أَنْبَانَا الْحَرِيرِيُّ ، عَنِ الْعُشَارِيِّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهَاشِمِيُّ ، أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الوليد الأَزْرَقِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : كَانَتِ الْكَعْبَةُ تُكْسَى فِي كُلِّ سَنَةٍ كِسْوَتَيْنِ : كِسْوَةَ دِيبَاجٍ ، وَكِسْوَةَ قَبَاطِيٍّ ، فَأَمَّا الدِّيبَاجُ فَتُكْسَاهُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَيُعَلَّقُ الْقَمِيصُ ؛ وَيُدَلَّى وَلا يُخَاطُ ، فَإِذَا صَدَرَ النَّاسُ مِنْ مِنًى خِيطَ الْقَمِيصُ ، وَتُرِكَ الإِزَارُ حَتَّى يَذْهَبَ الْحَاجُّ ، لِئَلا يَخْرِقُوهُ ، فَإِذَا كَانَ الْعَاشُورَاءُ عُلِّقَ الإِزَارُ ، فَوُصِلَ بِالْقَمِيصِ ، وَلا تَزَالُ هَذِهِ الْكِسْوَةُ كِسْوَةُ الدِّيبَاجِ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ ، فَتُكْسَى الْقَبَاطِيَّ إِلَى الْفِطْرِ ، فَلَمَّا كَانَتْ خِلافَةُ الْمَأْمُونِ ، رُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّ الدِّيبَاجَ يَبْلَى وَيَتَخَرَّقُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ عِيدَ الْفِطْرِ ، وَيُرَقَّعُ حَتَّى يَسْمُجَ . فَسَأَلَ مُبَارَكًا الطَّبَرِيَّ مَوْلاهُ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ وَصَوَافِيهَا ، فِي أَيِّ كِسْوَةٍ الْكَعْبَةُ أَحْسَنُ ؟ فَقَالَ لَهُ : فِي الْبَيَاضِ ، فَأَمَرَ بِكِسْوَةٍ مِنْ دِيبَاجٍ أَبْيَضَ فَعُمِلَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ ، وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَى الْكَعْبَةِ ، فَصَارَتِ الْكَعْبَةُ تُكْسَى ثَلاثَ كُسِيًّ : الدِّيبَاجُ الأَحْمَرُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، وَالْقَبَاطِيُّ يَوْمَ هِلالِ رَجَبٍ ، وَجُعِلَتْ كِسْوَةُ الدِّيبَاجِ الأَبْيَضِ يَوْمَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ لِلْفِطْرِ . ثُمَّ رُفِعَ إِلَى الْمَأْمُونِ أَنَّ إِزَارَ الدِّيبَاجِ الأَبْيَضِ يَنْخَرِقُ فِي أَيَّامِ الْحَجِّ ، مِنْ مَسِّ الْحَاجِّ قَبْلَ أَنْ يُخَاطَ عَلَيْهَا إِزَارُ الدِّيبَاجِ الأَحْمَرِ الَّذِي يُخَاطُ فِي الْعَاشُورَاءِ ، فَبَعَثَ بِفُضَلِ إِزَارٍ أَبْيَضَ تُكْسَاهُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، أَوْ يَوْمَ سَابِعٍ فَيُسْتَرُ بِهِ مَا تَخَرَّقَ مِنَ الإِزَارِ الَّذِي كُسِيَتْهُ لِلْفِطْرِ ، إِلَى أَنْ يُخَاطَ عَلَيْهَا إِزَارُ الدِّيبَاجِ الأَحْمَرِ فِي الْعَاشُورَاءِ . ثُمَّ رُفِعَ لِلْمُتَوَكِّلِ أَنَّ إِزَارَ الدِّيبَاجِ الأَحْمَرِ يَبْلَى قَبْلَ هِلالِ رَجَبٍ مِنْ مَسِّ النَّاسِ وَتَمَسُّحِهِمْ بِالْكَعْبَةِ ، فَزَادَهَا إِزَارَيْنِ مَعَ الإِزَارِ الأَوَّلِ ، فَأَزَالَ قَمِيصَهَا الدِّيبَاجَ الأَحْمَرَ وَأَسْبَلَهُ حَتَّى بَلَغَ الأَرْضَ ، ثُمَّ جَعَلَ الإِزَارَ فَوْقَهُ ، كُلَّ شَهْرَيْنِ إِزَارٌ ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، ثُمَّ كَتَبَ الْحَجَبَةُ إِلَيْهِ أَنَّ إِزَارًا وَاحِدًا مَعَ مَا أُزِيلَ مِنْ قَمِيصِهَا يُجْزِئُ ، فَصَارَ يَبْعَثُ بِإِزَارٍ وَاحِدٍ ، وَأَمَرَ بِإِزَالَةِ الْقَمِيصِ الْقَبَاطِيِّ ، حَتَّى بَلَغَ الشَّاذُورَانَ .