ابن صاعد البغدادي ابو محمد بن صاعد البغدادي مولى بني هاشم


تفسير

رقم الحديث : 149

وأخبرنا أَبُو طَاهِر السِّلفيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين الصيرفي ، أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق البرمكي ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن عليُّ بْن خفيف الدقاق ، حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن جرير الطبري من لفظه ، قَالَ : الحمدُ لله مُفلحُ الحق وناصره ، ومدحض الباطل وماحقه ، الذي اختار لنفسه الإسلام دينًا ، فأمرَ به وحاطه وتوكَّل بحفظه ، وضَمن إظهاره على الدين كله ، ولو كره المشركون ، ثم اصطفى رسلا من خلقه ، ابتعثهم بالدعاء إليه ، وأمرهم بالقيام به ، والصبر على ما أنابهم من جَهَلَة خلقه ، وامتحنهم من المحن بصنوف ، وابتلاهم من البلاء بضروب تكريمًا لهم غير تذليل ، وتشريفًا لهم غير تخسير ، ورفعَ بعضهم فوق بعض درجات ، فكان أرفعهم عنده درجة ، أجدُّهم مضيًا لأمره مع شدة المحنة ، وأقربهم إليه زلفة أحسنهم نفاذًا لما أرسله به مع عظم البلية ، فلم يُخْلِ جلَّ ثناؤه أحدًا من مكرمي رسله ، ومقربي أوليائه من محنته في عاجله دون آجله ، ليستوجبَ بصبره عليها من رَبِّه من الكرامة ما أعد له ، ومن المنزلة ما كتبه له ، ثم جعل جلَّ ذكره علماء أمة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفضل علماء الأمم ، التي خلت قبلها فيما كان قسَّمَ لهم من المنازل ، والدرجات ، والمناقب ، والمكرمات ، قسمًا ، وأجزلهم فيه حظًا ونصيبًا ، مع ابتلاء الله سبحانه أفاضلها بمنافقيها ، وامتحانه خيارها بشرارها ، ورفعائها بسفهائها ووضعائها ، فلم يكن يَثنيهم ما كانوا به منهم يُبتلون ، ولا كان يَضُرُّهم ما كانوا في الله منهم يلقون عن النصيحة لله في عباده وبلاده أيام حياتهم ، بل كانوا بعلمهم على جهلهم يعودون ، وبحلمهم لسفههم يتعمدون ، وبفضلهم على نقصهم يأخذون ، بل كان لا يرضى كثيرٌ منهم ما أزلفه لنفسه عند الله من فضل ذلك أيام حياته ، وادَّخر منه من كريم الذخاير لديه قبل مماته ، حتى يبقى لمن بعده آثارًا على الأيام باقية ، ولهم إلى الرشاد هادية ، جزاهم الله عن أمة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أفضل ما جازى عالمٌ أمة عنها ، وحباهم من الثواب أجزل ثواب ، وجُعلنا ممن قسم له من صالح ما قسم لهم ، وألحقنا بمنازلهم ، وكرمنا بحبهم ، ومعرفة حقوقهم ، وأعاذنا والمسلمين جميعًا من مرديات الأهواء ، مضلات الآراء ، إنه سميع الدعاء .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.