أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الْأَصْبَهَانِيُّ إِجَازَةً ، أَنَّ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ أَجَازَ لَهُمْ ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمَدَانِيُّ ، حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو بَكْرٍ الْهِلَالِيُّ بِعَكَّا ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَرْغَانِيُّ ، قَالَ : " كُنْتُ أُدْفَعُ إِلَى شِدَّةِ الْفَاقَةِ أَيَّامًا كَثِيرَةً ، وَرُبَّمَا كُنْتُ أَسْقُطُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ، وَكُنْتُ حِينَئِذٍ قَلِيلَ الدِّرَايَةِ ، وَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى أَظَافِيرَ أَصَابِعِي كُمْدَةً مِنَ الْجُوعِ ، فَقُلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي نَفْسِي لَوْ عَلَّمْتَنِي اسْمَكَ الْأَعْظَمَ ، سَأَلْتُكَ بِهِ إِذَا حَلَّتْ بِي فَاقَةٌ مُتْلِفَةٌ . فَأَنَا يَوْمًا بِدِمَشْقَ عَلَى بَابِ الْبَرِيدِ جَالِسٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ وَقَفَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُمَا مَلَكَيْنِ ، فَوَقَفَا بِحِذَائِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : تُرِيدُ أُعَلِّمُكَ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ؟ قَالَ لَهُ الْآخَرُ : نَعَمْ ، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِمَا . فَقَالَ : هُوَ أَنْ تَقُولَ : يَا اللَّهُ ، فَقُلْتُ : قَدْ تَعَلَّمْتُ ، وَرَجَعْتُ كَمَا كُنْتُ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : لَيْسَ كَمَا تَقُولُ أَنْتَ ، وَلَكِنْ تَصْدُقُ اللَّجَأَ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : صِدْقُ اللَّجْإِ : تَكُونُ مِثْلَ الْغَرِيقِ فِي لُجِّ الْبَحْرِ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ تَتَعَلَّقُ بِهِ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |