حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله انها لزوجه في الدنيا والاخرة


تفسير

رقم الحديث : 26

أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤدِّبُ ، أَنَّ الشَّرِيفَ أَبَا مَنْصُورٍ الْأَسْعَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ أَخْبَرَهُمْ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الشَّرِيفُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَدُودِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى الصَّمُوتُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَاقِلَّانِيُّ مِنْ كِتَابِهِ وَهُوَ يَسْمَعُ فِي مَسْجِدِهِ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ الْمُنْتَابِ ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَضْلَانَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيِّ ، قَالَ : " رَأَيْتُ أُسْقُفَّ قَيْسَارِيَّةَ مُسْلِمًا ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ نَصْرَانِيًّا ، تُشِيرُ إِلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةُ بِالْأَصَابِعِ وَيُعَظِّمُونَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ تِلْكَ الرِّيَاسَةِ ، وَرْغَبَتَكَ فِيهَا ؟ ! فَقَالَ : رَكِبْتُ الْبَحْرَ فَكُسِرْنَا فَأَفْلَتُّ أَنَا عَلَى لَوْحٍ وَحْدِي ، فَلَمْ يَزَلِ اللَّوْحُ يَسِيرُ بِي وَحْدِي وَالْأَمْوَاجُ تَلْعَبُ بِي شَهْرًا ، لَا أَدْرِي أَيْنَ أَتَوَجَّهُ مِنْ بِلَادِ اللَّهِ ، ثُمَّ إِنَّ الْبَحْرَ نَبَذَنِي عَلَى جَزِيرَةٍ كَبِيرَةٍ فِيهَا شَجَرٌ عَظِيمٌ جِدًّا ، مَا رَأَيْتُ شَجَرًا أَكْبَرَ مِنْهُ ، وَلَهُ وَرَقٌ ، تُغَطِّي الْوَرَقَةُ الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ، تَحْمِلُ شَيْئًا مِثْلَ النَّبْقِ وَلَيْسَ بِهِ ، أَحْلَى مِنَ التَّمْرِ ، وَنَهْرٌ فِي الْجَزِيرَةِ جَارٍ عَذْبٌ ، شَدِيدُ الْجَرَيَانِ ، فَأَكَلْتُ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَرِ ، وَشَرِبْتُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، وَقُلْتُ : لَا أَبْرَحُ هَذَا الْمَوْضِعَ أَوْ يَأْتِي اللَّهُ بِالْفَرَجِ أَوِ الْمَوْتِ ، فَلَمَّا أَنْ أَمْسَيْتُ وَغَرُبَتِ الشَّمْسُ وَأَقْبَلَ اللَّيْلُ بِسَوَادِهِ ، فَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ مِثْلُ الرَّعْدِ فِي الشِّدَّةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ ، الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الْحَبِيبُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارُ ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ صَاحِبُ الْغَارِ ، عُمَرُ الْفَارُوقُ مِفْتَاحُ الْأَمْصَارِ ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْحَسَنُ الْجِوَارُ ، عَلِيُّ الرَّضِيُّ قَاصِمُ الْكُفَّارِ ، أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفُونَ الْأَخْيَارُ ، وَقَاهُمُ اللَّهُ عَذَابَ النَّارِ ، عَلَى مَنْ سَبَّهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْقَرَارُ ، فَانْخَلَعَ لِذَلِكَ قَلْبِي ، وَطَارَ نَوْمِي ، ثُمَّ هَدَأَ الصَّوْتُ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي وَسَطِ اللَّيْلِ عَادَ ذَلِكَ الْكَلَامُ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي السَّحَرِ عَادَ ذَلِكَ الْكَلَامُ ، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ إِذَا أَنَا بِصُورَةِ رَأْسِ جَارِيَةٍ فِي الْبَحْرِ تَسْبَحُ ، لَمْ أَرَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهَا ، بِشَعْرٍ قَدْ جَلَّلَهَا ، وَإِذَا أَنَا بِالصُّورَةِ تَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الْمُصْطَفَى الْحَبِيبُ ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الرَّفِيقُ السَّدِيدُ ، عُمَرُ الْفَارُوقُ ، قِرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَظْلُومُ الشَّهِيدُ ، عَلِيُّ الرِّضَا . . . . ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تَدْنُو مِنِّي حَتَى قَرُبَتْ وَخَرَجَتْ عَنِ الْمَاءِ ، فَإِذَا رَأْسُ جَارِيَةٍ ، وَعُنُقُهَا عُنُقُ نَعَامَةٍ ، وَبَدَنُهَا بَدَنُ سَمَكَةٍ ، وَسَاقَاهَا سَاقَا ثَوْرٍ ، فَقَالَتْ لِي : مَا دِينُكَ ؟ قُلْتُ : النَّصْرَانِيَّةُ ، فَقَالَتْ : وَيْحُكَ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ، الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ، أَسْلِمْ وَإِلَّا هَلَكْتَ ، إِنَّكَ قَدْ حَلَلْتَ بِجَزِيرَةِ قَوْمٍ صَالِحِينَ مُسْلِمِينَ ، لَا يَنْجُو مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَشَرِيعَتِهِ وَهَدْيِهِ وَسُنَّتِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَالَتْ : تَمِّمْ إِسْلَامَكَ ، فَقُلْتُ : بِمَاذَا ؟ قَالَتْ : بِالتَّرَحُّمِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالصَّحَابَةُ أَجْمَعِينَ ، وَإِلَّا لَا يَصِحُّ لَكَ الْإِسْلَامُ ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ ، فَقُلْتُ : الصَّوْتُ الَّذِي سَمِعْتُ بِاللَّيْلِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَتْ : ذَاكَ التَّيَّارُ مَلِكُ الْمِيَاهِ فِي الْبَحْرِ ، وَنَحْنُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ، وَأُمِرْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنَّا ، فَقُلْتُ : إِنِّي غَرِيبٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَدْ وَجَبَ حَقِّي ، قَالَتْ : تُحِبُّ الرُّجُوعَ إِلَى بَلَدِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَتْ : السَّاعَةُ تَمُرُّ بِنَا مَرْكَبٌ نَحْبِسُهُ لَكَ ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِمَرْكَبٍ تَسِيرُ فِي الْبَحْرِ بِقِلْعٍ ، إِذْ وَقَفَ الْمَرْكَبُ وَحَطُّوا الْقِلْعَ ، فَتَحَيَّرَ أَهْلُهُ لَا يَدْرُونَ الْقِصَّةَ مَا هِيَ ، إِذْ أَشَرْتُ إِلَيْهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَيَّ فَأَلْقُوا الْقَارِبَ وَجَاءُوا فَحَمَلُونِي ، وَحَدَّثْتُهُمْ بِحَدِيثِي ، وَكَانَ فِي الْمَرْكَبِ بِضْعَةَ عَشَرَ نَصْرَانِيًّا ، فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْ ، فَهَذَا كَانَ سَبَبَ إِسْلامِي " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.