باب خلافة المهتدي بالله


تفسير

رقم الحديث : 1041

أنبأنا مُحَمَّد بن أبي طاهر , قَالَ : أَنْبَأَنَا علي بن المحسن عن أبيه , قَالَ : حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن مُحَمَّد بن عبد الواحد الهاشمي , قَالَ : سمعت العباس بن عمرو الغنوي , يقول : لِمَا أسرني أبو سعيد القرمطي , وأسر العسكر الذي كان بعثه معي المعتضد إلى قتاله , وحصلت في يده يئست من الحياة , فأنا يومًا على تلك الصورة , إذ جاءني رسوله , فأخذ قيودي , وغير ثيابي , وأدخلني إليه , فسلمت عليه وجلست . فقال : أتدري لم استدعيتك ؟ قلت : لا , قَالَ : إنك رجل عربي ومن المحال إذا استودعتك أمانة أن تخفيها ولا سيما مع مني عليك بنفسك , قلت : هو كذلك , فقال : إني فكرت , فإذا لا طائل في قتلك , وفي نفسي رسالة إلى المعتضد , لا يجوز أن يؤديها غيرك , فرأيت إطلاقك وتحميلك إياها إن حلفت أنك إن سيرتك إليه تؤديها , فحلفت له : فقال قل للمعتضد : يا هذا لم تخرق هيبتك , وتقتل رجالك , وتطمع أعداءك في نفسك , وتبعث في طلبي الجيوش , وأنا رجل مقيم في فلاة لا زرع فيها ولا ضرع , وقد رضيت لنفسي بخشونة العيش , والعز بأطراف هذه الرماح , ولا اغتصبتك بلدا , ولا أزلت سلطانك عن عملك , ومع هذا فوالله لو أنفذت إلى جيشك كله ما جاز يظفر بي , لأني رجل نشأت في القشف فاعتدته أنا ورجالي , ولا مشقة علينا فيه , وأنت تنفذ جيوشك من الجيوش والثلج والريحان , فيجيئون من المسافة البعيدة الشاقة , وقد قتلهم السفر قبل قتالنا , وإنما غرضهم أن يبلغوا غرضا من مواقفتنا ساعة ثم يهربون , وإن هم هزموني بعدت عشرين فرسخا أو ثلاثين , وجلت في الصحراء شهرا أو شهرين , ثم كبستهم على غرة فقتلتهم , وإن كانوا محتزبين فما يمكنهم أن يطوفوا خلفي في الصحارى , ولا تحملهم الإقامة في أماكنهم , فأنت تنفق الأموال وتكلف الرجال الأخطار , وأنا سليم من ذلك وهيبتك تتخرق في الأطراف , كلما جرى عليك هذا فإن اخترت بعد محاربتي فاستخرت الله , وإن أمسكت فذلك إليك . ثم سيرني وأنفذ معي عدة إلى الكوفة وسرت منها إلى الحضرة , ودخلت إلى المتعضد , فأخبرته بما قَالَ في خلوة فرأيته يتمعط في جلده غيظا حتى ظننت أنه سيسير إليه بنفسه , وخرجت فما رأيته بعد ذلك ذكره . قَالَ القاضي : كأنه عرف صدق قوله فكف عنه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.