قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : " وَكَانَ0 قَوْمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبَدُوا الشعري العبور وَفُتِنُوا بِهَا ، وَكَانَ أَبُو كَبْشَةَ الَّذِي كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَنْسِبُونَ إِلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوَّلَ مَنْ عَبَدَهَا ، وَقَالَ : قَطَعَتِ السَّمَاءَ عَرْضًا وَلَمْ يَقْطَعِ السَّمَاءَ عَرْضًا غَيْرُهَا ، وَعَبَدَهَا وَخَالَفَ قُرَيْشًا ، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَعَا إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَتَرْكِ الأَوْثَانِ ، قَالُوا : هَذَا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ أَيْ شَبْهَهُ وَمِثْلَهُ فِي الْخِلافِ ، كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمَرْيَمَ : يَا أُخْتَ هَارُونَ ، أَيْ يَا شَبِيهَةَ هَارُونَ فِي الصَّلاحِ ، وَهُمَا شَعْرَيَانِ إِحْدَاهُمَا هَذِهِ ، وَالشَّعْرَى الأُخْرَى هِيَ الْغُمَيْصَاءُ ، وَهِيَ تُقَابِلُهَا وَبَيْنَهَا الْمَجَرَّةُ ، وَالْغُمَيْصَاءُ فِي الذِّرَاعِ الْمَبْسُوطِ فِي جَبْهَةِ الأَسَدِ ، وَتِلْكَ فِي الْجَوْزَاءِ ، وَزَيَّنَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ لآخَرِينَ عِبَادَةَ الْمَلائِكَةِ ، وَقَالُوا : هِيَ بَنَاتُ اللَّهِ تَعَالَى ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَزَيَّنَ لآخَرِينَ عِبَادَةَ الْخَيْلِ وَالْبَقَرِ ، وَكَانَ السَّامِرِيُّ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ فَلِهَذَا صَاغَ عِجْلا ، وَجَاءَ فِي التَّعْبِيرِ أَنَّ فِرْعَوْنَ ، كَانَ يَعْبُدُ تَيْسًا وَلَيْسَ فِي هَؤُلاءِ مَنْ أَعْمَلَ فِكْرَهُ وَلا اسْتَعْمَلَ عَقْلَهُ فِي تَدْبِيرِ مَا يَفْعَلُ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " .