عبد الله بن عباس بن عبد الحميد بن عبد المطلب بن هاشم


تفسير

رقم الحديث : 894

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَبْرَةَ ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ ، قَالَ : كَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، يَقُولُ : مَا كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَشَدَّ كَرَاهِيَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ مِنِّي ، وَكُنْتُ امْرَأً شَرِيفًا قَدْ سُدْتَ قَوْمِي ، فَقُلْتُ : إِنِ اتَّبَعْتُهُ كُنْتُ دَنِيًّا ، وَكُنْتُ نَصْرَانِيًّا ، فَقُلْتُ لِغُلامٍ لِي : أَعِدَّ لِي مِنْ إِبِلِي أَجْمَالا ذُلَلا سِمَانًا أَحْبِسُهَا قَرِيبًا مِنِّي ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِجَيْشِ مُحَمَّدٍ قَدْ وَطِئَ هَذِهِ الْبِلادِ فَآذِنِّي فَإِنِّي أَرَى خَيْلَهُ قَدْ وَطِئَتْ بِلادَ الْعَرَبِ ، كُلَّهَا فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ غَدَاةٍ جَاءَنِي غُلامِي ، فَقَالَ : مَا كُنْتَ صَانِعًا إِذَا غَشِيَتْكَ خَيْلُ مُحَمَّدٍ فَاصْنَعْهُ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَايَاتٍ فَسَأَلْتُ عَنْهَا ، فَقِيلَ : هَذِهِ جُيُوشُ مُحَمَّدٍ ، قُلْتُ : قَرِّبْ لِي أَجْمَالِي فَقَرَّبَهَا فَاحْتَمَلْتُ بِأَهْلِي وَوَلَدِي ، ثُمَّ قُلْتُ : أَلْحَقُ بِأَهْلِ دِينِي مِنَ النَّصَارَى بِالشَّامِ وَخَلَّفْتُ ابْنَةَ حَاتِمٍ بِالْحَاضِرِ ، وَتَخَالَفَتْنِي خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَنُّوا الْغَارَةَ عَلَى مَحِلَّةِ آلِ حَاتِمٍ ، فَأَصَابُوا نِسَاءً وَأَطْفَالا وَشَاءً وَابْنَةَ حَاتِمٍ ، فَقُدِمَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ وَقَدْ بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَرَبِي فَجُعِلَتِ ابْنَةُ حَاتِمٍ فِي حَظِيرَةٍ بِبَابِ الْمَسْجِدِ كَانَتِ النِّسَاءُ يُحْبَسْنَ فِيهَا ، فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فَقَامَتْ إِلَيْهِ وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً جَزِلَةً ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاتَ الْوَلَدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : " فَإِنِّي فَعَلْتُ فَلا تَعْجَلِي بِخُرُوجٍ حَتَّى تَجِدِي مِنْ قَوْمِكِ مَنْ يَكُونُ لَكِ ثِقَةٌ " ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : " وَمَنْ وَافِدُكِ ؟ " ، قَالَتْ :عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : " الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " ، قَالَتْ : ثُمَّ مَضَى رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ وَتَرَكَنِي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِي ، فَقُلْتُ : مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِي وَقَدْ يَئِسْتُ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا رَجُلٌ خَلْفَهُ أَنْ قُومِي فَكَلِّمِيهِ فَقُمْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ ، هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : " فَإِنِّي قَدْ فَعَلْتُ فَلا تَعْجَلِي بِخُرُوجٍ حَتَّى تَجِدِي مِنْ قَوْمِكِ مَنْ يَكُونُ لَكِ ثِقَةً حَتَّى يَبْلُغَكِ إِلَى بِلادِكِ ثُمَّ آذِنِينِي " ، قَالَتْ : فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَشَارَ إِلَيَّ أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَقِيلُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَقَمْتُ حَتَّى رَكِبَ مِنْ قُضَاعَةَ ، قَالَتْ : وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ آتِيَ أَخِي بِالشَّامِ ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : قَدْ جَاءَ مِنْ قَوْمِي مَنْ لِي ثِقَةٌ وَبَلاغٌ ، فَكَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ وَحَمَلَنِي وَأَعْطَانِي نَفَقَةً ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ ، قَالَ عَدِيٌّ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَقَاعِدٌ فِي أَهْلِي إِذْ نَظَرْتُ إِلَى ظَعِينَةٍ تُصَوِّبُ إِلَيَّ تَؤُمُّنَا ، قُلْتُ : ابْنَةُ حَاتِمٍ ، فَإِذَا هِيَ هِيَ فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَيَّ انْسَحَلَتْ تَقُولُ : الْقَاطِعُ الظَّالِمُ ، احْتَمْلَتْ أَهْلَكَ وَوَلَدَكَ ، وَتَرَكْتَ بَقِيَّةَ وَالِدِكَ ، قُلْتَ : يَا أُخَيَّةُ لا تَقُولِي إِلا خَيْرًا ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا لِيَ مِنْ عُذْرٍ قَدْ صَنَعْتُ مَا ذَكَرْتِ ، ثُمَّ نَزَلَتْ فَأَقَامَتْ عِنْدِي ، فَقُلْتُ : مَا تَرَيْنَ فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ ، وَكَانَتْ حَازِمَةً وَكَانَتِ امْرَأَةً حَازِمَةً ، فَقَالَتْ : أَرَى وَاللَّهِ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ سَرِيعًا ، فَإِنْ يَكُنِ الرَّجُلُ نَبِيًّا فَالسَّبْقُ إِلَيْهِ أَفْضَلُ ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا فَلَنْ تُذَلَّ فِي عِزِّ الْيَمَنِ ، وَأَنْتَ أَنْتَ ، وَأَبُوكَ أَبُوكَ ، إِنِّي قَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ عِلْيَةَ أَصْحَابِهِ قَوْمُكَ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أُقْدِمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ وَهُوَ فِي مَسْجِدِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : " مَنِ الرَّجُلُ ؟ " ، فَقُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيْتِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَامِدٌ بِي إِلَى بَيْتِهِ إِذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلا تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ إِنَّ لِلْمَلِكِ حَالا غَيْرَ هَذَا ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٍ لِيفًا فَقَدَّمَهَا إِلَيَّ ، فَقَالَ : " اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ " . فَقُلْتُ : لا بَلْ أَنْتَ ، فَجَلَسَ عَلَيْهَا فَرَأَى فِي عُنُقِي وَثَنًا ذَهَبَ فَتَلَا هَذِهِ الآيَةَ " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ " . فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ ، فَقَالَ : " أَلَيْسَ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ " ، قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : " فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ " ، وَقَالَ : " إِيهِ يَا عَدِيُّ أَلَمْ تَكُنْ تَسِيرُ فِي قَوْمِكَ بِالْمِرْبَاعِ فِي مَالٍ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ " ، قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، قَالَ : " لَعَلَّكَ يَا عَدِيُّ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الدُّخُولِ ، فِي هَذَا الدِّينِ مَا تَرَى مِنْ حَاجَتِهِمْ ، فَوَاللَّهِ لَيَوشَكَنَّ هَذَا الْمَالُ أَنْ يَفِيضَ فِيهِمْ حَتَّى لا يُوجَدُ مَنْ يَأْخُذُهُ ، وَلَعَلَّكَ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ مَا تَرَى مِنْ عَدُوِّهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ ، فَوَاللَّهِ لَيُوشَكَنَّ أَنْ تَسْمَعَ بِالْمَرْأَةِ تَخْرُجُ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَى بَعِيرٍ حَتَّى تَزُورَ هَذَا الْبَيْتَ لا تَخَافُ ، وَلَعَلَّكَ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الدُّخُولِ أَنَّ الْمَلِكَ وَالسُّلْطَانَ فِي غَيْرِهِمْ ، وَايْمُ اللَّهِ لَيُوشَكَنَّ أَنْ تَسْمَعَ بِالْقُصُورِ الْبِيضِ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ قَدْ فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ " ، قَالَ عَدِيٌّ : فَأَسْلَمْتُ ، وَكانَ عَدِيٌّ َقُولُ : قَدْ مَضَتِ اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ ليقض الْمَال .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ

صحابي

أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ

مجهول الحال

أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَبْرَةَ

متهم بالوضع

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ

صدوق حسن الحديث

الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ

صدوق حسن الحديث

أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ

ثقة

أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ

ثقة محدث

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ

ثقة