ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو حَاتِمٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حُبَيْشٍ الْغِفَارِيَّ ، يَقُولُ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تِهَامَةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعُسْفَانَ جَاءَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَهَدَنَا الْجُوعُ ، فَأْذَنْ فِي الظَّهْرِ أَنْ نَأْكُلَهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا صَنَعْتَ أَمَرْتَ بِالنَّاسِ أَنْ يَأْكُلُوا الظَّهْرَ ، فَعَلَى مَاذَا يَرْكَبُونَ ؟ قَالَ : فَمَاذَا تَرَى يَا بْنَ الْخَطَّابِ ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَأَنْتَ أَفْضَلُ رَأْيًا ، فَيَجْمَعُوا أَفْضَلَ أَزْوَادِهِمْ فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ دَعَا اللَّهُ لَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : ايتُوا بِأَوْعِيَتِكُمْ ، فَمَلأَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وِعَاءَهُ ، ثُمَّ أَذَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ ، فَلَمَّا ارْتَحَلُوا مُطِرُوا مَاشِيًا ، وَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَزَلُوا مَعَهُ وَشَرِبُوا مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَهُمْ بِالْكُرَاعِ ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ بِهِ ، فَجَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ فَجَلَسَ اثْنَانِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ الآخَرُ مُعْرِضًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ : أَمَّا وَاحِدٌ فَاسْتَحَى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَاسْتَحَى اللَّهُ مِنْهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ ، هَكَذَا وَرَدَتِ الرِّوَايَةُ .