وَبِالإِسْنَادِ ، قَالَ وَبِالإِسْنَادِ ، قَالَ الْقُرَشِيُّ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ ، قَالَ : مَرَّ صَالِحٌ الْمُرِيُّ بِقَصْرٍ قَدْ خَرِبَ ، وَبِفِنَائِهِ قَبْرَانِ ، وَأَسْوَدٌ جَالِسٌ عِنْدَهَا ، فَقَالَ : يَا صَالِحُ ، ادْنُ تَرَى عِبَرًا ، فَإِنَّ رَبَّا هَذَا الْقَصْرِ صَارَا إِلَى مَا تَرَى ، قَالَ : وَعَلَى الْقَبْرِ مَكْتُوبٌ : يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ سِيرُوا الْيَوْمَ وَاعْتَبِرُوا فَعَنْ قَلِيلٍ تَكُونُوا مِثْلَنَا عِبَرَا كُنَّا وَكَانَتْ لَنَا الدُّنْيَا بِلَذَّتِهَا فَمَا اعْتَبَرْنَا وَمَا كُنَّا لِنَزْدَجِرَا حَتَّى رَمَانَا الرَّدَى مِنْهُ بِأَسْهُمِهِ فَلَمْ يُبْقِ لَنَا عَيْنًا وَلا أَثَرَا وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : هَذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمْ فِي ظِلِّ عَيْشٍ عَجِيبٍ مَا لَهُ خَطَرُ صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا إِلَى الْقُبُورِ فَلا عَيْنٌ وَلا أَثَرُ وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : يَمُرُّ أَقَارِبِي جَنَبَاتِ قَبْرِي كَأَنَّ أَقَارِبِي لَمْ يَعْرِفُونِي وَقَدْ أَخَذُوا سِهَامَهُمُ وَعَاشُوا فَيَا اللَّهَ أَسْرَعَ مَا نَسُونِي وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ دُمُوعِي جَمَّةً أَرَى الأَرْضَ تَبْقَى وَالأَخِلَّةَ تَذْهَبُ أَخِلايَ لَوْ غَيْرَ الْمَمَاتِ أَصَابَكُمْ عَتِبْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى الْمَوْتِ مُعْتِبُ وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : تَزَوَّدْ قَرِينًا مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا قَرِينُ الْفَتَى فِي الْقَبْرِ مَا كَانَ يَعْمَلُ فَإِنْ تَكُ مَشْغُولا فَلا تَكُ يَا فَتَى بِغَيْرِ الَّذِي يَرْضَى بِهِ اللَّهُ تُشْغَلُ فَلَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ إِلَى قَبْرِهِ إِلا الَّذِي كَانَ يَفْعَلُ أَلا إِنَّمَا الإِنْسَانُ ضَيْفٌ لأَهْلِهِ يُقِيمُ قَلِيلا عِنْدَهُمْ ثُمَّ يَرْحَلُ وَقُرِئَ عَلَى قَبْرِ مُحِبَّيْنِ : كُنَّا عَلَى ظَهْرِهَا وَالدَّهْرُ فِي مَهَلٍ وَالْعَيْشُ وَالدَّارُ وَالْوَطَنُ فَفَرَّقَ الدَّهْرُ بِالتَّصْرِيفِ أُلْفَتَنَا فَالْيَوْمَ يَجْمَعُنَا فِي بَطْنِهَا الْكَفَنُ وَقُرِئَ عَلَى بَابِ قَصْرٍ : أَصْبَحُوا بَعْدَ اجْتِمَاعٍ فُرَقَا وَكَذَا كُلُّ جَمِيعٍ مُفْتَرِقْ ضَحِكُوا وَالدَّهْرُ عَنْهُمْ سَاكِتٌ ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقْ وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ خَلْقَهُ لِقَاؤُكَ لا يُرْجَى وَأَنْتَ قَرْيبُ يَزِيدُ بِلًى فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَتُنْسَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ : وَلَقَدْ وَقَفْتَ كَمَا وَقَفْتُ وَلَقَدْ نَظَرْتَ فَمَا اعْتَبَرْتُ حَصِّلْ لِنَفْسِكَ مَنْزِلا قَبْلَ الْحُصُولِ كَمَا حَصَّلْتُ وَأَمَرَ الصَّاحِبُ بْنُ عَبَّادٍ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى قَبْرِهِ : أَيُّهَا الْمَغْرُورُ فِي الدُّنْيَا بِعِزٍّ يَقْتَنِيهِ وَبِأَهْلٍ وَبِمَالٍ وَبِقَصْرٍ تَبْتَنِيهِ كَمْ عَلَيْهَا قَدْ سَحَبْنَا ذَيْلَ سُلْطَانِ وَتِيهِ نَحْسَبُ الأَفْلاكَ تَجْرِي بِخُلُودٍ نَرْتَجِيهِ إِذْ طَوَانَا الدَّهْرُ طَيَّا فَاعْتَبِرْ مَا نَحْنُ فِيهِ .