تفسير

رقم الحديث : 61

أخبرنا الأصيل أبو العباس أحمد بن أبي منصور بن محمد ، ثنا الصوفي ، وأبو غالب زهير بن محمد بن أَحْمَد يعرف بشعرانة ، قالا : أنبا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي ، قال أحمد : إجازة ، وقال زهير : سماعا ، أنبا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني ، أنبا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي ، ثنا الحسين بن عبد الله الصوفي ، بمصر ، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بْن عمر الدينوري ، قراءة علينا ، ثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي الخياط ، قال : قَالَ أبو حمزة مُحَمَّد بن إبراهيم الصوفي حدثني إِبْرَاهِيم بْن المهلب أبو الأشهب السائح ، قال : " رأيت غلاما جميلا بين الثعلبية والخزيمية قائما يصلي عند بعض الأميال ، وما معه أحد قد انقطع عن الناس ، فانتظرته حتى قضى صلاته ، قال : قلت له : أما معك مؤنس ؟ قال : بلى . قلت : وأين هو ؟ قال : أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن يميني وفوقي . فعلمت أن عنده معرفة ، قلت : أما معك زاد ؟ قال : بلى . قلت : وأين هو ؟ قال : الإخلاص لله عز وجل ، والتوحيد له ، والإقرار بنبيه صلى الله عليه وسلم ، وإيمان صادق ، وتوكل واثق . قلت : هل لك في مرافقتي ؟ قال : الرفيق يشغل عن الله عز وجل ، ولا أحب أن أرافق أحدا ، فأشتغل بِهِ طرفة عين ، فيقطعني عن بعض ما أنا عليه . قلت : أما تستوحش في هذه البراري وحدك ؟ قال : إن الأنس بالله عز وجل قطعني عن كل وحشة ، حتى لو كنت مع السباع لا أخافها ، ولا استوحشت منها . قلت : فمن أين تأكل ؟ قال : الذي غذاني في ظلمة الأرحام صغيرا ، قد تكفل لي برزقي كبيرا . قلت : على ذلك ، قال : لي حد معلوم ، ووقت مفهوم ، وإذا احتجت إلى الطعام ، أصبته في أي موضع كنت ، وقد علم ما يصلحني ، وهو غير غافل عني ، قلت : ألك حاجة ؟ قال : نعم . قلت : وما هي ؟ قال : إن رأيتني فلا تكلمني ، ولا تعلم أحدا أنك عرفتني . قلت : ذلك لك ، ألك حاجة غيرها ؟ قال : نعم ، قلت : وما هي ؟ قال : إن استطعت أن لا تنساني في دعائك ، وعند الشدائد إذا نزل بك فافعل . قلت : كيف يدعو مثلي لمثلك ؟ وأنت أفضل مني خوفا ونصبا وتوكلا . فقال لا ، لا تقل هذا ، فإنك قد صليت لله عز وجل قبلي ، وصمت قبلي ، ولك حق الإسلام بمعرفة الإيمان . قلت : فإن لي إليك حاجة . قال : ما هي ؟ قلت : ادع الله لي . قال : حجب الله قلبك عن كل معصية ، وألهم قلبك الفكر فيما يرضه ، حتى لا يكون لك هم إلا هو . قلت : يا حبيبي متى ألقاك ؟ وأين أطلبك ؟ فقال : أما في الدنيا فلا تحدث نفسك بلقائي فيها ، وأما الآخرة فإنها مجمع المتقين ، وإياك أن تخالف الله عز وجل فيما أمرك وندبك إليه ، وإن كنت تبغي لقائي ، فاطلبني مع الناظرين إلى الله عز وجل فإني في زمرتهم . قال : وكيف علمت ذلك ؟ قال : بغضي طرفي عن كل محرم وباجتنابي ، وقد سألته أن يجعل حظي منه النظر إليه ، ثم صاح ، وأقبل يسعى حتى غاب عني ، فلم أره بعد ذلك .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.