قَالَ الخطيب : وأخبرنا مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَدَ المقرئ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد ابن جعفر التميميُّ ، بالكوفة ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حاتم بْن إدريس البلخي ، حَدَّثَنَا نصر بْن المكي ، حَدَّثَنَا ابن عبد الحكم ، قَالَ : " ما رأينا مثل الشافعيِّ ، كان أصحابُ الحديث ، ونقاده يجيئون إليه ، فيعرضون عليه ، فربما أعلَّ نَقْدَ النقاد منهم ، ويُوقفهم على غوامضَ من علل الحديث ، لم يقفوا عليها ، فيقومون ، وهم متعجبون منه ، ويأتيه أصحابُ الفقه المخالفون ، والموافقون فلا يقومون إلا وهم مذعنون له بالحذق والديانة ، ويجيئه أصحاب الأدب ، فيقرءون عليه الشعر فيفسره ، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل بإعرابها ، وغريبها ، ومعانيها ، وكان من أحفظ الناس للتاريخ ، وكان يُعينه على ذلك شيئان : وفور عقل ، وصحة دين ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله عزَّ وجل " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |