اي الاسنادين احب اليكم الاعمش عن ابي وائل عن عبد الله او سفيان عن منصور عن ابراهيم عن...


تفسير

رقم الحديث : 2

وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ، إِذْنًا فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ السَّلامِيُّ ، لَفْظًا بِبَغْدَادَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ . ح وَأَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو نَزَارٍ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَسَنِ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَقِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ غَيْرَ مَرَّةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ النَّفِيسُ أَبُو الْمُطَهَّرِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّيْدَلانِيُّ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، قَالَ : قَالَ لَنَا وَكِيعٌ : أَيُّ الإِسْنَادَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكُمُ ؟ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَوْ سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقُلْنَا : الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، فَقَالَ " يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! الأَعْمَشُ شَيْخٌ وَأَبُو وَائِلِ شَيْخٌ ، وَسُفْيَانُ فَقِيهٌ ، وَمَنْصُورٌ فَقِيهٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ فَقِيهٌ ، وَعَلْقَمَةُ فَقِيهٌ ، وَحَدِيثٌ يَتَدَاوَلُهُ الْفُقَهَاءُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَدَاوَلَهُ الشُّيُوخُ " وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَنَّ الإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ إِلْكِيَا ، قَالَ عُقَيْبَ هَذَا الْحَدِيثِ : إِذَا بَدَتْ رَايَاتُ النُّصُوصِ فِي مَيَادِينِ الْكِفَاحِ طَاحَتْ أَعْلامُ الْمَقَايِيسِ فِي مَدَارِجِ الرِّيَاحِ ، وَقَالَ الْحَافِظُ : فَاسْتَحْسَنْتُ هَذَا الإِسْنَادَ ، وَقُلْتُ لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْمَرَنْدِيِّ الْمُعِيدِ : قَدْ وَقَعَ لِي هَذَا الْحَدِيثُ بِعُلُوٍّ مِنَ حَدِيثِ الأَصَمِّ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا ، وَهَذَا الطَّرِيقُ النَّازِلُ أَعَزُّ ع ِنْدِي مِنْ ذَلِكَ الطَّرِيقِ الْعَالِي إِذْ هُوَ مُشَبَّكٌ بِالْجَوْهَرِ . فَبَلَغَ إِلْكِيَا هَذَا الْكَلامُ عَنِّي ، فَأَعْجَبَهُ وَأَعَادَهُ لِلأَصْحَابِ وَالْفُقَهَاءِ ، وَلَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتُ إِذْ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا إِمَامًا أَوْ فَقِيهًا وَقَلَّ مَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي الرِّوَايَاتِ . قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ زَكِيُّ الدِّينِ أَيَّدَهُ اللَّهُ : وَهَأَنَا أَذْكُرُ نُبْذَةً مِنْ أَحْوَالِ رُوَاتِهِ عَلَى طَرِيقِ الاخْتِصَارِ . " وَلَوْ رُمْتُ إِسْهَابًا أَتَى الْفَيْضُ بالْمَدِّ " ، فَأَقُولُ : رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ، أَحَدُ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ وَزُهَّادِهِمْ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ ، وَابْنُ صَاحِبِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْفَارُوقِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَيَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ . أَسَلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ صَغِيرٌ ، وَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَوَّلُّ مَشَاهِدِهِ الْخَنْدَقُ ، وَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . رَوَى عَنْهُ : بَنُوهُ بِلالٌ ، وَحَمْزَةُ ، وَزَيْدٌ ، وَسَالِمٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَابْنُ ابْنِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَابْنُ أَخِيهِ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، وَمَوَالِيهِ نَافِعٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، وَيَسَارٌ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ . وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَيُقَالُ : ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَدُفِنَ بِذِي طُوًى ، وَيُقَالُ : دُفِنَ بِسَفْحٍ فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ . وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْلاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَافِعٌ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ ، يُقَالُ : إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ أَصَابَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ مِنْ أَبَرْشَهْرَ . وَيُقَالُ : كَانَ دَيْلَمِيًّا ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ كَانَ مِنْ سَبْيِ كَابُلَ ، وَقِيلَ : مِنْ جِبَالِ الطَّالْقَانِ . حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، وَأَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ ، رَوَى عَنْهُ : الزَّهْرِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ . وَرُوِّينَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بَعَثَ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ . وَرُوِّينَا عَنْ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا سَمِعْتُ مِنْ نَافِعٍ حَدِيثًا ، لا أُبَالِي أَنْ لا أَسْمَعَهُ مِنْ أَحَدٍ . تُوُّفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ عِشْرِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْ نَافِعٍ إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ ، نَجْمُ الْعُلَمَاءِ ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ذُو أَصْبَحٍ الْحِمْيَرِيُّ الأَصْبَحيُّ الْمَدَنِيُّ . هَكَذَا نَسَبَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ ، وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ ، وَيُقَالُ : وُلِدَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ فِي النِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ إِلَى أَنْ تُوُّفِّيَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ . سَمِعَ مِنْ أَبَوَيْ بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ الزَّهْرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَأَبَوَيْ مُحَمَّدٍ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَأَبِي عُثْمَانَ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ . رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ : ابْنُ شِهَابٍ الزَّهْرِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، وَعَمُّهُ أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ : شُعْبَةُ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدَ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِمَّنْ يُقَارِبُ هَذِهِ الطَّبَقَةَ وَمِمَّنْ هُوَ بَعْدَهَا . وَقَدْ صَنَّفَ فِي الرُّوَاةِ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ تَصَانِيفَ ، وَفَضَائِلُهُ مَشْهُورةٌ وَمَنَاقِبُهُ فِي دَوَاوِينِ الْعُلَمَاءِ مَسْطُورَةٌ ، وَقَدْ صُنِّفَ فِي فَضَائِلِهِ تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ . تُوُّفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي صَفَرَ ، وَيُقَالُ : فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ الإِمَامُ تَاجُ الْعُلَمَاءِ وَزَيْنُ الْفُقَهَاءِ نَاصِرُ الْحَدِيثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَافِعٍ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمٍ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ الْمَكِّيُّ . وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِغَزَّةَ ، وَقِيلَ : بِعَسْقَلانَ ، وَقِيلَ : بِالْيَمَنِ ، وَقِيلَ : بِمَكَّةَ ، وَالأَوَّلُ أَشْهَرُ ، وَنَشَأَ بِمَكَّةَ وَكَتَبَ الْعِلْمَ بِالْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، رَوَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادِ ، وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَكِّيِّينَ ، وَعَنِ الإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَدَنِيِّينَ . وَرَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْيَمَنِيِّينَ ، وَالْعِرَاقِيِّينَ ، وَالشَّامِيِّينَ ، وَالْمِصْرِيِّينَ . رَوَى عَنْهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلَ ، وَأَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، وَابْنُهُ أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَأَبُو عُبَيْدِ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامِ ، وَأَبُو ثَوْرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ . وَرَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو يَزِيدَ يُوسُفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْمَكِّيِّينَ ، وَالْمَدَنِيِّينَ ، وَالْمِصْرِيِّينَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَتُوُّفِّيَ بِمِصْرَ فِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَقِيلَ : تُوُّفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ سَلْخَ رَجَبٍ ، ودُفِنَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مُسْتَهَلَّ شَعْبَانَ ، وَقِيلَ : تُوُّفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . وَفَضَائِلُهُ مَشْهُورَةٌ ، وَمَنَاقِبُهُ فِي تَصَانِيفَ الْعُلَمَاءِ مَذْكُورَةٌ ، وَقَدْ صُنِّفَ فِي فَضَائِلِهِ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ صَاحِبُهُ الْمَشْهُورُ بِصُحْبَتِهِ وَرِوَايَةُ كُتُبِهِ أَبُو مُحَمَّدِ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ كَامِلٍ الْمُرَادِيُّ مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ الْمُؤَذِّنُ . وَقِيلَ : لَيْسَ لَهُ وَلاءٌ ، وَإِنَّمَا سَكَنٌ مُرَادٌ . حَدَّثَ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ، وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبَ ، وَشُعَيْبَ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدَ ، وَيَحْيَى بْنِ حَسَّانِ ، وَأَسَدِ بْنِ مُوسَى ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ الْحُفَّاظُ أَبُو زَرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَةَ الْقَزْوِينِيُّ فِي سُنَنِهِمْ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَبُو عُوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ، وَأَبُو بَكْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ . وَتُوُّفِّيَ بِمِصْرَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقِلَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمُ الْمَعْقِلِيُّ السِّنَانِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الأَصَمُّ . وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعَ بِنَيْسَابُورَ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِ ، وَبِمَكَّةَ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ الرَّمْلِيِّ ، وَبِمِصْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وَغَيْرِهِ ، وَبِدُمْيَاطَ مِنْ بَكْرَ بْنِ سَهْلَ الدُّمْيَاطِيِّ ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مَلاسِ وَغَيْرِهِ ، وَبِبَيْرُوتَ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدِ ، وَبِبَغْدَادَ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَبِالْكُوفَةِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيِّ وَغَيْرِهِ . وَسَمِعَ بِطَرْسُوسَ ، وَعَسْقَلانَ ، وَحِمْصَ ، وَالرَّقَّةَ مِنْ جَمَاعَةٍ ، وَحَدَّثَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَأَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ ، وَالأَحْفَادَ بِالأَجْدَادِ ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقْطَارِ . حَدَّثَ عَنْهُ الْحُفَّاظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ ، وَأَبُو عَبْدَ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ . وَتُوُّفِّيَ بِنَيْسَابُورَ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ الثَّالِثَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ . مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةِ . سَمِعَ بِنَيْسَابُورَ مِنْ حَاجِبِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّوسِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَبِجُرْجَانَ مِنَ الْحَافِظِينَ أَبِي بَكْرَ الإِسْمَاعِيلِيِّ ، وَأَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيِّ وَغَيْرِهِمَا ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي سَهْلَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَغَيْرِهِ ، وَبِالْكُوفَةِ مِنْ أَبِي بَكْرَ بْنِ أَبِي دَارِمٍ وَغَيْرِهِ ، وَبِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَبِي بَكْرَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفُ بِبَكِيرِ الْحَدَّادِ وَغَيْرِهِ . وَدَرَسَ الْفِقْهَ عَلَى أَبِي الْوَلِيدِ الْقُرَشِيِّ الشَّافِعِيِّ ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِنَيْسَابُورَ ، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسُ الإِمْلاءِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةِ . حَدَّثَ عَنْهُ الْحَافِظَانِ أَبُو بَكْرَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ ، وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ . وَتُوُّفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ ، وَهُوَ مِنْ حِيرَةٍ بِنَيْسَابُورَ . وَقِيَلَ : إِنَّ أَجْدَادَهُ كَانُوا مِنْ حِيرَةِ الْكُوفَةِ ، جَاءُوا إِلَى نَيْسَابُورَ فَاسْتَوْطَنُوهَا ، فَيُحْتَمَلَ أَنْ يَكُونُوا تَوَطَّنُوا مَحِلَّةَ نَيْسَابُورَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيُّوَيْهَ الْجُوَيْنِيُّ . قَرَأَ الأَدَبَ عَلَى أَبِيهِ أَبِي يَعْقُوبَ يُوسُفَ بِنَاحِيَةِ جُوَيْنَ ، ثُمَّ دَخَلَ نَيْسَابُورَ وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّعْلُوكِيِّ ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى مَرْوَ ، وَقَصَدَ أُسْتَاذَهُ أَبَا بَكْرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ الْقَفَّالَ الْمَرْوَزِيَّ ، وَلازَمَهُ وَأَخَذَ عَنْهُ الْمَذْهَبَ وَالْخِلافَ وَأَحْكَمَ طَرِيقَتَهُ ، وَعَادَ إِلَى نَيْسَابُورَ ، وَقَعَدَ لِلتَّدْرِيسِ وَالْفَتْوَى وَمَجْلِسَ الْمُنَاظَرَةِ ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ الْمَشْهُورَةَ فِي الْفِقْهِ وَغَيْرِهِ . وَقَدْ كَانَ سَمِعَ الْحَدِيثَ بِمَرْوَ مِنْ أُسْتَاذِهِ أَبِي بَكْرَ الْقَفَّالِ وَغَيْرِهِ . وَبِنَيْسَابُورَ مِنْ أَبِي نَعِيمٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَسَنِ الإِسْفَرَايِينِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَبِبَغْدَادَ مَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانِ وَغَيْرِهِ ، وَبِالْكُوفَةِ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ جَنَاحِ بْنِ نَذِيرٍ وَغَيْرِهِ ، وَبِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ الْفَرَّاءِ الْمِصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَبُو الْقَاسِمِ سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ . وَتُوُّفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ الإِمَامُ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيُّويَهُ الجُوَيْنِيُّ . مَوْلِدُهُ فِي الثَّامِنَ عَشَرَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ . تَفَقَّهَ فِي شَبِيبَتِهِ عَلَى وَالِدِهِ ، وَأَتَى عَلَى مُصَنَّفَاتِهِ ، وَأَخَذَ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ وَمَا تَعَلَّقَ أَوْفَرَ نَصِيبٍ ، وَتُوُّفِّيَ وَالِدُهُ وَلَمْ يُكْمِلْ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَأُقْعِدَ مَكَانَهُ لِلتَّدْرِيسِ فَكَانَ يُدَرِّسُ وَيَقُومُ مِنْهُ وَيَخْرُجُ إِلَى مَدْرَسَةِ الْبَيْهَقِيِّ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ الإِسْكَافِ الإِسْفَرَايِينِيِّ حَتَّى أَحْكَمَ عَلَيْهِ الأُصُولَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَغْدَادَ ثُمَّ إِلَى الْحِجَازِ ، وَحَجَّ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ أَرْبَعَ سِنِينَ يُدَرِّسُ وَيُفْتِي وَيَجْمَعُ طُرُقَ الْمَذْهَبِ إِلَى أَنْ رَجَعَ إِلَى نَيْسَابُورَ ، وَجَلَسَ لِلتَّدْرِيسِ بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ قَرِيبًا مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةٍ مُسَلَّمٌ لَهُ الْمِحْرَابُ وَالْمِنْبَرُ وَالْخَطَابَةُ وَالتَّدْرِيسُ وَمَجْلِسُ التَّذْكِيرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَانْتَفَعَ بِهِ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ . وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ وَالِدِهِ ، وَمِنْ أَبِي حَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الطِّرَازِيِّ ، وَأَبِي عَبْدَ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي ، وَأَبِي سَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ فَضْلِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيِّ بِنَيْسَابُورَ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْجَوْهَرِيِّ بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهِمْ . وَأَجَازَ لَهُ أَبُو نَعِيمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَحَدَّثَ . يَرْوِي عَنْهُ الْفَقِيهُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَرَاوِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَهْلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْجِدِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَتُوُّفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ بَعْدَ صَلاةِ الْعَتْمَةِ ، الْخَامِسَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ بِبُشْتَنْقَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ حُمِلَ إِلَيْهَا لاعْتِدَالِ الْهَوَاءِ وَخِفَّةِ الْمَاءِ ، وَنُقِلَ فِي اللَّيْلَةِ إِلَى نَيْسَابُورَ ، وَدُفِنَ فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ بِدَارِهِ ، ثُمَّ نُقِلَ بَعْدَ سِنِينَ إِلَى مَقْبَرَةِ الْحُسَيْنِ بِجَنْبِ وَالِدِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . وَرَوَاهُ عَنْهُ : الإِمَامُ إِلْكِيَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الطَّبَرِيُّ الْهَرَّاسِيُّ . كَانَ مِنْ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ ، خَرَجَ إِلَى نَيْسَابُورَ وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى الإِمَامِ أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَّيْنِيِّ مُدَّةً وَتَخَرَّجَ بِهِ ، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَرُءُوسِ الْمُعِيدِينَ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُورَ إِلَى بَيْهَقَ فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً عَلَى التَّدْرِيسِ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا إِلَى الْعِرَاقِ وَوَلِيَ التَّدْرِيسَ بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ إِلَى أَنْ تُوُّفِّيَ . سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أُسْتَاذِهِ الإِمَامِ أَبِي الْمَعَالِي ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ الصَّفَّارِ ، وَغَيْرِهِمَا وَحَدَّثَ . رَوَى عَنْهُ : الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ سَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ وَغَيْرُهُما . وَتُوُّفِّيَ بِبَغْدَادَ عَصْرَ يَوْمِ الْخَمِيسِ غُرَّةِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مِائَةِ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِبَابِ أَبْرَزَ فِي تُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ رَضِيَ اللُّه عَنْهُمْ . وَرَوَاهُ عَنْهُ : الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِلَفَةَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ . وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ تَخْمِينًا . وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الرَّئِيسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّقَفِيِّ ، وَالسَّلارِ أَبِي الْحَسَنِ مَكِّيِّ بْنِ مَنْصُورِ ابْنِ عَلانَ الْكَرَجِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ نَصْرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ ، وَأَبِي عَبْدَ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْبُسْرِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ كَبِيرَةٍ . وَلَقِيَ بِهَا مِنَ الْعُلَمَاءِ الإِمَامَ إِلْكِيَا أَبَا الْحَسَنِ الطَّبَرِيَّ ، وَأَبَا بَكْرَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الشَّاشِّيَّ ، وَأَبَا الْقَاسِمِ يُوسُفَ بْنَ عَلِيٍّ الزِّنْجَانِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَمِعَ مِنْهُمْ . وَسَمِعَ بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيِّ ، وَبِالرَّيِّ مِنَ الإِمَامِ أَبِي الْمَحَاسِنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّوْيَانِيِّ . وَسِمَع بِمُدُنٍ كَثِيرَةٍ مِنْ مُدُنِ الإِسْلامِ . وَجَمَعَ الأَرْبَعِينَ عَنْ أَرْبَعِينَ شَيْخًا بِأَرْبَعِينَ مَدِينَةً . وَلَهُ مُعْجَمُ بَغْدَادَ ، وَمُعْجَمُ أَصْبَهَانَ ، وَمُعْجَمُ السَّفَرِ ، وَمُعْجَمُ النِّسَاءِ الأَصْبَهَانِيَّاتِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ . اشْتَمَلَتْ عَلَى عَدَدٍ كَثِيرٍ مِنْ شُيُوخِهِ . وَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ وَلَمْ يَبْلُغِ الْعِشْرِينَ سَنَةً ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ ، وَسَلَمَاسَ ، وَدِمَشْقَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ مُدْنِ الإِسْلامِ . وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِهِ وَأَقْرَانِهِ ، وَدَخَلَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى سَنَةَ إِحْدَى عَشَرَةَ وَخَمْسِ مِائَةِ ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ الرِّحْلَةَ وَأَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ ، وَنَشَرَ السُّنَّةَ إِفَادَةً وَإِسْمَاعًا ، وَأَقَامَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ يُحَدِّثُ ، وَيُمْلِي ، وَيُدَرِّسُ ، وَيُفْتِي . وَتُوُّفِّيَ بِهَا فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ الْخَامِسِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَاهُ عَنْهُ : شَيْخُنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُفَرِّجِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ اللَّخْمِيُّ الْمَقْدِسِيُّ الأَصْلِ . وُلِدَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةِ . وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيِّ ، وَلازَمَهُ مُدَّةً وَتَخَرَّجَ بِهِ . وَسَمِعَ بِهَا أَيْضًا مِنَ الْقَاضِييْنِ الشَّرِيفَيْنِ : أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ ، وَأَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى الْعُثْمَانِيينَ ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ . وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى الإِمَامَيْنِ : أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عَوْفَ الزَّهْرِيِّ ، وَأَبِي طَالِبٍ صَالِحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ بِنْتِ مُعَافَى وَغَيْرِهِمَا . وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ هِبَةَ اللَّهِ الصُّورِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُ ، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنَ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلاءِ الْهَمَدَانِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَجَمَعَ مَجَامَيعَ مُفِيدَةً . وَحَدَّثَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ ، وَمَكَّةَ وَغَيْرِهِمَا ، وَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ يُدَرِّسُ وَيُفْتِي وَيُحَدِّثُ وَيُمْلِي وَبَالَغْتُ فِي مُلازَمَتِهِ ، وَالانْقِطَاعِ إِلَيْهِ ، وَالأَخْذِ عَنْهُ ، وَانْتَفَعْتُ بِهِ انْتِفَاعًا كَبِيرًا فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنَّا وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ . وَتُوُّفِّيَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مُسْتَهَلِّ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشَرَةَ وَسِتِّ مِائَةِ ، وَدُفِنَ مِنْ يَوْمِهِ بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ . هُنَا انْتَهَى بِنَا الْقَوْلُ فِي أَحْوَالِ رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ مِنَ الْجُنُوحِ إِلَى الاخْتِصَارِ وَالرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِمَحَبَّتِهِمْ ، وَيَحْشُرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ لا رَبَّ سِوَاهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ .

الرواه :

الأسم الرتبة