فصح عن ابن الماجشون ، أنه سئل ما جحدت به الجهمية ، فقال : أما بعد ، قد فهمت ما سألت عنه فيما تتايعت الجهمية في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتقدير ، وكلت الألسن عن تفسير صفته ، وانحسرت العقول دون معرفة قدره ، فلم تجد العقول مساغاً فرجعت خاسئة حسيرة ، وإنما أمروا بالنظر والتفكير فيما خلق ، وإنما يقال : كيف لمن لم يكن مرة ثم كان ، أما من لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل ، فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو ، إلى أن قال : فالدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه ، لا تكاد تراه صغراً يحول ويزول ، ولا يرى له بصر ولا سمع ، فاعرف غناك عن تكليف صفة ما لم يصف الرب من نفسه ، بعجزك عن معرفة ما وصف منها ، فإذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك علم ما لم يصف ، هل تستدل بذلك على شيء من طاعته ، أو تنزجر به عن شيء من معصيته ؟ فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقاً وتكليفاً فقد استهوته الشياطين في الأرض ، حيران فعمي عن البين بالخفي ، ولم يزل يملي له الشيطان ، حتى جحد قوله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ سورة القيامة آية 22 - 23 فقال : لا يرى يوم القيامة ، وقد قال المسلمون لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم : هل نرى ربنا يا رسول الله ؟ فقال : " هل تضارون في رؤية الشمس . . . . " الحديث . إلى أن قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تمتلئ النار حتى يضع الجبار فيها قدمة ، فتقول : قط قط ، ويزوى بعضها على بعض " . وقال لثابت بن قيس : " لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة " . وذكر فصلاً طويلاً في المعنى . أنبأنا به أحمد بن سلامة ، أنبأنا يحيى بن يونس ، أنا عبد القادر بن محمد ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، أنا أبو بكر بن بخيت ، أنا عمر بن محمد الجوهري ، نا أبو بكر الأثرم ، نا عبد الله بن صالح ، عنه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |