أَخْبَرَنَا أُسْتَاذِي الْإِمَامُ الْعَالِمُ قُطْبُ الدِّينِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْبَيْهَقِيُّ ، أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرٍو الْأَحْمُسِيُّ ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، نَا سَيَارُ بْنُ حَاتِمٍ ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَارِثِيُّ ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : " لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ ، وَتَفْضِيلًا لَكَ ، وَخَاصَّةً لَكَ ، يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا ، وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا ، وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ مَعَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَمَعَهُمَا مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ ، يُقَالُ لَهُ : إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ ، كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ ، قَالَ : فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ ، وَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ ، وَتَفْضِيلًا لَكَ ، وَخَاصَّةً لَكَ ، يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا ، وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، قَالَ : وَاسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَى الْبَابِ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى أَحَدٍ قَطُّ مِنْ قَبْلِكَ ، وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ يَا جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ فِيمَا أَمَرْتَنِي ، إِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ نَفْسَكَ قَبِضْتُهَا ، وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهَا تَرَكْتُهَا ، قَالَ : وَتَفْعَلُ ذَلِكَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِذَلِكَ أُمِرْتُ ، قَالَ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ ، قَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، امِضِ لِمَّا أُمِرْتَ بِهِ ، قَالَ : فَأَتَاهُمْ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، إِنَّ فِي اللَّهِ خَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ ، وَعَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا وَإِيَّاهُ فَارْجُوا فَإِنَّ الْمُصَابَ مِنْ حُرِمَ الثَّوَابَ " . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مُرْسَلٌ . وَفِيهِ دِلَالَةٌ عَلَى فَضْلِهِنَّ لَأَنَّ تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِنَّ وَتَعْزِيَتَهُنَّ أَمَارَةُ كَرَامَتِهِنَّ ، وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ بَعْضَ نِسَائِهِ شَهِدْنَ مَوْتَهُ ، وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَذْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ بِالسَّفْحِ : مَوْضِعٌ ، وَنَفَذَتْ حَفْصَةُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . الْحَدِيثَ . وَنُقِلَ عَنْهَا فِي حَدِيثِ آخَرَ : أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَهُ غَيْرِي وَالْمَلَائِكَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وَقَوْلُهُ : " إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَيْكَ " . إِنْ صَحَّ إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ ، قَدْ أَرَادَ لِقَاءَكَ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَرُدَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ إِلَى مَعَادِكَ زِيَادَةً فِي قُرْبَتِكَ وَكَرَامَتِكَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ | محمد الباقر / ولد في :55 / توفي في :118 | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ | الحسن بن علي الهاشمي | مقبول |
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَارِثِيُّ | عبد الواحد بن سليمان الأزدي | مقبول |
سَيَارُ بْنُ حَاتِمٍ | سيار بن حاتم العنزي | مقبول |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ | عبد الله بن أبي زياد القطواني / توفي في :255 | ثقة |
الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ | الحسين بن حميد الخزاز | متهم بالكذب |
أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرٍو الْأَحْمُسِيُّ | أحمد بن محمد الأحمسي | يضع الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ | أحمد بن الحسين النيسابوري | ثقة حافظ |
أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْبَيْهَقِيُّ | عبد الجبار بن محمد الخواري / ولد في :445 / توفي في :536 | صدوق حسن الحديث |
قُطْبُ الدِّينِ | مسعود بن محمد النيسابوري / ولد في :505 / توفي في :578 | صدوق حسن الحديث |