قَالَ قَالَ الأُمَوِيُّ : فَحَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ مِمَّنْ لا يُتَّهَمُ : أَنَّهُ بَيْنَا رَهْطٌ مِنْهُمْ قَدِمُوا الْعَقَبَةَ ثُمَّ انْصَرَفُوا ، فَاعْتَرَضَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ سِتَّةُ رَهْطٍ : مُعَاذٌ وَعَوْفٌ ابْنَا عَفْرَاءَ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ ، كِلاهُمَا مِنْ بَنِي سَلَمَةَ ، وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَرِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ، فَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِمَّنْ هُمْ ؟ " فَقَالُوا : مِنَ الْخَزْرَجِ ، فَقَالَ : " أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرَهُمْ بِالَّذِي بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ ، وَأَكْرَمَهُ بِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ أَنَّهُ لَلرَّجُلُ الَّذِي كَانَتْ يَهُودُ تُوعِدُكُمْ بِهِ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ كَائِنٌ ، فَلا يَسْبِقُنَّكُمْ إِلَيْهِ ، وَكَانُوا مِنْ أَعْلَمِ الْعَرَبِ بِشَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَلِكَ إِنَّهُمْ كَانُوا جِيرَانَ يَهُودَ فِي بِلادِهِمْ ، فَكَانُوا يَسْمَعُونَ مِنْهُمْ ، وَكَانَتْ يَهُودُ تَسْتَفْتِحُ بِهِ عَلَيْهِمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ كَانُوا أَصْحَابَ وَثَنٍ ، وَكَانَتْ يَهُودُ أَصْحَابَ كِتَابٍ ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ ، فَكَانَتْ يَهُودُ تَقُولُ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثٌ الآنَ قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ ، وَهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ ، فَنَتْبَعُهُ ، فَيَقْتُلُكُمْ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، كَثِيرًا مَا يَقُولُونَ ذَلِكَ لَهُمْ ، وَكَثِيرًا مَا يَسْمَعُونَهُ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعُوا ، أَجَابُوهُ بِالإِيمِانِ بِهِ ، وَبِالتَّصْدِيقِ لَهُ ، وَقَالُوا : إِنَّا قَدْ فَارَقْنَا قَوْمَنَا ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ مَا بَيْنَهُمْ ، وَسَنَرْجِعُ بِالَّذِي سَمِعْنَا مِنْكَ إِلَيْهِمْ ، لَعَّلَ اللَّهَ يَقْبَلُ بِقُلُوبِهِمْ ، وَيُصْلِحُ بِكَ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، فَإِنْ يُجْمَعُوا لَكَ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ ، فَلا رَجُلٌ أَعَزَّ مِنْكَ . ثُمَّ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى قَوْمِهِمْ ، فَأَفْشُوا فِيهِمُ الإِسْلَامَ ، وَذَكَرُوا لَهُمْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى فَشَا ذَلِكَ فِي قُرَى الأَنْصَارِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
رِجَالٌ | اسم مبهم | |
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
أَبِي | يحيى بن سعيد الأموي / ولد في :114 / توفي في :194 | ثقة |
الأُمَوِيُّ | سعيد بن يحيى الأموي | ثقة |