طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الانصاري


تفسير

رقم الحديث : 57

قَالَ الْوَاقِدِيُّ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ , يَقُولُ : " نَشَأْتُ وَأَنَا غُلامٌ لا مَالَ لِي مُنْقَطِعٌ مِنَ الدِّيوَانِ ، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعَدَوِيِّ ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قَوْمِي ، وَكَانَ ابْنَ أُخْتِهِمْ وَحَلِيفَهُمْ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الطَّلاقِ ، فَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَلا أَرَانِي مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنُّ يَعْقِلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَلا يَدْرِي مَا هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ ابْنَ ثَعْلَبَةَ ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ ، وَأَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ حَتَّى فَقِهْتُ فَرَحَلْتُ إِلَى الشَّامِ , فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فِي السَّحَرِ فَأَمَمْتُ حَلْقَةً وِجَاهَ الْمَقْصُورَةِ عَظِيمَةً ، فَجَلَسْتُ فِيهَا ، فَنَسَبَنِي الْقَوْمُ فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالُوا : هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ ، فَقَالَ لِي الْقَوْمُ : هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصَةَ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَهُوَ جَائِيكَ ، وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَأَلْنَاهُ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ عِلْمًا ، وَجَاءَ قَبِيصَةُ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَنَسَبَنِي ، فَانْتَسَبْتُ ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَال : أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَصَلَّى الصُّبْحَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ خَرَجَ الإِذْنُ فَقَالَ : أَيْنَ هَذَا الْمَدَنِيُّ الْقُرَشِيُّ ؟ قُلْتُ : هَأَنَذَا ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ , فَرُفِعَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ ، فَسَلَّمْتُ بِالْخِلافَةِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ ، فَقَالَ : أَوَّهَ قَوْمٍ نَعَّارُونَ فِي الْفِتَنِ ، قَالَ : وَكَانَ أَبِي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، ثُمَّ قَالَ مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ , وَقُلْتُ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، فَقَالَ : كَيْفَ سَعِيدٌ وَكَيْفَ حَالُهُ ؟ قَالَ : وَالْتَفَتَّ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ : هَذَا يُكْتَبُ بِهِ إِلَى الآفَاقِ ، فَقُلْتُ : لا أَجِدْهُ أَخْلَى مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ وَلَعَلِّي لا أَدْخُلُ عَلَيْهِ بَعْدَهَا , فَقُلْتُ : إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ لا دِيوَانَ لِي ، قَالَ : إِيهَا الآنَ امْضِ لِشَأْنِكَ ، فَخَرَجْتُ مُوئِسًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ وَاللَّهِ مُقِلٌّ مُرْمَلٌ ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ لا يُمَالِي , فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي ، أَلا اسْتَشَرْتَنِي ؟ قُلْتُ : ظَنَنْتُ أَنِّي لا أَعُودُ إِلَيْهِ ، قَالَ : ائْتِنِي فِي الْمَنْزِلِ ، فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ وَالنَّاسُ يُكَلِّمُونَهُ حَتّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَقَلَّمَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ خَادِمٌ بِرُقْعَةٍ فِيهَا , هذه مِائَةُ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا وَبَغْلَةٌ تَرْكَبُهَا وَغُلامٌ وَعَشْرَةُ أَثْوَابٍ ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ : مِمَّنْ أَطْلُبُ هَذَا ؟ قَالَ : أَلا تَرَى الرُّقْعَةَ فِيهَا اسْمُ الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فِي طَرَفِ الرُّقْعَةِ فَإِذَا فِيهَا : فَأْتِ فُلانًا ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَقِيلَ : هَا هُوَذَا ، فَأَتَيْتُهُ بِالرُّقْعَةِ فَأَمَرَ لِي بِذَلِكَ مِنْ سَاعَتِهِ ، قَالَ : وَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى الْبَغْلَةِ فَسِرْتُ إِلَى جَنْبِهِ , فَقَالَ : احْضَرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ ، فَحَضَرْتُ ، فَأَوْصَلَنِي ، فَسَلَّمْتُ ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْكَلامِ , قَالَ : فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قَوْمِي قُرَيْشٍ ، فَلَهُوَ كَانَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّي ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، وَالْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ فَأَمَرُه أَنْ يَكْتُبَ ذَلِكَ لِي فِي الدِّيوَانِ ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانِكَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ قَبيِصَةَ , فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثَبَّتَ فِي صَحَابَتِهِ وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ ، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَزِمْتُ عَسْكَرَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا ، وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِيمَا يَسْأَلُنِي يَقُولُ : مَنْ لَقِيتَ ! فَأُسَمِّيهُمْ لَهُ لا أَعْدُو قُرَيْشًا ، فَقَالَ : فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الأَنْصَارِ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا ، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَارِجَةَ ! قَالَ : فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُمْ عِلْمًا كَثِيرًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.