لا يجتمع حب هؤلاء الاربعة الا في قلب مؤمن ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم


تفسير

رقم الحديث : 57

أَخْبَرَنَا خَالِي الْإِمَامُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ إِجَازَةً ، أَنَّ الشَّيْخَ الْمُقْرِئَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرَّانِيِّ نَزِيلَ بَغْدَادَ حَدَّثَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِمَحِلَّةِ الصَّالِحِينَ فِي جَبَلِ قَاسِيُونَ ، قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي آخِرِ خِلَافَةِ الْمُسْتَضِيءِ أَنَا وَجَمَاعَةٌ ، فَنَزَلْنَا عَلَى نَقِيبٍ مِنْ نُقَبَاءِ الْعَلَوِيِّينَ ، وَهُوَ مُتَولِّي الْمَوْضِعِ ، وَكَانَ عَرَّفَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ رَجُلٌ هَاشِمِيٌّ صَدِيقٌ لِي ، فَأَكْرَمَنَا وَأَحْسَنَ مَثْوَانَا ، وَكَانَ لَهُ خَادِمٌ يَهُودِيٌّ مُتَوَلِّيًا أَمْرِهِ وَخِدْمَتِهِ ، فَقَالَ الشَّرِيفُ الْهَاشِمِيُّ لِلنَّقِيبِ وَأَنَا أَسْمَعُ : أَيُّهَا النَّقِيبُ ، إِنَّ أُمُورَكَ كُلَّهَا حَسَنَةٌ ، وَقَدْ جَمَعْتَ الشَّرَفَ وَالْمُرُوءَةَ وَالْكَرَمَ ، إِلَّا أَنَّنَا قَدْ أَنْكَرْنَا اسْتِخْدَامَكَ لِهَذَا الْيَهُودِيِّ وَاسْتِدْنَاءَكَ إِيَّاهُ مَعَ مُخَالَفَتِهِ دِينِكَ : أَوْ كَمَا قَالَ ، فَقَالَ النَّقِيبُ : إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ مَمَالِيكَ كَثِيرَةً وَجَوَارِي ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا وَافَقَنِي ، وَلَا وَجَدْتُ فِيهِمْ أَمَانَةً وَنُصْحًا مِثْلَ هَذَا الْيَهُودِيِّ ، يَقُومُ بِأَمْرِ الْبُسْتَانِ وَالدَّارِ وَالْخِدْمَةِ ، وَفِيهِ الْأَمَانَةُ ، وَمَا مِنْ خِدْمَةٍ خَارِجَةٍ وَدَاخِلَةٍ إِلَّا قَدْ كَفَانِيهَا ، أَوْ نَحْوَ هَذَا ، فَقَالَ بَعْضُ الْجَمَاعَةِ : إِذَا كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَلَعَلَّهُ يُسْلِمُ ، فَبَعَثَ إِلَى الْيَهُودِيِّ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ حِينَ دَعَوْتُمُونِي مَا تُرِيدُونَ مِنِّي ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ هَذَا النَّقِيبَ قَدْ عَرَفْتَ فَضْلَهُ ، وَبَيْتَهُ وَرِئَاسَتَهُ وَهُوَ يُحِبُّكَ ، فَقَالَ : وَأَنَا أُحِبُّهُ ، فَقِيلَ لَهُ : فَلِمَ لَا تَتْبَعُهُ عَلَى دِينِهِ وَتَدْخُلُ فِي الْإِسْلَامِ ؟ فَقَالَ لَهُمْ : قَدْ عَلِمْتُمْ إِنِّي أَعْتَقِدُ أَنَّ عُزَيْرًا نَبِيٌّ كَرِيمٌ ، أَوْ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ فِي الْيَهُودِ مَنْ يَتَّهِمُ زَوْجَةَ نَبِيٍّ بِالْفَاحِشَةِ ، وَيَلْعَنُ أَبَاهَا أَوْ أَصْحَابَ نَبِيٍّ لَمَا تَبِعْتُ دِينَهُمْ ، فَإِذَا أَنَا أَسْلَمْتُ لِمَنْ أَتْبَعُ ؟ قَالَ لَهُ : الْهَاشِمِيُّ : تَتْبَعُ النَّقِيبَ الَّذِي أَنْتَ فِي خِدْمَتِهِ ، قَالَ : مَا أَرْضَى هَذَا لِنَفْسِي ، قَالَ : وَلِمَ ؟ ! قَالَ : لِأَنَّ هَذَا يَقُولُ فِي عَائِشَةَ مَا يَقُولُ ، وَيَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، لَا أَرْضَى هَذَا لِنَفْسِي أَنْ أَتْبَعَ دِينَ مُحَمَّدٍ ، وَأَقْذِفَ زَوْجَتَهُ ، وَأَلْعَنَ أَصْحَابَهُ ، فَرَأَيْتُ أَنَّ دِينِي أَوْلَى ، قَالَ : فَوَجَمَ الشَّرِيفُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لِلْيَهُودِيِّ : مُدَّ يَدَكَ ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَإِنِّي تَائِبٌ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ كُلَّ دِينٍ غَيْرَ دِينِ الْإِسْلَامِ بَاطِلٌ ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وَتَابَ النَّقِيبُ عَنِ الرَّفْضِ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.