ابن خزيمة النيسابوري ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري


تفسير

رقم الحديث : 105

قرأت على أبي عبد الله مُحَمَّد بْن أبي القاسم الحاكم ، عن أبي عبد الله مُحَمَّد بْن أبي العباس الرازي ، عن أبيه . وأنبأنا أَبُو طَاهِر السِّلفيُّ ، وأبو مُحَمَّد العثماني ، قالا : أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابن أحمد بْن إبراهيم الرازي ، بالإسكندرية ، قراءة عليه ، عن أبيه أبي العباس الفقيه ، أن أبا الحسن مُحَمَّد بْن المغلس بْن جعفر البزاز أخبرهم بمصر ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الحسن بْن رشيق العسكري المعدل ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن سعيد بْن عبد الرحمن بْن ماهان التُسْتَريُّ شيخ حافظ ، قَالَ سمعتُ أبا عبد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن زهير بْن حرب ، يقول : سمعت أبي ، يقول : كان هاهنا في جيراني رجلٌ ، يكنى أبا نصر زاهد ، رجلٌ له فضل وعبادة ، وكان الناس يأتونه من جميع الجانبين ، وكان يحيى بْن معينُ يصلي في المسجد الذي هو فيه ، وكان إذا صلى يحيى بْن معين ، جلس وحوله الناس ، وأصحاب الحديث يسألونه عن الرجال ، قَالَ : فكان يقول : فلان كذاب ، وفلان لا يُكتب عنه حديثه ، وفلان من الشيطان الذين قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ شَيَاطِينُ مِنَ الْبَحْرِ ، فَتُحَدِّثُ النَّاسَ " . قَالَ : وكان سمع كلامه أَبُو نصر الزاهد ، فيقع في يحيى بْن معين ، ويدعو عليه ، ويقول : يا قوم هؤلاء القوم الذين يقع فيهم يحيى بْن معين ، نحن نستسقي بذكرهم ، وهؤلاء يقعون فيهم ، قَالَ : فبسط لسانه في يحيى بْن معين ، وتكلم فيه ، قَالَ : وكان أَبُو نصر ، يخرجُ إلى باب خراسان إلى الصحراء ، فيتعبد ، قَالَ : فخرج يومًا يحيى بْن معين ، إلى الصحراء ومعه جماعة من أصحاب الحديث ، ومعهم شيءٌ من الطعام فأكلوا ، فيما هم كذلك في بعض البساتين ، إذ مرَّ بهم جمالٌ ، على رأسه بطيخ ، قَالَ : فقال بعضهم : بكم ؟ قَالَ : بكذا وكذا ، قَالَ : فاشتراه منه ، فأكلوا منه ، قَالَ : ثم تلهوا ، قَالَ : ويحيى ، جالسٌ يَتَبَسَّمُ ، قَالَ : فنظر إليهم من حيث لا يرونه ، فقال : يا قوم هؤلاء هذه أفعالهم فعل العيارين ، ويقعون في الصالحين وأهل الخير ؟ ! ، قَالَ : فلما أنبأنا دخل ذكر ذلك في مجلسه فعل يحيى ، وأصحابه ، فبلغ ذلك يحيى ، فاغتم ، قَالَ فلما كان ذات يوم جاء أَبُو نصر ، إلى جدِّي يعني أبا خيثمة ، قَالَ : فرحب به جدي وتواضع له ، ثم قَالَ : يا أبا نصر لِمَ جئت ؟ قَالَ : لي إليك حاجة تبلغ معي ، قَالَ : ثم إنه جاء إلى خلف ابن هشام البزار ، قَالَ : فرحب بهما ، فقال له : تبلغ معنا في حاجة ، قَالَ : فجاء بهما إلى يحيى بْن معين ، قَالَ : فقال : إنكما من أقران يحيى ، فاسألاه أن يجعلني في حلٍّ مما كنتُ أوذيه ، قَالَ : فقال يحيى : أنت في حلٍّ من كل شيء قلته ، قَالَ : فِإذ قلتَ ذلك ، فأحدثك بما رأيتُ البارحة ، رأيتُ فيما يرى النائمُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكأنه جالسٌ بالمدينة في المقصورة ، فدخلتُ ، فقيل لي : ذاك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في المحراب ، فجئت إليه ، فإذا به جالسٌ وحده وأنت قائمٌ على رأسه في يدك مَذَبَّةٌ تذب عنه ، يعني يحيى بْن معين ، فلما رأيتُه نظرتَ أنت إليَّ ، فقلت : يا رسول الله هذا يؤذيني ، فنظر إليَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، شبه المغضب ، فقال لي : مالك وليحي ؟ إياك ويحيى ، فانتبهتُ فزعًا ، فسألتُ بعض هؤلاء المعبرين ، فقال لي : ويحك ! هذا الرجل الذي رأيتَ عليه هذه الرؤيا ، وهو يَذُبُّ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأذى والكذبَ ، قَالَ : فبكى يحيى بْن معين ، قَالَ : فلما أن كان بعد ذلك بمدة وجَّهَ الخليفة إلى الفقهاء ، والعلماء ، والمحدثين ببدرةٍ بدرة ، قَالَ : فأتى يحيى ببدرةٍ فأبى أن يقبلها ، وكان يحيى فقيرًا قليل ذات اليد ، قَالَ : فقام الرجل ، فإن لم تقبل تُؤْذَ ، قَالَ يحيى للرجل : لي إليك حاجة ، قَالَ : ما هي ؟ قَالَ : أن تأخذه إلى منزلك ، حتى أنظر فيه ، فجاء إلى أبي نصر ، فأخبره بما كان ، قَالَ : فبكى أَبُو نصر ، قَالَ : أما أنه لو كان وُجِّه إليَّ لعلِّي كنتُ أقبله ، فرحمك ، فنعم الرجل أنت ، ثم قَالَ له يحيى : أشر عليَّ فإني أخاف إن لم أقبل أوذَ ؟ قَالَ : فقال له : إن كنت لا تريد أن تقبل ، فاخرج في هذه الليلة فإنه قد دنا الحج ، وقل لأهلك يعمون عليك خروجك يومًا ويومين ، فإنهم إذا أخبروهم بعد ذلك لم يوجهوا خلفك ، فإلى أن تذهب ، وتحج ، وترجع فرجٌ كبيرٌ ، قَالَ : فخرج يحيى من ليلته إلى الحج ، فذهبَ فحجَّ ، فلما أن دخل المدينة اعتل بالمدينة ، فقال لأهل القافلة : اصبروا عليَّ ، فلعلي أموت فأدفن في المدنية ، قَالَ : فلم يأتِ عليه أيامٌ ، حتى مات ، فغسل ، وكُفِّن ، وحملوه على نعش النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنوه بالبقيع ، وكان المنادي ينادي عليه : هذا يحيى بنُ معين الذي كان يذبُّ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الكذب ، قَالَ : وذلك في سنتي ثلاث وثلاثين ومائتين أو أربع وثلاثين ومائتين ، رحمه الله . الطبقة الخامسة .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.