أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَنْبَأَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حُكِيَ أنَّ بَعْضَ الْمُتْرَفِينَ مَالَ إِلَى طَرِيقَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ ، وَاسْتُصْرِفَ لِصُحْبَتِهِمْ وَالاخْتِلاطِ بِهِمْ ، فَشَاوَرَ فِي هَذَا بَعْضَ مَشْيَخَتِهِمْ ، فَرَدَّهُ عَمَّا تَشَرَّفَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا وَحَذَّرَهُ ، فَأَبَتْ نَفْسُهُ إِلا إِجَابَةَ مَا جَذَبَتْهُ الدَّوَاعِي إِلَيْهِ ، فَمَالَ إِلَى فَرِيقٍ مِنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ فَتَعَلَّقَ بِهِمْ ، ثُمَّ صَحِبَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْحَجِّ ، فَعَجَزَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَنْ مُسَايَرَتِهِمْ ، وَقَصَّرَ عَنِ اللِّحَاقِ بِهِمْ ، فَمَضَوْا وَتَخَلَّفَ عَنْهُمْ ، فَاسْتَنَدَ إِلَى بَعَضِ الْأَمْيَالِ إِرَادَةَ الاسْتِرَاحَةِ مِنَ الْإِعْيَاءِ وَالْكَلالِ ، فَرَآهُ الشَّيْخُ الَّذِي شَاوَرَهُ فِيمَا حَصَلَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَتَسَنَّمَهُ فَنَهَاهُ وَحَذَّرَهُ ، فقال هذا الشيخ مخاطبا له إن الذين بخير كنت تذكرهم قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا فقال له الفتى فما أصنع الآن ؟ فقال لا تطيقن حياة عند غيرهم فليس يحييك إلا من توفاكا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |