وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ ، فَقَالَ : عِظْنِي وَأَوْجِزْ . قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ حَلالَهَا حِسَابٌ ، وَإِنَّ حَرَامَهَا عِقَابٌ . قَالَ : لَقَدْ أَوْجَزْتَ ، فَمَا مَالُكَ ؟ قَالَ : الثِّقَةُ بِاللَّهِ ، وَالإِيَاسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ . قَالَ : ارْفَعْ حَوَائِجَكَ . قَالَ : هَيْهَاتَ ، قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ ، فَمَا أَتَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ ، وَمَا مَنَعَنِي مِنْهَا رَضِيتُ ، وَقَدْ نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ فَإِذَا هُوَ شَيْئَانِ : أَحَدُهُمَا لِي وَالآخَرُ لِغَيْرِي ، فَأَمَّا مَا كَانَ لِي ، فَلَوِ احْتَلْتُ بِكُلِّ حَيْلَةٍ مَا وَصَلْتُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَوَانِهِ الَّذِي قَدْ قُدِّرَ لِي ، وَأَمَّا الَّذِي لِغَيْرِي فَذَاكَ الَّذِي لا أُطْمِعُ نَفْسِي فِيهِ ، فَكَمَا مُنِعَ غَيْرِي رِزْقِي ، مُنِعْتُ رِزْقَ غَيْرِي ، فَعَلامَ أَقْتُلُ نَفْسِي ؟ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |