محمد بن عمر بن واقد ابو عبد الله الواقدي المديني


تفسير

رقم الحديث : 933

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَيُّوِيَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَلالُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ، يَقُولُ : نَشَأْتُ وَأَنَا غُلامٌ لا مَالَ لِي مِنَ الدِّيوَانِ ، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قَوْمِي ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الطَّلاقِ فَعَيِيَ بِهَا وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَلا أَرَانِي مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنِّ يَعْقِلُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ " وَهُوَ لا يَدْرِي مَا هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ حَتَّى فَهِمْتُ ، فَرَحَلْتُ إِلَى الشَّامِ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَأَتَيْتُ حَلَقَةً وِجَاهَ الْمَقْصُورَةِ فَجَلَسْتُ فِيهَا ، فَنَسَبَنِي الْقَوْمُ ، فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ ، قَالُوا : أَهَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهِمْ ، فَقَالَ لِي الْقَوْمُ : هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَهُوَ جَائيكَ ، وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ هَذَا فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ عِلْمًا ، فَجَاءَ قَبِيصَةُ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ ، فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فصلى الصُّبْحَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ خَرَجَ الآذَانَ ، فَقَالَ : أَيْنَ هَذَا الْمَدِينِيُّ الْقُرَشِيُّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : هَا أَنَا ذَا ، قَالَ : فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ جَالِس ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ ، فَقَالَ : أوه قَوْم يَغَارُونَ فِي الْفِتَنِ . وَقَالَ : وَكَانَ مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، ثُمَّ قَالَ : مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، فَقَالَ : كَيْفَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَكَيْفَ حَالِهِ ؟ ثُمَّ قُلْتُ : وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ ، وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثُمَّ حَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : فَالْتَفَتُّ إِلَى قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، فَقَالَ : هَذَا يُكْتَبُ بِهِ إِلَى الآفَاقِ ، فَقُلْتُ : لا أَجِدُهُ أَخْلَى مِنْهُ السَّاعَةَ ، وَلَعَلِّي لا أَدْخُلُ عَلَيْهِ بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ ، فَقُلْتُ : إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِي ، فَإِنِّي رَجُلٌ لا دِيوَانَ لِي ، فَعَلْ ، فَقَالَ : إِيهَا الآنَ امْضِ لِشَأْنِكَ ، فَخَرَجْتُ مُوئِسًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ ، وَأَنَا حِينَئِذٍ مُقِلٌّ مُرْمِلٌ ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ لائِمًا لِي ، فَقَالَ لِي : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي ، أَلا اسْتَشَرْتَنِي ؟ قُلْتُ : ظَنَنْتُ وَاللَّهِ أَنِّي لا أَعُودُ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ ، قَالَ : وَلِمَ ظَنَنْتَ ذَلِكَ ؟ تَعُودُ إِلَيْهِ فَالْحَقْ بِي . فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ ، فَقَلَّ مَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ إِلَيَّ خَادِمُهُ ، بِرُقْعَةٍ فِيهَا : هَذِهِ مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا ، وَبَغْلَةٌ تَرْكَبُهَا ، وَغُلامٌ يَكُونُ مَعَكَ يَخْدِمُكَ ، وَعَشَرَةُ أَثْوَابٍ كِسْوَة ، فَقُلْتُ للرَّسُولِ : مِمَّنْ أَطْلُبُ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَلا تَرَى فِي الرُّقْعَةِ اسْمَ الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ ؟ فَنَظَرْتُ فِي طَرَفِ الرُّقْعَةِ فَإِذَا فِيهَا . تَأْتِي فُلانًا فَتَأْخُذُ مِنْهُ ذَلِكَ . قَالَ : فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ : قَهْرَمَانُهُ ، فَأَتَيْتُهُ بِالرُّقْعَةِ فَأَمَرَ لِي بِذَلِكَ مِنْ سَاعَتِهِ ، فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ رَشَّنِي ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى بَغْلَتِهِ فَسِرْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، فَقَالَ : احْضُرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَحَضَرْتُ فَأَوْصَلَنِي إِلَيْهِ ، وَقَالَ : إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَبْتَدِئَكَ وَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَلامَ ، فَجَعَلَ يُسَائِلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قُرَيْشٍ ، فَلَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ بِهَا مِنِّي . قَالَ : وَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَقْطَعَ ذَاكَ لِتَقَدُمِّهِ عَلَيَّ فِي الْعِلْمِ بِالنَّسَبِ ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الدَّوَاوِينِ . فَلَمَّا خَرَجَ قَبِيصَةُ ، قَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثْبَتَ فِي صَحَابَتِهِ وَأَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ رِزْقُ الصَّحَابَةِ ، وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ إِلَى أَرْفَع مِنْهَا ، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : وَكَانَ عَلَى عرضِ الصَّحَابَةِ رَجُلٌ فَظٌّ غَلِيظٌ ، فَتَخَلَّفْتُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ فَجَبَهَنِي جَبْهًا شَدِيدًا ، فَلَمْ أَعُدْ لِذَلِكَ التَّخَلُّفِ . وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ ، يَقُولُ : مَنْ لَقِيتَ ؟ فَجَعَلْتُ أُسَمِّي لَهُ وَأُخْبِرُهُ بِمَنْ لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ لا أَعْدُوهُمْ ، قَالَ : فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الأَنْصَارِ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا ؟ أَيْنَ أَنْتَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ؟ أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ؟ فَسَمَّى رِجَالا ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ وَسَمِعْتُ مِنْهُمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.