ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 19

قَالَ : وَحَدَّثَنِي قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ ، وَغَيْرِهِ ، إِنَّهُمْ وَاعَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ بِمَكَّةَ بِمَنِ اتَّبَعَهُمْ ، فَخَرَجُوا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ سَبْعِينَ رَجُلا فِيمَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ مِنْ قَوْمِهِمْ ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى مِنًى ، فَقَضَيْنَا الْحَجَّ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، أَبْعَدْنَا نَحْنُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ نَتَسَلَّلُ مِنْ رِحَالِنَا ، وَنُخْفِي ذَلِكَ مِمَّنْ مَعَنَا مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ الْعَقَبَةِ ، وَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : فَتَلا عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فَأَجَبْنَاهُ ، بِأَنْ صَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَرَضِينَا مَا قَالَ ، ثُمَّ إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَكَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ ، وَإِنَّا قَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ مَمْنُوعٌ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، وَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : بَايِعْنَا ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ ، وَنِسَاءَكُمْ ، وَأَبْنَاءَكُمْ " . قَالُوا : نَعَمْ وَاللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، وَمِمَّا نَمْنَعُ مِنْ أُزُرَنَا ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَالْحَرْبِ ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ . قَالَ : فَاعْتَرَضَ الْحَدِيثُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي قَالَ مُحَمَّدٌ : وَقَدْ ذَكَرَهُ لِي مَنْ لا أَتَّهِمُ أَنَّهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ حِبَالا ، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا ، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ بَايَعْنَاكَ وَخَرَجْنَا مَعَكَ ، ثُمَّ نَصَرَكَ اللَّهُ وَأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا ؟ قَالَ : فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : " الدَّمُ الدَّمُ ، وَالْهَدْمُ الْهَدْمُ ، وَأَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي ، أُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ ، وَأُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ " . قَالَ مُحَمَّدٌ : وَقَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ لَيْلَتَئِذٍ مَعَ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُوَاحَةَ , وَأَنَّ عَبَّاسَ بْنَ عُبَادَةَ بْنَ نَضْلَةَ ، قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَئِنْ أَحْبَبْتَ لَنَصْبَحَنَّ أَهْلَ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ " ، فَلَمَّا ضَرَبَ عَلَى أَيْدِيهِمْ صَرَخَ أَزَبُّ الْعَقَبَةِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، بِأَصْلَبِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ : يَا أَهْلَ الْجُبَاجِبِ هَلْ لَكُمْ فِي مُحَمَّدٍ وَالصُّبَاةِ مَعَهُ ، قَدْ بَايَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ ، هَذَا ابْنُ أَزْيَبٍ ، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ بَأْسٌ ، قَدْ عَلِمَ مَكَانَكُمْ ، فَانْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ " ، قَالَ : ثُمَّ نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا ابْنَ أَزْيَبٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لأَفْرُغَنَّ لَكَ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ " ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا أَجِلَّهُ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا عَنْكُمْ ، وَلا نَدْرِي أَحَقٌّ هُوَ أَمْ بَاطِلٌ ؟ إِنَّكُمْ لا قَوْمَ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ يَنْشُبَ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْكُمْ . قَالَ : فَانْبَعَثَ مَنْ كَانَ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا عَلِمُوا وَلا فَعَلُوا ، قَالَ : وَقَدْ صَدَقُوا ، ثُمَّ أَتَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَبِهِ بَدَأُوا ، وَكَانَ سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْ هَذَا بِشَيْءٍ ، وَلَوْ كَانَ فِي قَوْمِي مِثْلَ هَذَا مَا غَيَّبُوهُ عَنِّي ، قَالَ : ثُمَّ تَنَطَّسُوا الْخَبَرَ فَوَجَدُوا ذَلِكَ قَدْ كَانَ ، بَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْقَوْمُ ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِمْ ، فَأَدْرَكُوا الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو ، وَسَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بِأَذَاخِرَ ، وَأَخَذُوا سَعْدًا ، وَأُفْلِتَ الْمُنْذِرُ ، حَتَّى خَلَّصَهُ الْحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ لِجِوَارٍ مَتَّ بِهِ إِلَيْهِمَا . وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ : " يَلْحَقُوا بِإِخْوَانِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ، فَتَسَلَّلُوا إِلَيْهِمْ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، خَرَجَ مُرْتَحِلا مَعَهُ ابْنُهُ سَلَمَةُ وَامْرَأَتُهُ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةَ ، فَلَمَّا جَازَ بِبَنِي الْمُغِيرَةِ قَامُوا إِلَيْهِ ، فَقَالُوا : هَذَا غلبتنا عَلَى نَفْسِكَ ، أَرَأَيْتَ صَاحِبَتَنَا ، عَلامَ نُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ ؟ ثُمَّ انْتَزَعُوا خِطَامَ بَعِيرِهَا مِنْ يَدِهِ ، وَغَضِبَتْ بَنُو عَبْدِ الأَسَدِ ، فَقَامُوا إِلَى سَلَمَةَ وَهُوَ فِي حِجْرِهَا ، فَأَخَذُوا بِيَدِهِ ، وَقَالُوا : وَاللَّهِ لا نَتْرُكُ صَبِيَّنَا مَعَهَا إِذْ أَخَذْتُمُوهَا مِنْ زَوْجِهَا ، فَتَجَاذَبُوا الْغُلَامَ بَيْنَهُمْ حَتَّى خَلَعُوا يَدَهُ ، فَانْطَلَقَ أَبُو سَلَمَةَ ، وَأَمْسَكَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ ، وَأَخَذَ بَنُو عَبْدِ الأَسَدِ مِنِّي ابْنِي ، فَمَا لَقِيَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحُزْنِ إِلا دُونَ مَا لَقِيتُ ، فُرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْبَطْحَاءِ , فَأَبْكِي حَتَّى اللَّيْلِ ، فَمَا أَزَالُ كَذَلِكَ ، حَتَّى مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةَ ، فَقَالَ : أَلا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ ؟ حَبَسْتُمُوهَا عَنْ زَوْجِهَا ، وَحَبَسْتُمْ عَنْهَا ابْنَهَا ؟ قَالَتْ : فَرُدُّوا عَلَيَّ ابْنِي ، وَخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ الْخُرُوجِ إِلَى زَوْجِي ، فَانْطَلَقَتْ إِلَيْهِ " . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : " ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا تَدَبَّرَتْ أَمْرَهَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَافُوهُ وَرَأَوْا مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَعَرَفُوا أَنْ قَدْ عَاقَدَهُ الْقَوْمُ عَلَى حَرْبِهِمْ ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يُزَايِلَهُمْ ، فَاجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ فِي دَارِ النَّدْوَةِ لِلْمَشُورَةِ فِيهِ ، فَلَمْ يُمَكِّنْهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ ، فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ عَلَى ذَلِكَ ، مِنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجْتَمَعَ رَأْيِهِمْ فِيهِ ، مُتَظَاهِرِينَ عَلَيْهِ ، يُغْرُونَ بِهِ سُفَهَاءَهُمْ ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ ، ثُمَّ أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَأَمَرَهُ بِالْهِجْرَةِ ، وَافْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْقِتَالَ عَلَى دِينِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
كَعْبٍ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ

ثقة

مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

أَبِي

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.