أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ النَّحْوِيُّ ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَسْلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ ضُمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " دَخَلَ أَبِي عَلَى أُمِّ عُمَارَةَ ، فَرَأَيْتُ يَدَهَا مَقْطُوعَةً ، فَجَعَلَتْ تَمْسَحُ عَلَى رَأْسِي ، وَبَرَّكَتْ عَلَيَّ ، وَإِنَّمَا أَدْخَلَنِي أَبِي عَلَيْهَا لِذَلِكَ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ ، ثُمَّ بَلَغْتُ فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ وَذَكَرْتُ يَدَهَا ، وَأَخْبَرْتُهُ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَمَسَحَتْ رَأْسِي بِيَدِهَا الْمُصَابَةُ ، فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ : رَحِمَهَا اللَّهُ ، فَقُلْتُ : هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجَتْ فِي الرِّدَةِ غَيْرَهَا ؟ فَقَالَ : لا ، وَذَلِكَ " أَنَّ ابْنَهَا حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ كَانَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِعُمَانَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ عُمَانٍ ، فَسَمِعَ بِهِ مُسَيْلَمَةُ فَاعْتَرَضَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَسَبَقَهُ ، وَكَانَ عَمِّي حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الأَسْلَمِيُّ فِي السَّاقَةِ ، فَأَصَابَهُمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : أَتَشْهَدَانِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَأَقَرَّ الأَسْلَمِيُّ بِمَا قَالَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ فِي حَدِيدٍ ، وَأَمَّا عَمِّي فَقَالَ لَهُ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : " لا أَسْمَعُ " ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِّعَتْ يَدُهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ : أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَيَقُولُ : لا أَسْمَعُ ، حَتَّى قَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا ، فَقَطَعَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَنْكَبَيْنِ ، وَرِجْلَيْهِ مِنَ الْوِرْكَيْنِ ، فَقَالَ : أَتْشَهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : لا أَسْمَعُ ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَحَرَقَهُ بِالنَّارِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَتْشَهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : لا أَسْمَعُ ، فَتَرَكَهُ فِي النَّارِ حَتَّى مَاتَ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ جَدَّتِي أُمُّ عُمَارَةَ عَاهَدَتِ اللَّهَ : إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ لا أَكْذِبُ عَنْهُ أَوْ أُقْتَلُ دُونَهُ ، فَلَمَّا تَهَيَّأَ بَعْثُ خَالِدٍ إِلَى الْيَمَامَةِ جَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَتْهُ لِلْخُرُوجِ ، فَقَالَ : مَا مِثْلُكِ يُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخُرُوجِ ، وَقَدْ عَرْفَنَا جَزَاءُكِ فِي الْحَرْبِ ، فَاخْرُجِي عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، وَأَوْصَى خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَا ، وَكَانَ مُسْتَوْصِيًا بِهَا مُتَعَاهِدًا لَهَا ، فَلَمَّا انْتَهُوا إِلَى الْيَمَامَةِ وَاقْتَتَلُوا تَدَاعَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَئِذٍ : أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا ، قَالَتْ : قَلَّمَا انْتَهْيَنَا إِلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ لَمْ يَخْلُصْ ، حَتَّى قُلْتُ : لا يَخْلُصُ ، وَازْدَحَمْنَا عَلَى البَابِ ، وَأَهْلُ النَّجْدَةِ مِنْ عَدُوِّنَا فِي الْحَدِيقَةِ قَدِ انْحَازُوا يَكُونُونَ فِيهِ لِمُسَيْلَمَةَ ، فَأَقْحَمْنَا فَضَارَبْنَاهُمْ سَاعَةً ، وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَبْذَلُ لِمُهَجِ أَنْفُسِهِمْ مِنْهُمْ ، وَجَعَلْتُ أَقْصِدُ لِعَدُوِّ اللَّهِ مُسَيْلَمَةَ لا أَرَاهُ ، وَقَدْ عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ لا أَكْذِبُ عَنْهُ أَوْ أُقْتَلُ دُونَهُ ، وَجَعَلَتِ الرِّجَالُ تَخْتَلِطُ ، وَالسُّيُوفُ بَيْنَهُمْ ، وَخَرُسَ الْقَوْمُ فَلا صَوْتَ إِلا وَقْعَ السُّيُوفِ ، حَتَّى بَصَرْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ ، فَأَشُدُّ عَلَيْهِ وَيَعْتَرِضُنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَضَرَبَ يَدِي فَقَطَعَهَا ، فَوَاللَّهِ مَا عَرَّجْتُ عَلَيْهَا حَتَّى أَنْتَهِي إِلَى الْخَبِيثِ وَهُوَ صَرِيعٌ ، وَأَجِدُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَدْ قَتَلَهُ ، فَحَمَدْتُ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ ، فَلَمَّا انْقَطَعَتِ الْحَرْبُ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، جَاءَنِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَنْزِلِي بِطبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ ، فَدَاوَانِي بِالزَّيْتِ الْمَغْلِي فَكَانَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنَ الْقَطْعِ ، وَكَانَ خَالِدٌ كَثِيرَ التَّعَاهُدِ لِي ، حَسَنَ الصُّحْبَةِ ، يَعْرِفُ حَقَّنَا وَيَحْفَظُ فِينَا وَصَيَّةَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ عَبَّادُ : فَقُلْتُ : يَا جَدَّةُ ، أُكْثِرَتِ الْجِرَاحَ فِي الْمُسْلِمِينَ ؟ فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، لَقَدْ تَحَاجَزَ النَّاسُ ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَجَرْحَى كُلُّهُمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُ بَنِي أَبِي مُجَرَّحِينَ مَا بِهِمْ حَرَكَةٌ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بِضَعَةَ عَشَرَ رَجُلا لَهُمْ أَنِينٌ ، يُكْمِدُونَ لَيْلَتَهُمْ بِالنَّارِ ، وَلَقَدْ أَقَامَ النَّاسُ بِالْيَمَامَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَعْدَ وَضْعِ الْحَرْبِ أَوْزَارَهَا ، وَمَا يُصَلِّي مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ إِلا نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَذَلِكَ أَنَّا أُتِينَا مِنَ قِبَلِ الأَعْرَابِ انْهَمَكُوا بِالْمُسْلِمِينَ ، إِلا إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ طيِّئًا قَدْ أَبْلَتْ يَوْمَئِذٍ بَلاءً حَسَنًا ، لَقَدْ رَأَيْتُ عُدَيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَوْمَئِذٍ يَصِيحُ فِيهِمْ : فِدَاءً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي ، اصْبِرُوا لِوَقْعِ الأَسْلِ ، وَأَنَّ ابْنِي زَيْدٍ الْخَيْلُ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلانِ قِتَالا شَدِيدًا " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَحَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ ، قَالَ : جُرِحَتْ أُمُّ عُمَارَةَ أَحَدَ عَشَرَ جُرْحًا ، أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا مِنْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ ، وَقُطِعَتْ يَدَهَا سِوَى ذَلِكَ ، فَرُئِيَ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُ عَنْهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |