شهر بن حوشب ابو عبد الرحمن الاشعري


تفسير

رقم الحديث : 66

رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِي نُعْيَمٍ ثَنَا أَبِي حَامِدِ بْنِ مَحْمُودٍ ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَلَقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، إِذْ قَالَ : لَيُصَلِّيَنَّ مَعَكُمْ غَدًا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَطَمِعْتُ أَنْ أَكُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ ، فَغَدَوْتُ فَصَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقَمْتُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى انْصَرَفَ النَّاسُ ، وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ أَسْوَدُ مُتَّزِرٌ بِخِرْقَةٍ مُرْتَدٍ بِرُقْعَةٍ ، فَجَاءَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ادْعُ لِي فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّهَادَةِ ، وَإِنَّا لَنَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَهُوَ هُوَ ، قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ مَمْلُوكُ بَنِي فُلانٍ ، قُلْتُ : أَفَلا تَشْتَرِيهِ فَتَعْتِقَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : وَأَنَّى لِي ذَلِكَ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، إِنَّ لأَهْلِ الْجَنَّةِ مُلُوكًا وَسَادَةً وَأَنَّ هَذَا الأَسْوَدَ أَصْبَحَ مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَادَتِهِمْ . يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الأَصْفِيَاءَ الشَّعَثَةَ رُءُوسِهِمْ ، الْمُغْبَرَّةَ وُجُوهِهِمْ ، الْخَمِصَةَ بُطُونِهِمْ مِنْ كَسْبِ الْحَلالِ ، الَّذِينَ إِذَا اسْتَأْذَنُوا عَلَى الأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ ، وَإِنْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدَعَوْا ، وَإِنْ طَلَعُوا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ ، وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا ، وَإِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ لَنَا بِرَجُلٍ ، قَالَ : ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، قَالُوا : وَمَا أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ؟ قَالَ : أَشْهَلُ ذُو صُهُوبَةٍ ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ، آدَمٌ شَدِيدُ الأُدْمَةِ ، ضَارِبٌ بِذَقْنِهِ إِلَى صَدْرِهِ ، رَامٍ بَصَرَهُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ ، وَاضِعٌ يَمْنِيهِ عَلَى شِمَالِهِ ، يَتْلُوا الْقُرْآنَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ ، ذُو طِمْرَيْنِ لا يَؤْبَهُ لَهُ مُتَّزِرٍ بِإِزَارٍ مِنْ صُوفٍ ، وَرِدَاءٍ مِنْ صُوفٍ مَجْهُولٌ فِي الأَرْضِ مَعْرُوفٌ فِي السَّمَاءِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّ قَسَمَهُ ، أَلا وَإِنَّ تَحْتَ مَنْكِبِهِ الأَيْسَرِ لَمْعَةٌ بَيْضَاءُ ، أَلا وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لِلْعِبَادِ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، وَيُقَالُ لأُوَيْسٍ : قِفْ فَاشْفَعْ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِي مِثْلِ عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ، يَا عُمَرُ ، وَيَا عَلِيُّ ، إِذَا أَنْتُمَا لَقِيتُمَاهُ فَاطْلُبَا إِلْيَهِ يَسْتَغْفِرُ لَكُمَا فَمَكَثَا يَطْلُبَانِهِ عَشْرَ سِنِينَ لا يَقْدِرَانِ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ عَلَى أَبِي قَيْسٍ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَهْلَ الْحَجِيجِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ مِنْ مُرَادٍ . فَقَامَ شَيْخٌ كَبِيرٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ ، فَقَالَ : أَنَا لا أَدْرِي مَا أُوَيْسٌ ، وَلَكِنَّ ابْنَ أَخٍ لِي يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ ، وَهُوَ أَخْمَلُ ذِكْرًا وَأَقَلُّ مَالا ، وَأَهْوَنُ أَمْرًا مِنْ أَنْ نَرْفَعَهُ إِلَيْكَ ، وَأَنَّهُ لَيَرْعَى إِبِلَنَا حَقِيرٌ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، فَعَمَى عَلَيْهِ عُمَرُ كَأَنَّهُ لا يُرِيدُ ، قَالَ : أَيْنَ ابْنُ أَخِيكَ هَذَا يَخْدُمُنَا هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَأَيْنَ يُصَابُ ، قَالَ : بِأَرَاكِ عَرَفَاتٍ ، قَالَ : فَرَكَبَ عُمَرُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سِرَاعًا إِلَى عَرَفَاتٍ ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ وَالإِبِلُ حَوْلَهُ تَرْعَى فَشَدَّا حِمَارَيْهِمَا ، ثُمَّ أَقْبَلا إِلَيْهِ ، فَقَالا : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَخَفَّفَ أُوَيْسٌ الصَّلاةَ ، ثُمَّ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ وُرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، قَالا : مَنِ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : رَاعِي إِبِلٍ وَأَجِيرُ قَوْمٍ ، قَالا : لَسْنَا نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّعَايَةِ ، وَلا عَنِ الإِجَارَةِ مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : عَبْدُ اللَّهِ ، قَالا : عَلِمْنَا أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ ، فَمَا اسْمُكَ الَّذِي سَمَّتْكَ أُمُّكَ ، قَالَ : يَا هَذَانِ مَا تُرِيدَانِ إِلَيَّ قَالا : وَصَفَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ ، فَقَدْ عَرَفْنَا الصُّهُوبَةَ وَالشَّهْلَةَ ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّ تَحْتَ مَنْكِبِكَ الأَيْسَرِ لَمْعَةً بَيْضَاءَ ، فَأَوْضِحْهَا لَنَا فَإِنْ كَانَ بِكَ فَأَنْتَ هُوَ ، فَأَوْضَحَ مَنْكِبَهُ فَإِذَا اللَّمْعَةُ ، فَابْتَدَرَاهُ يُقَبِّلانَهُ ، قَالا : نَشْهَدُ أَنَّكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، قَالَ : مَا أَخُصُّ نَفْسِي بِالاسْتِغْفَارِ ، وَلا أَحَدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ ، وَلَكِنَّهُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، يَا هَذَانِ ، قَدْ أَشْهَرَ اللَّهُ لَكُمَا حَالِي وَعَرَّفَكُمَا أَمْرِي ، فَمَنْ أَنْتُمَا ، قَالَ : عَلِيٌّ أَمَّا هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَمَّا أَنَا فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاسْتَوَى أُوَيْسٌ قَائِمًا ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَأَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجَزَاكُمَا عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَيْرًا ، قَالا : وَأَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ نَفْسِكَ خَيْرًا ، فَقَالَ عُمَرُ : مَكَانَكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ . حَتَّى أَدْخُلَ مَكَّةَ فَآتِيكَ بِنَفَقَةٍ مِنْ عَطَائِي ، وَفَضْلٍ كِسْوَةِ مِنْ ثِيَابِي هَذَا الْمَكَانُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لا مِيعَادَ بَيْنِي وَبَيْنَك ، أَرَاكَ بَعْدَ الْيَوْمِ تَعْرِفُنِي ، مَا أَصْنَعُ بِالنَّفَقَةِ مَا أَصْنَعُ بِالْكُسْوَةِ أَمَا تَرَانِي عَلَى إِزَارٍ مِنْ صُوفٍ ، وَرِدَاءٍ مِنْ صُوفٍ مَتَى تَرَانِي ، أُخْرِقُهُمَا أَمَا تَرَى أَنَّ نَعْلَيَّ مَخْصُوفَتَانِ مَتَى تَرَانِي أُبْلِيهِمَا ، أَمَا تَرَانِي قَدْ أَخَذْتُ مِنْ رِعَايَتِي أَرْبعَةَ دَرَاهِمَ مَتَى تَرَانِي آكُلُهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ بَيْنَ يَدَيَّ وَيَدَيْكَ عَقَبَةً كُؤُدًا لا يُجَاوِزُهَا إِلا ضَامِرٌ مُخْفٍ مَهْزُولٌ ، فَأَخْفِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ كَلامِهِ ضَرَبَ بِدِرَّتِهِ الأَرْضَ ، ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَلا لَيْتَ أَنَّ أُمَّ عُمَرَ لَمْ تَلِدْهُ ، يَا لَيْتَهَا كَانَتْ عَاقِرًا لَمْ تُعَالِجْ حَمْلَهَا إِلا مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا وَلَهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، خُذْ أَنْتَ مَا هُنَا حَتَّى آخُذَ أَنَا هَاهُنَا ، فَوُلِّيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاحِيَةَ مَكَّةَ ، وَسَاقَ أُوَيْسٌ إِبِلَهُ فَوَافَى الْقَوْمَ إِبِلَهُمْ ، وَخَلَّى عَنِ الرِّعَايَةِ ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهَذَا مَا أَنَا عَنْ أُوَيْسٍ خَيْرِ التَّابِعِينَ ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، كَتَبْنا غَيْرَ حَدِيثٍ فِي قِصَّةِ أُوَيْسٍ مَا كَتَبْنَا أَتَمَّ مِنْهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ

ثقة

نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

مجهول الحال

مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ

مجهول الحال

الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرَّانِيُّ

مجهول الحال

سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ

ثقة

أَبِي نُعْيَمٍ

ثقة

الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.