أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ لِنَفْسِهِ : مِنَ الْكَامِلَ أَمَّا الدُّمُوعُ فَقَدْ أُذِيلَ مُصَانُهَا فَالْيَوْمَ شَأْنُ الْعَاذِلاتِ وَشَأْنُهَا شَوْقٌ يَجِلُّ عَنِ الضَّمِيرِ وَلَوْعَةٌ فِي الْحُبِّ لا يَسَعُ الْوَرَى كِتْمَانُهَا إِنِّي لأَفْقِدُ مُهْجَتِي وَأَرُومُهَا فَيَعِزُّ إِلا عِنْدَكُمْ وِجْدَانُهَا وَغَرِيرَةٍ سَكْرَى اللَّوَاحِظِ كُلَّمَا فَتَرَتْ تُنَشِّطُ لَوْعَتِي أَجْفَانُهَا وَإِذَا رَنَتْ فَأَصَابَ قَلْبِي طَرْفُهَا غَضَّتْ فَأَخْطَأَ مُهْجَتِي سُلْوَانُهَا أَلا اتَّقَيْتِ اللَّهَ فِي مُتَوَلِّهٍ لَعِبَتْ بِمُهْجَةِ قَلْبِهِ أَشْجَانُهَا فَشَفَيْتِ مِنْ سَقَمٍ تَعَذَّرَ بُرْؤُهُ وَبَرَّدْتِ مِنْ حُرَقٍ ذَكَتْ نِيرَانُهَا بَانَتْ وَلِلْعَبَرَاتِ فِي آثَارِهَا سُحُبٌ تَضِيقُ بَوَبْلِهَا غُدْرَانُهَا سُحْبٌ لِنَوْحِي رَعْدُهَا ، وَلِنَارِ وَجْدِي بَرْقُهَا وَلأَدْمُعِي تَهْتَانُهَا مَلأَتْ فُؤَادِي لَوْعَةً وَمَحَبَّةً وَأَدَارَتِ السَّلْوَى فَعَزَّ مَكَانُهَا وَصَبَتْ إِلَى عُذَّالِهَا فَتَغَيَّرَتْ وَتَقَلَّبَ فِي وُدِّهَا أَعْيَانُهَا كَانَتْ إِذَا حَيَّيْتُهَا بِتَحِيَّةٍ حَسُنَتْ بَشَاشَتُهَا وَرَدَّ بَنَانُهَا وَإِذَا سَأَلْتُ مُعَرِّضًا بِنَوَالِهَا سَفَرَتْ فَطَرَّزَ حُسْنَهَا إِحْسَانُهَا فَالآنَ لَمَّا كَفَّ صَرْمُ الدَّهْرِ مِنْ كَفِّي وَعَقَّ أَنَامَلِي عُقْيَانُهَا ظَهَرَ الَّذِي كَانَتْ تُسِرُّ مِنَ الْجَفَا وَتَعَتَّبَتْ وَحَلا لَهَا هِجْرَانُهَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحَاجِّيِّ لِنَفْسِهِ إِمْلاءً : مِنَ الْكَامِلَ لِلَّهِ أَيُّ خَيَالِ بَادِيَةٍ سَرَى وَهْنَا لَوِ امْتَدَّتْ لَنَا سِنَةُ الْكَرَى مَا كَانَ أَحْلَى مَا أَنَاخَ الْعِيسُ بَيْنَ جُفُونِنَا وَأَمَرَّ مَا جَذَبَ الْبُرَا زَرْنِي عَلَى كَيْدِ الرَّقِيبِ فَكُلُّنَا نِضْوٌ يَدِقُّ عَنِ الْعُيُونِ فَلا يُرَى هَا أَضْلُعِي إِنْ رُمْتَ نِيرَانَ الْغَضَا هَا أَدْمُعِي إِنْ شِئْتَ نَوْءًا مُمْطِرَا مَا بَالُ حَيٍّ بِالأَرَاكِ نَزَلْتُهُ ضَيْفًا فَضَنَّ وَشِيمَةُ الْعُرْبِ الْقِرَى أَتُرَاهُ أَنْكَرَ مِنْ وُقُوفِي سَاعَةً بِإِزَاءِ بَيْتٍ فِي الْقَبِيلَةِ مُنْكَرَا هَيْهَاتَ كَمْ ثَنَتِ الرَّفَاقُ رَوَاحِلِي وَأَبَيْتُ إِلا أَنْ أَحُلَّ بِهِ الْعُرَا مُتَمَسِّكًا بِسُتُورِهِ مُتَطَلِّعًا لِبُدُورِهِ مُثْرَى الْخُدُودِ مِنَ الثَّرَى أَطْوِي حَشَايَ عَلَى جَوًى مِنْ شَأْنِهِ فَوْقَ الْحَشَايَا أَنْ يُذِيبَ وَيُسْهِرَا لأُبَدِّلَنَّ مَنَازِلَ الأْحَبَابِ بَعْدَ بِعَادِهِمْ بِالدَّمْعِ رَوْضًا أَخْضَرَا وَلأَنْظِمَنَّ عَلَى الزُّمُرُّدِ حَوْلَ تِبْرِ أَقَاحِهِ مِنْ بَحْرِ جَفْنِي جَوْهَرَا وَلأَجْعَلَنَّ شُحُوبَ لَوْنِي فِيهِ نَوْرًا أَصْفَرًا وَدَمِي شَقِيقًا أَحْمَرَا لأُحِيلُهُ مِثْلَ الْجِنَانِ مُزَخْرَفًا وَأُعِيدُهُ مِثْلَ الْبُرُودِ مُحَبَّرَا عَلَّ الْخَيَالَ يَعُودُ إِمَّا رَائِدًا كَلأً وَإِمَّا زَائِرًا مُسْتَنْظَرَا وَأَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ مِنْ لَفْظِهِ ، مِمَّا قَالَهُ مُوَدِّعًا لِلْوَزِيرِ ضِيَاءِ الدِّينِ السَّلامِيِّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : مِنَ الطَّوِيلِ لَئِنْ كُنْتُ وَافَيْتُ الْوَزِيرَ مُوَدِّعًا فَإِنَّ ثَنَائِي فِيهِ غَيْرُ مُوَدِّعِ وَإِنْ غَابَ طَرْفِي عَنْ مَحَاسِنِ وَجْهِهِ فَقَلْبِي بِمَرْأًى مِنْ عُلاهُ وَمَسْمَعِي إِذَا سِرْتُ سَيَّرْتُ الثَّنَاءَ فَلا أَرَى بِنَادٍ نَدًى إِلا وَآلاؤُهُ مَعِي وَأَنْشَدَنَا مِنْ لَفْظِهِ مِمَّا قَالَهُ فِي مَنَامِهِ : مِنَ الْمُنْسَرِحِ دَعْهَا تَمَادَى وَلا تَصُدَّ فَلِي قَلْبٌ صَبُورٌ عَلَى تَمَادِيهَا بَيْضَاءُ مِثْلُ الْقَضِيبِ إِنْ خَطَرَتْ تَقْتُلُ أَعْطَافُهَا مُحِبِّيهَا يَنْدَرِجُ الْبَدْرُ فِي مَحَاسِنِهَا وَيَخْجَلُ الْغُصْنُ مِنْ تَثَنِّيهَا وَأَنْشَدَنَا مِنْ لَفْظِهِ لِنَفْسِهِ أَيْضًا : مِنَ الْبَسِيطِ مَا شِئْتَ مِنْ خُلَّةٍ فِي الْحُبِّ أَرْتَسِمُ خَلا السُّلُوَّ فَإِنِّي فِيهِ مُتَّهَمُ إِذَا تَكَلَّفْتُ حَالا لا يُلائِمُنِي تَأْبَى عَلَيَّ فَلا تَنْقَادُ لِي الشِّيَمُ يَا هَاجِرًا تِهْتُ فِي طُرْقِي إِلَيْهِ فَلا أُهْدَى عَلَى أَنَّهُ فِي حُسْنِهِ عَلَمُ كَمْ بِتُّ أَدْعُوكَ حَتَّى خِلْتُ أَنَّكَ بَدْرُ التِّمِّ لا مَسْمَعٌ يُصْغَى وَلا كَلِمُ وَكَمْ تَصَامَمْتَ حَتَّى قُلْتُ حَسْبِيَ مَا تُخْفَى عَلَيَّ ظِبَاءُ الإِنْسِ ذَا صَنَمُ أَقْسَمْتُ بِالْمُقْلَةِ النَّجْلاءِ مُجْتَهِدًا وَإِنَّهَا لَيَمِينٌ بَرَّةٌ قَسَمُ لا مَالَ سَمْعِي إِلَى عَذْلِ الْعَذُولِ وَلا قَلْبِي إِلَى سَلْوَةٍ مَا دَامَ فِيهِ دَمُ أَمْ كَيْفَ يَنْفُذُ سَهْمُ اللَّوْمِ فِي دَنَفٍ صَبِّ الْفُؤَادِ عَلَيْهِ لِلْهَوَى لُؤَمُ يَا وَاسِمَ الْبِيدِ بِالْعَنْسِ الأَمُونِ كَمَا أَبْكِي فَأَحْفِرُ فِي خَدَّيَّ أَوْ أَسِمُ لا ضَلَّ سَعْيُكَ سَلِّمْ إِنْ مَرَرْتَ عَلَى مَنْ دَارُهُ مُهْجَتِي لا الضَّالُ وَالسَّلَمُ وَقُلْ لَهُ إِنَّ أَحْشَائَهُ لَهَبًا مَا زَالَ مُذْ فَارَقَ الأَحْبَابَ يَضْطَرِمُ وَأَنْشَدَنَا مِنْ لَفْظِهِ لِنَفْسِهِ أَيْضًا : مِنَ الْكَامِلَ سِيَّانَ هَزَّ السَّمْهَرِيَّ أوِ انْثَنَى وَسَوَاءٌ امْتَشَقَ الْمُهَنَّدَ أَوْ رَنَا رَشَأٌ تَوَهَّمَ مِنْ ضِيَاءِ جَبِينِهِ صُبْحًا فَحَلَّ مِنَ الْغَدَائِرِ مَوْهِنَا فَجَلَوْتُ مِنْهُ عَلَى الدُّجَى مِثْلَ الَّذِي يَجْلُو مِنَ الْقَمَرِ الدُّجَى أَوْ أَحْسَنَا مُتَغَضِّبٌ يَلْقَى الأَنَامَ بِمَنْظَرٍ مُرُضٍ فَتَغْتَفِرُ الْمَحَاسِنُ مَا جَنَا مَا إِنْ يَكُونُ لِطَرْفِهِ مُتَأَسِّدًا حَتَّى يَكُونَ لِعَطْفِهِ مُتَجَنِّبَا كَمْ رَدَّ مِنْ غُلْبِ الْكُمَاةِ إِلَى الرَّدَى بِمُزَرْفَنِ الصُّدْغِ الضَّعِيفِ مُزَرْفَنَا مُرُّ التَّسَلِي وَعْدُهُ عَذْبُ الْهَوَى عَذْبُ الْجَنَابَةِ كُلِّهَا عَذْبُ الْجَنَا مَا زَالَ يُمْرِضُنِي تَمَرُّضُ جَفْنِهِ حَتَّى ضَعُفْتُ عَنِ الْهَوَى فَتَمَكَّنَا وَمَرَاحِ سُحْبٍ أَنْهَجَتْ أَعْلامُهُ فَكَسَتْهُ دِيبَاجَ الرِّيَاضِ مُلَوَّنَا مِنْ كُلِّ نَرْجِسَةٍ تُغَازِلُ بَانَةً وَأَقَاحَةٍ أُنُفٍ تُضَاحِكُ سَوْسَنَا مَطَرُ الرَّبِيعِ كَمَا تَكَوَّنَ جَوْهَرًا فِي الْبَحْرِ مَرَّ عَلَى الرُّبَا فَتَلَوَّنَا فَأَرَاكٌ إِنْ طَلَعَ الْجُمَانُ عَلَى الأَشَى طَلْعًا وَإِنْ نَبَتَ الزُّمُرُّدُ أَغْصُنَا الْجُمَانُ : الدُّرُّ الْكِبَارُ ، وَالأَشَى : النَّخْلُ الصِّغَارُ . وَانْشَقَّ جَيْبُ زَبَرْجَدٍ عَنْ كُوبِ يَا قُوتٍ كَنَوْهُ بِالشَّقِيقَةِ فَاكْتَنَى وَالْكَاسُ هَمَّ بِشُرْبِهَا فِي الشُّرْبِ شَمَّاسٌ فَمَثَّلَ فَوْدُهُ قَعْرَ الإِنَا وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِنَفْسِهِ : مِنَ السَّرِيعِ مَا بَرَحَتْ يَوْمَ وَدَاعِي لَهَا تَضُمُّنِي ضَمَّةَ مُسْتَيْئِسِ حَتَّى تَثَنَى الْغُصْنُ فَوْقَ النَّقَا وَانْتَثَرَ الطَّلُّ مِنَ النَّرْجِسِ وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِنَفْسِهِ : مِنَ الْكَامِلَ إِنْ كَانَ جَدَّ بِهِ الْغَرَامُ فَبَاحَا أَيَّامَ سَاعَدَهُ الْحَمَامُ فَنَاحَا فَالنَّوْرُ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ مُفَتَّحًا وَالْحُبُّ أَحْلَى مَا يَكُونُ صُرَاحَا أَرَأَيْتَ زَهْرَ الرَّوْضِ كَيْفَ أَحَلْتُهُ شِقْرًا بِصَائِبِ عَبْرَتِي وَأَقَاحَا الشِّقْرُ : الشَّقَائِقُ . لَمَّا بَلَلْتُ بِأَدْمُعِي أَكْمَامَهُ مِثْلِي تَهَتَّكَ فِي الرَّيَاضِ وَفَاحَا مَنْ ذَا تَعَرَّضَ لِلْهَوَى فَوَنَى لِسَانًا ذَاكِرًا أَوْ مَدْمَعًا سَحَّاحَا بِنْتُمْ فَجُدْنَا فِي الدِّيَارِ بِأَدْمُعٍ كُنَّ بِهَا قَبْلَ الْفِرَاقِ شِحَاحَا مَا زَالَ يُضْنِي الشَّوْقُ جِسْمِي بَعْدَكُمُ حَتَّى الْتَقَيْنَا فِي الْكَرَى أَشَاحَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ أَكُونَ لِسَتْرِ مَا أُودِعْتُ مِنْ سِتْرِ الْهَوَى فَضَّاحَا لَنَصَبْتُ شَخْصِي لِلرَّقِيبِ مُجَاهِرًا وَلَزُرْتُ ذَاتَ الشَّامَتَيْنِ صَبَاحَا خَالَيْنِ قُدَّا مِنْ سُوَيْدَا مُهْجَتِي وَتَبَدَّلا بِضِرَامِهَا تُفَّاحَا وَمُقَلَّدٍ دَمَ عَاشِقِيهِ مُقَلَّدٍ عِوَضَ الْوِشَاحِ مِنَ الْقُلُوبِ وِشَاحَا أَصْفَيْتُهُ وُدِّي فَكِدُتُ أَطِيرُ مِنْ شَوْقِي إِلَيْهِ وَإِنْ قُصِصْتُ جَنَاحَا لأُحَرِّمَنَّ الرَّاحَ بَعْدَكَ مُقْسِمًا أَلا أَمُدَّ إِلَى الْكُئُوسِ الرَّاحَا أَتَغِيبُ عَنْ عَيْنِي وَأُوهِمُ أَنَّنِي قضيت بَعْدَكَ عِيشَتِي أَفْرَاحَا كَلا وَعَيْشِكَ لا بَرِحْتُ أَخَا أَسًى دَهْرِي عَلَيْكَ وَإِنْ وَجَدْتُ بَرَاحَا وَأَنْشَدَنَا لِنَفْسِهِ : مِنَ الرَّجَزِ يَا قَمَرًا لَمَّا بَدَا نَفَّرَ نَوْمِي وَهَدَا حَسْبِيَ مِنْ حُبِّكَ مَا فَتَّتَّ مِنِّي الْكَبِدَا وَضَعْتَ لِلْعَيْنِ عَلَى خَدِّكَ خَالا أَسْوَدَا فَصَارَ مَا كَانَ ضَلا لا مِنْهُ لِلْعَيْنِ هُدَى يَا مُنْيَتِي أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ لَيْلِي سَرْمَدَا وَنِمْتَ لا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ مَنْ تَسَهَّدَا كَأَنَّمَا نِلْتَ الْمُنَى أَوْ عِنْدَكَ النَّاسُ سُدَى وَالْعَيْنُ هَا هُنَا هِيَ الَّتِي تُصِيبُ ، مُنْ قَوْلِهِمْ : فُلانٌ أَصَابَتْهُ عَيْنٌ .