ذكر طرف من سيرته


تفسير

رقم الحديث : 1035

أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد , أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي , عن علي بن المحسن , قَالَ : حدثني أبي , عن أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بن حمدون , قَالَ : قَالَ لي المعتضد ليلة وقد قدم إليه العشاء : لقمني , وكان الذي قدم دراريج وفراريج , فلقمته من صدر فروج , فقال : لا , لقمني من فخذه , فلقمته لقما , ثم قَالَ : هات من الدراريج فلقمته من أفخاذها . فقال : ويلك , هو ذا تتنادر على هات من صدورهن . فقلت : يا مولاي , ركبت القياس , فضحك . فقلت : أنا إلى كم أضحكك ولا تضحكني , قَالَ : شل المطرح وخذ ما تحته , فأشلته فإذا دينار واحد فقلت : آخذ هذا ؟ قَالَ : نعم . فقلت : بالله هو ذا تتنادر عليّ أنت الساعة علي خليفة يجيز نديمه بدينار . قَالَ : ويلك لا أجد لك في بيت المال حقا أكثر من هذا , ولا تسمح نفسي أن أعطيك شيئا من مالي , ولكن هو ذا أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار فقبلت يده , فقال : إذا كان غدا وجاء القاسم يعني ابن عبيد الله , فهو ذا أسارك حين تقع عيني عليه سرارا طويلا ألتفت فبه إليه كالمغضب , وانظر أنت إليه في خلال ذلك كالمخالس لي نظر الترثي له , فإذا انقطع السرار , فأخرج ولا تبرح من الدهليز أو يخرج فإذا خرج خاطبك بجميل , وأخذك إلى دعوته وسألك عن حالك فأشك الفقر والخلة , وقلة حظك مني , وثقل ظهرك بالدين والعيال , وخذ ما يعطيك , واطلب كل ما تقع عليه عينك , فإنه لا يمنعك حتى تستوفي الخمسة آلاف دينار , فإذا أخذتها فسيسألك عما جرى لَنَا فأصدقه , وإياك أن تكذبه , وعرفه أن ذلك حيلة مني عليه حتى وصل إليك هذا , وحدثه بالحديث كله على شرحه , وليكن إخبارك إياه بذلك بعد امتناع شديد وإحلاف مِنْهُ لك . بالطلاق والعتاق أن تصدقه , وبعد أن تخرج من داره تأخذ كل ما يعطيك إياه , وتجعله في بيتك , فلما كان من غد حضر القاسم فحين رآه بدأ يسارني وجرت القصة على ما وضعني عَلَيْهِ فخرجت , فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني , فقال لي : يا أبا مُحَمَّد ما هذا الجفاء , ما تجيئني وَلَا تزورني ولا تسألني حاجة ؟ فاعتذرت إليه باتصال الخدمة علي , فقال : ما تقنعني هذا إلا أن تزورني اليوم وتتفرج , فقلت : أنا خادم الوزير , فأخذني إلى طياره , وجعل يسألني عن حالي وأخباري , وأشكو إليه الخلة , والإضاقة , والدين , والبنات , وجفاء الخليفة , وإمساك يده , فيتوجع ويقول : يا هذا ما لي لك ولن يضيق عليك ما يتوسع علي , أو تتجاوزك نعمة تحصلت لِي , أو يتخطاك حظ نازل في فنائي , ولو عرفتني لعاونتك على إزالة هذا كله عنك فشكرته , وبلغنا داره , فصعد ولم ينظر في شيء , وَقَالَ : هذا يوم أحتاج أن أختص فيه بالسرور بأبي مُحَمَّد فلا يقطعني أحد عنه , فأمر كتابه بالتشاغل بالأعمال , وخلا بي في داره الخلوة , وجعل يحادثني ويبسطني , وقدمت الفاكهة , فجعل يلقمني بيده , وجاء الطعام , وكانت هذه سبيله وهو يستزيدني فلما جلس للشرب وقع لي بثلاثة آلاف دينار , فأخذتها في الوقت , وأحضرني ثيابا وطيبا ومركبا , فأخذت ذلك , وكانت بين يدي صينية فضة فيها مغسل فضة , وخردا ذي بلور وكوز وقدح بلور , فأمر بحمله إلى الطيارة , وأقبلت كل ما رأيت شيئا حسنا له قيمة وافرة طلبته , وحمل إلي فرشا نفيسا , أو قَالَ : هذا للبنات , فلما تقوص أهل المجلس خلا بي , وَقَالَ : يا أبا مُحَمَّد أنت عالم بحقوق أبي عليك , ومودتي لك . فقلت : أنا خادم الوزير . فقال : أريد أن أسألك عن شيء , وتحلف أنك تصدقني عنه , فقلت : السمع والطاعة , فحلفني بالله وبالطلاق والعتاق على الصدق , ثم قَالَ لي : بأي شيء سارك الخليفة اليوم في أمري ؟ فصدقته عن كل ما جرى حرفا بحرف , فقال : فرجت عني , وان يكون هذا هكذا مع سلامة نيته لي أسهل عنه كل ما جرى عليّ . فشكرته وودعته , وانصرفت إلى بيتي , فلما كان بالغد باكرت المعتضد , فقال : هات حديثك فنسقته عليه , فقال : احفظ الدنانير , ولا يقع لك أني أعمل مثلها معك بسرعة .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.