أخبرنا جماعة ، إذناً ، عن أبي الفتح المندائي ، أنا عبيد الله بن محمد بن الإمام أبي بكر البيهقي ، أنا جدي في كتاب الصفات له ، أنا أبو بكر بن الحارث ، أنا ابن حيان ، أنا أحمد بن جعفر بن نصر ، نا يحيى بن يعلى ، سمعت نعيم بن حماد ، يقول : سمعت نوحاً الجامع ، يقول : " كنت عند أبي حنيفة أول ما ظهر ، إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً فدخلت الكوفة ، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف نفس ، فقيل لها : إن هاهنا رجلاً قد نظر في المعقول ، يقال له : أبو حنيفة ، فأتيه . فأتته ، فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل ، وقد تركت دينك ؟ أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إلينا ، وقد وضع كتاباً : إن الله في السماء دون الأرض ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى : وَهُوَ مَعَكُمْ سورة الحديد آية 4 قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه " . قال : ثم قال البيهقي : لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله فيما نفى عن الله تعالى من الكون في الأرض ، وأصاب فيما ذكر من تأويل الآية ، وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء .
الأسم | الشهرة | الرتبة |