الطريق الثاني


تفسير

رقم الحديث : 675

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْحُسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ حَسَّانٍ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَثِيرًا مَا يُقَبِّلُ نَحْرَ فَاطِمَةَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَفْعَلْهُ . قَالَ : أَوَ مَا عَلِمْتِ يَا حُمَيْرَاءُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَسْرَى بِي إِلَى السَّمَاءِ أَمَر جِبْرِيلُ فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ وَوَقَفَنِي عَلَى شَجَرَةٍ مَا رَأَيْتُ أَطْيَبَ مِنْهَا رَائِحَةً وَلا أَطْيَبُ ثَمَرًا ، فَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ يَفْرُكُ وَيُطْعِمُنِي ، فَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُلْبِي مِنْهَا نُطْفَةً ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى الدُّنْيَا وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ ، كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ شَمَمْتُ نَحْرَ فَاطِمَةَ فَوَجَدْتُ رَائِحَةَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مِنْهَا وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَلا تَعْتَلُّ كَمَا يَعْتَلُّ أَهْلِ الدُّنْيَا " . هَذَا حديث موضوع لا يشك المبتدئ فِي العلم فِي وضعه فكيف بالمتبحر . ولقد كَانَ الَّذِي وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين ، وقد تلقفه مِنْهُ جماعة أجهل مِنْهُ فتعددت طرقه ، وذكره الإسراء كَانَ أشد لفضيحته ، فإن الإسراء كَانَ قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة ، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين ، فعلى قول من وضع هَذَا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين وأشهر ، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد كَانَ لفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة ، فسبحان من فضح هَذَا الجاهل الواضع ، على يد نفسه . ولقد عجبت من الدارقطني كيف خرج هَذَا الحديث لابن غيلان ، ثم خرجه لأبي بكر الشافعي أتراه أعجبته صحته ؟ ثم لم يتكلم عليه ولم يبين أنه موضوع ، وغاية ما يعتذر به أن يقول : هَذَا لا يخفى عن العلماء ، وإنما لا يخفى على العلماء . فمن أين يعلم الجهال الذين يسمعون هَذَا وكيف يصنع بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . وإنما يذكر العلماء مثل هَذَا فِي كتب الجرح والتعديل ليبينوا حال وضعه ، فأما فِي المنتقى والتخريج فذكره قبيح إلا أن يتكلموا عليه . وأما الطريق الأول والثاني عن عمر ففيهما الثوبان وَكَانَ كذابا . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ ابن عدي : كَانَ يحدث بالبواطيل ويسرق الحديث . وأما حديث ابن عباس ففيه الأبزاري ، وقد ذكرنا فيما تقدم أنه كذاب يضع الحديث . وأما حديث عائشة فالطريق الأول لا يعرف إلا من رواية أحمد بن الأحجم وقد كذبه علماء النقل ، وفى الطريق الثاني محمد بن الخليل . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يضع الحديث لا يحل ذكره . وفى الطريق الثالث غلام خليل وقد ذكرنا فيما مضى أنه كذاب يضع الحديث . وفى الطريق الرابع أبو قتادة ، وقد كانت تغلب عليه السلامة والغفلة فقد دس فِي حديثه . وقد قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : أبو قتادة لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : متروك الحديث . وَقَالَ البخاري : تركوه . قَالَ المصنف : فانظر إلى اختلاف ألفاظ هَذَا الحديث وتخليط الرواة فيه وذكرهم أنه كَانَ يدخل لسانه فِي فيها محال لا وجه لَهُ ، لأنه إنما رأته عائشة على ما زعموه يفعل هَذَا بعد دخوله بعائشة ، وقد كَانَ لفاطمة يومئذ من العمر نحو من عشرين سنة ، ومثل هَذَا لا يفعله إلا الزوج ، ولا يجوز للأب فكافأ الله من دس هذه القبائح من المنقولات .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

ثقة إمام في الحديث

سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ

ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ

متهم بالوضع

أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ

رأس في معرفة الحديث

أَبِي الْحُسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ

ثقة حافظ حجة

Whoops, looks like something went wrong.