُونَ حَوْلَهُ قَدْ سُرُّوا بِإِسْلامِنَا ، فَتَقَدَّمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَبَايَعَ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ عُثْمَانُ فَبَايَعَ ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ ، فَوَاللَّهِ مَا هُو إِلا أَنْ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَرْفَعَ طَرْفِي إِلَيْهِ حَيَاءً مِنْهُ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَلَمْ يَغْفِرْ لِي مَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَالْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا " ، فَوَاللَّهِ مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِخَالِدٍ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فِي أَمْرِ حَرْبِهِ مِنْ حَيْثُ أَسْلَمْنَا ، وَلَقَدْ كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ ، وَلَقَدْ كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِتِلْكَ الْحَالِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة

عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ

صدوق حسن الحديث

ابْنُ الْفَهْمِ

صدوق حسن الحديث

ابْنُ مُعَاوِيَةَ

مجهول الحال

ابْنُ حَيْوَيَةَ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ

ثقة محدث

أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.