أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِيرِيُّ ، أَنْبَأنَا ابْنُ بَاكَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِكَيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ ، قَالَ : " حَجَجَتُ أَنَا وَأَبُو سُلَيْمَانَ ، فِبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرِ إِذْ سَقَطَتِ السَّطْيحَةُ مِنِّي ، وَكَانَ بَرْدٌ عَظِيمٌ ، فَأَخْبَرْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ ، فَقَالَ : هَلُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَقُلْ : يَا رَبَّ الضَّالَّةِ وَيَا هَادِيَ الضَّالَّةِ ، رُدَّ الضَّالَّةَ ، فَإِذَا بِوَاحِدٍ يُنَادِي : مَنْ ذَهَبْتَ لَهُ سَطْيحَةٌ ؟ فَأَخَذْتُهَا . فَقَالَ لِي أَبُو سُلَيمَانَ : لا يَتْرُكُنَا بِلا مَاءٍ . فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَلَيْهِ طِمْرَانَ رَثَّانِ ، وَقَدْ تَدَرَّعْنَا بِالْفِرَاءِ مَنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ ، وَهُوَ يَرْشَحُ عَرَقًا ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ : أَلا نُدَثِّرُكَ بِبَعْضِ مَا عِنْدَنَا ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا دَارَانِيُّ ! الْحَرُّ وَالْبَرْدُ خَلْقَانِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ أَمَرَهُمَا أَنْ يَغْشَيَانِي أَصَابَانِي ، وَإِنَّ أَمْرَهُمَا أَنْ يَتْرُكَانِي تَرَكَانِي ، يَا دَارَانِيُّ ، تَصِفُ الزُّهْدَ وَتَخَافُ من الْبَرْدَ ؟ أَنَا أَسِيحُ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً مَا انْتَفَضْتُ وَلا ارْتَعَدْتُ ، يُلبِسُنِي فِي الْبَرْدِ فَيْحًا مِنْ مَحَبَّتِهِ ، وَيُلْبِسُنِي فِي الصَّيْفِ بُرْدَ مَحَبَّتِهِ ، ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ يَقُولُ : يَا دَارَانِيُّ تَبْكِي وَتَصِيحُ وَتَسْتَرِيحُ إِلَى التَّرْوِيحِ ، فَكَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ يَقُولُ : لَمْ يَعْرِفْنِي غَيْرُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |